نرسم مستقبلهم ..نخطط كيف ستكون حياتهم ..نختار الاسلوب الذى سنتبعه لتربيتهم ..كل هذا قبل ان يرى اطفالنا النور. يتخذ اغلبنا احد اسلوبين فى التربية ،والاثنان مرتبطان بالاسلوب والطريقة التى تربينا بها،فاما نختار اسلوب وَالدينا فى التربية او نختار الاسلوب المعاكس له تماما. الاختيار هنا مبنى على التجربة الشخصية .تظهر نتيجة اختيارنا بعد سنوات،وقتها فقط نعرف ما اذا كنا على صواب ام على خطأ. اثبتت الثورة ان هناك جيلا متفتحا تربى على حرية الرأى والثقة بالنفس،فهؤلاء الشباب نتاج بيئة تربوية خصبة.نشأؤا على ابداء الرأى وحرية التعبير والمناقشة. منحهم آبائهم وآمهاتهم مساحة من الحرية المسئولة .فعلى الرغم من ان هؤلاء الشباب تربوا على يد جيل صامت تم قمع حريته فى التعبير لفترات طويلة إلا ان هذا الجيل الصامت استطاع باختياره الصحيح تقديم جيل متفتح ناضج حر. اولادنا مسئوليتنا..تلك المسئولية ليست بالهينه،وباختيارنا اسلوب للتربية نحدد مستقبل" قادة المستقبل". فعلينا ان نحرص على ان نغرس فيهم ان الحرية مسئولية فالحرية غير المسئولة ما هى إلا فوضى ،وان لهم كيان يحترم ورأى يعتد به فبإحساسهم باهميتهم كافراد داخل مجتمعهم الصغير (الاسرة) ينبع احترامهم للمجتمع من حولهم وشعورهم بواجبهم تجاه. قد يعتقد البعض ان الوقت فات اوتأخر على تغيير الاسلوب الذى ينتهجوه فى التعامل مع ابنائهم،هناك دائما وقت .لنبدأ الان بامور بسيطة ،سيكون هناك صعوبة بالتأكيد فى البداية كأى شئ فى اوله الا ان اثره على كل افراد الاسرة سيكون مختلف.ممارسة الديمقراطية بين افراد الاسرة يرسخ مفهومها الرئيسى ،وسيمارسه الافراد بعد ذلك بشكل تلقائى. ويجب الاخذ فى الاعتبار ان احترام الابناء للمجتمع ينشأ عندما يعتادوا الاحترام داخل اسرتهم ..كباراً وصغاراً سواء علا شائنهم ام صغر.فيفهم الابناء ان الاحترام سلوك لا يتجزأ من تعاملاتهم اليومية .فالطفل يحترم الكبير والصغير، وكسلوك متبادل يُحترم ممن حوله فلا يهان بلفظ جارح اواسأة امام احد. بدء اولادنا اولى خطواتهم على هذا الدرب كأنهم وبدون قصد منهم يشيروا الى الطريق الذى يريدون ان يكملوا مسيرتهم فيه.تحدثوا معنا فى المعضلات السياسية التى مرت بها البلاد فى الفترة الماضية،فقد امتص عقلهم الصغير الكثير من المعلومات من خلال المناقشات والمناظرات السياسية من حولهم.كونوا رأى مستقل وحتى ان كان بسيطا او ينم عن صغر سنهم فهو رأى يحترم فصاحبه بذل جهد ليشغل باله فى التفكير فيه ،كأنهم يرسلون الينا برسالة فحواها (هذا مستقبلنا ونريد ان نشارك فيه ). اطفالنا الان يرون بعيون متفتحه على العالم بأسره،اصحاب افق واسع ،تربه خصبة تنتظر البذور الجيدة لتنتج ثماراً نفتخر بها كما فخر جيل سابق بتربيته لجيل منح لشعب باكمله صوت مسموع ومحترم.فلننتقى افضل بذور الاخلاق واكثرها اثماراً . المزيد من مقالات فاطمة عمارة