أثار حرق ضريح سيدي عزالدين بمدينة تلا بمحافظة المنوفية ردود فعل واسعة, خاصة بعد سلسلة من هدم الأضرحة في عدد من المحافظات. وقال الطاهر الهاشمي وكيل المجلس الأعلي لآل البيت مجلس شيعي ونقيب الأشراف بالبحيرة, إن هناك جهودا كثيرة لاحتواء أزمة الأضرحة. وأشار الي وساطة إخوانية من الدكتور جمال حشمت بجماعة الإخوان بين الصوفيين والشيعة والأشراف من جهة, وبين السلفيين من جهة أخري. وقال الهاشمي إن اجتماعا سيعقد خلال الأيام المقبلة لبحث سبل وقف انتهاكات الأضرحة ووأد الفتن التي قد تشتعل من آل البيت بسبب تلك الممارسات, مشيرا الي تنظيم وقفة احتجاجية للصوفيين والشيعة السبت المقبل أمام السفارة السعودية للتنديد بما سماه( الدعم السعودي للوهابية والسلفية) في مصر. وقال إنه تم الانتهاء من تشكيل اتحاد جديد يحمل اسم قوي ذرية رسول الله وآل البيت ومحبيهم, من الطرق الصوفية والمجلس الأعلي لآل البيت والمنظمة المصرية الدولية لحقوق الإنسان وحركة أشراف بلا حدود, ومنظمة الإمام علي لحقوق الإنسان, الذي أصدر بيانا ندد به بممارسات هدم الأضرحة, داعيا مؤسسات المجتمع المدني للانضمام إليهم. من جهة أخري, أبدي المهندس عبدالمنعم الشحات المتحدث الإعلامي باسم الدعوة السلفية بالإسكندرية أكبر الجماعات السلفية في مصر ترحيبهم بالتحاور مع الصوفيين, وقال إن حوارات علمية كثيرة تمت من خلال المقالات والكتب عن موقف السلفيين من الأضرحة, وأضاف ومع ذلك لا نمانع من المقابلة وجها لوجه, وهذا أفضل للجميع. وقال الشحات إن قضية الهدم بعيدة تماما عن المنهج السلفي الذي يغير بالدعوة الحسنة وليس باليد. ونفي الشحات ما تردد أخيرا عن تهديد السلفيين بهدم مسجد الحسين, وقال إننا نعتقد أن مسجد الحسين مجرد مسجد فقط, ولا يوجد به قبر, ولا رأس الحسين, فهو ضريح مقام بلا قبر, وبالتالي لم نطالب بهدمه. وقال كل ما نسعي له فقط هو توعية الناس بهذه الخرافات وعدم التمسح والنذر للقبور, ونستند في آرائنا هذه الي القرآن الكريم وسنة الرسول صلي الله عليه وسلم. ومن جانب آخر, أكد الدكتور جمال حشمت القيادي بجماعة الاخوان المسلمين, أن حوادث الأضرحة هي حوادث فردية, مشيرا الي أن السلفيين أوضحوا وجهة نظرهم في هذا الأمر, وأنهم بعيدون عنه تماما, ولا يحدث هذا بشكل منظم ولكنها حوادث فردية. وقال ليس من مصلحة مصر في هذا التوقيت إثارة المشكلات البسيطة والفتن والسلوك المتطرف, وقال إن إشاعة هذه الأفكار يستدعي البحث عما وراء هذه الفتن, مؤكدا أن اجتماعا سيعقد في غضون يومين بين السلفيين والصوفيين لنزع فتيل هذه الأزمة. وفي السياق ذاته, عقد الشيخ محمد أبوحطب وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية اجتماع مصالحة بين أبرز دعاة السلفيين بالإسكندرية, وبين الشيخ جابر قاسم وكيل مشيخة الطرق الصوفية بالإسكندرية, وتم توقيع محضر اتفاق لتأكيد براءة السلفيين من هذه الممارسات, سواء هدم الأضرحة أو تكفير الصوفيين, ونص المحضر الذي وقعه من رموز السلفية الشيخ سعيد عبدالعظيم والدكتور ياسر برهامي وغيرهما, ووكيل مشيخة الطرق الصوفية, علي أن الجميع تظله راية الإسلام, وأن السلفيين لا علاقة لهم بانتهاكات الأضرحة ولا الأمر بذلك ولا الإقرار به.