أكد الدكتور مصطفى الفقى المرشح المصرى لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية أن لدى كل دولة عربية من الكوادر من يصلح ليكون أمينا عاما ، وإذا كانت مصر تطلب الموقع فإن ذلك يعود لأسباب خاصة بالتسهيلات وأسباب لوجستية ، على أعتبار أن الأمين العام إذا كان من دولة المقر سيستطيع أن يعمل من اليوم الثانى لتعينه ، كما أن كل إجازاته موجودة أيضا فى مقر جامعة الدول العربية. وأشار الفقى - عقب لقائه اليوم وزير الخارجية الدكتور نبيل العربى - أنه عندما نقلت جامعة الدولة العربية من مصر إلى تونس جاء الأمين العام تونسيا فأصبح العرف عربيا وليس عرفا مصريا فقط ، مشددا على أنه يكن للمرشح القطرى عبد الرحمن العطيه كل المحبة والاحترام ، وقال :"إن المجال مفتوح أمام الجميع ونتمنى أن يتوافق العرب على مرشح يرضى الجميع بإذن الله". ورشحت مصر رسميا يوم الاثنين الماضى الدكتور مصطفى الفقي أمينا عاما لجامعة الدول العربية خلفا لعمرو موسى الأمين العام الحالى الذي ستنتهى ولايته فى منتصف شهر مايو المقبل.وحول الانتقادات التى وجهها إليه عدد من شباب الثورة لاختياره كمرشح لمصر فى الجامعة العربية لفت الفقى إلى أنه سيستقبل ظهر اليوم الخميس وفد من حركتى /6 أبريل/ ، و/ائتلاف الثورة/ لتوضيح الصورة لهما ، وقال إن هناك فهما خاطئا من الأجيال الجديدة لأنهم يتصورون أن كل من عمل مع النظام السابق فهو فاسد ، وهذا غير صحيح ، فأنا تركت رئاسة الجمهورية منذ 20 عاما ، وفصلت من رئاسة لجنة مصر والعالم بالحزب الوطنى الذى كنت عضوا فيه عندما رفضت أن أذهب إلى إسرائيل عام 2004 ، وقد نفعنى هذا الموقف لأن الجزائر فى طرحها طلبت أن يكون الأمين العام مصريا بشرط ألا يكون قد ذهب لإسرائيل ، فكانت هذه نقطة لصالحى". وقال الدكتور مصطفى الفقى المرشح المصرى لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الأمر الثالث هو أننى تعرضت لضغوط شديدة من جانب النظام السابق ، حيث منعت من الكتابة عدة مرات خاصة أن لى رأيي المستقل الذى يعرفه الجميع ، وأرجو أن يعود الجميع لمقالاتى ولقاءاتى التليفزيونية ليكتشفوا أننى كنت مواطنا مصريا يتحدث باسم الوطنية المصرية لكنى أتحرك فى الحدود التى كانت متاحة لشخص يقف على حافة النظام ، ولذلك لم أكن محل ثقة من النظام السابق. وأضاف الفقى لقد تم منعى من الكتابة فى جريدة "الأهرام" لعام كامل ، ثم إننى فى الثورة أخذت موقفا واضحا معها منذ اليوم الأول وكانت مغامرة عندما ظهرت على التليفزيون المصرى ووجهت نداء للرئيس السابق وقلت له أسقط الحكومة وحل البرلمان وابدأ مسيرة اصلاح ، وأعتقد أن هذا النظام إذا استمر لكانت عقوبتى منتظرة. وردا على سؤال حول ما إن كانت هناك اتصالات مصرية عربية مع قطر لإثناء مرشحها عن الترشيح ، قال الفقى :"إن هذا قرار سيادى قطرى"، مشددا على أن مصر لن تطلب من أحد الانسحاب ، لأن كل المرشحين متساوون ، والامر متروك للبحث من جانب القيادات العربية فى ضوء العلاقات التاريخية الوثيقة. وحول خطة التحرك المصرية لدعم ترشيحه عربيا قال الدكتور مصطفى الفقى المرشح المصرى لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية إن هناك جولة خليجية لرئيس الوزراء ووزير الخارجية نبيل العربى سيتم خلالها طرح الموضوع ،بالاضافة إلى أن عددا من الدول العربية أخذت موقفا مؤيدا للمرشح المصرى. وأوضح أن الجزائر أخذت موقفا كريما للغاية وقالت :"إنه تحية منها لظروف مصر فإنها ستؤيد المرشح المصرى ، رغم أنها كانت صاحبة اقتراح تدوير المنصب من قبل ، ولكنها لم تثير هذا الأمر الآن ، واقتصر شرطهم الذى أوضحه السفير عبد القادر الحجار سفير الجزائر بالقاهرة ألا يكون المرشح المصرى قد ذهب لإسرائيل من قبل وهو الشرط الذى أنطبق على".وردا على سؤال حول إن كان وزير الخارجية قد اقترح عليه اصطحابه فى جولة رئيس الوزراء الخارجية ، قال الفقى "ليس مطروحا لأنه قد لا يخلو من حرج ، لأن وجودى ضمن الوفد سيشكل سابقه فيها كثير من الحرج". وحول إن كانت هناك ترتيبات لجولة عربية يقوم بها ، قال الفقى :سوف أرى ذلك ، لكن هناك رسائل من القيادات المصرية سيتم توجييها إلى الدول العربية ، وأعتقد أن أمير الكويت سبق أن أرسل رسائل من قبل فى هذا الشأن. وردا على سؤال حول الموقف من اختيار الأمين العام لجامعة الدول العربية حال عدم عقد القمة فى موعدها المقرر مايو المقبل ، قال الفقى إن هناك بدائل إذا جاء تفويض لوزراء الخارجية العرب من رؤسائهم فيمكن فى هذا الحالة أن يتم اختيار الأمين العام من جانب الوزراء ، لأن القمة العربية قد يتم تأجيلها لبعض الوقت بسبب الظروف العربية والانتفاضات ، لأنه كما هو واضح فإن لم الشمل العربى فى ظل هذه الظروف أمر صعب ، لأن الملفات مفتوحة والظروف ملتهبة.
وحول تحفظه السابق على إنشاء رابطة دول الجوار العربى التى اقترحها الأمين العام الحالى للجامعة العربية عمرو موسى خاصة مع إيران ، قال الدكتور مصطفى الفقى "إننى لم أتحفظ ولكن قلت إن هذه الفكرة تحتاج لدراسة متأنية لأن بعض الدول قلقة ، ولا ينكر أى أحد أن إيران لها أجندة فى المنطقة وهذا حقها ، ولكنها يجب أن تكون إضافة للعالم العربى والإسلامى وليس العكس ، ولذلك عندما جاء الدكتور نبيل العربى بفكر جديد لتفعيل صورة مصر فى الخارج بكل المعايير فقد رأه أنه لابد من الحوار مع إيران ، والحوار هنا ليس معناه الرضا عن السياسة الإيرانية إنما هو أشتباك سياسى".وأشار إلى أنه لا يوجد سوى 3 دول فى العالم ليس لها علاقات دبلوماسية كاملة مع إيران وهى أمريكا وإسرائيل ومصر ، وقال "كيف يحدث هذا ، لذلك أرى أن توجه وزيرالخارجية هو توجه قومى إسلامى لا يحرج أى أحد ، ولا يضايق أى أحد ، وليس معناه الموافقة علىسياسات إيران ، بالعكس عندما أرى قوى معينة فى المنطقة تحاول أن تمتد فمن الطبيعى أن أتحاور واشتبك معها سياسيا ودبلوماسيا". وحول إن كانت هذه التوجهات الجديدة تجاه إيران قد تقلق دولا عربية ، قال الفقى :"لا .. الكل فهم هذا لأن الدكتور نبيل العربى أوضح بجلاء أنه يهتم أساسا بأمن الدول العربية ومكانتها ، ثم يأتى بعد ذلك فى مرحلة تالية الانفتاح على دولة مثل إيران ، ولكن هذا لا يسبق أبدا الالتزام المصرى تجاه الاشقاء العرب وخاصة دولة البحرين". وردا على سؤال حول إن كانت جامعة الدول العربية ستساير التوجهات العربية الحالية لتتوائم مع المطالب الشعبية ، قال الفقى بالتأكيد دور الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال المرحلة المقبلة سيختلف ، فهى فعلا جامعة دول لكن ينبغى أن نستمع لنبض الشعوب ، فقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن شرعية النظم داخل الدول لا تأتى فقط من قصور الحكم ، ولكن تأتى أيضا من الشارع ، وهذا الأمر أصبح من أدبيات مستقبل العلاقات العربية العربية". وردا على سؤال حول رأيه فى صدور قرار النائب العام بحبس الرئيس السابق ونجليه ، قال الفقى :"إن هذه القرارات أثبتت ديمقراطية النظام المصرى وسلميته وأصبح نموذجا يحتذى به" ، مضيفا "على المستوى الشخصى أسف لدخول أى شخص السجن ، إنما على المستوى السياسى فإن ما حدث هو تأكيد للعدالة وأنه لا يوجد رأس فوق العدالة مهما علت ، وأن ما حدث هو رسالة هامة جدا للثوار ليطمئنوا بأنه لا يوجد شئ فى الكواليس ، ولا يوجد صفقات مثلما كان يتصور البعض ، وأن المجلس العسكرى يؤدى رسالة وطنية كاملة بلا مواربة".وأكد الفقى أن قرارات النائب العام الأخيرة أوضحت بجلاء أمام الثوار والشباب أنه لا يستطيع أحد الادعاء بوجود اتصالات غير معلنة بين المجلس العسكرى وشرم الشيخ ، فبعد هذا لا يزايد أحد على المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، ودعنا نقدر القوات المسلحة الشريفة العظيمة التى فعلت ما فعلته فى هذه الشهور ، فهى شريك فى الثورة لأنها حمتها ، وكان يمكن أن تكون قوة غاشمة باطشة فى يد الحاكم لتطيح بالشباب ، وهو أمر لم ولن يحدث فى تاريخ العسكرية المصرية صاحبة الوطنية الطويلة". وأضاف الفقى "أن ما تم فى الشهرين الماضيين يجعلنا ندرك أن الثورة المصرية ثورة لا تقل فى أهميتها وتأثيرها عن الثورة الفرنسية". وردا على سؤال حول إن كان الفساد السياسى لأعضاء الحزب الوطنى يستوجب عزلهم سياسيا ، قال الفقى ليس كل من كان فى الحزب الوطنى سيئا ، لأنه يوجد أشخاص عاديون ، إنما الرؤس الفاسدة يجب أن تجتث". وأضاف الفقى "أن المجتمع أصبح الآن مفتوحا بالكامل وجماعة الأخوان المسلمين تمارس نشاطها ، ولابد أن أشير إلى أن المرشد السابق للجامعة محمد مهدى عاكف اتصل بى بالأمس لإبداء الدعم لى". .