مثلما حدث في مصر وفي تونس وفي غيرهما من الدول فإن السماح لزوجة الحاكم بالتدخل في شئون الدولة دائما ما ينتهي بكارثة علي الدولة وعلي الحاكم نفسه . وفي الدولة العبرية يحدث ذلك أيضا فإذا أردنا رصد اتجاهات السياسة الإسرائيلية وقرارات السلطة الحاكمة في تل أبيب فلنبحث أو نفتش عن المرأة, فرغم أن القانون الإسرائيلي لم يعط زوجات رؤساء الوزراء أي ميزة سوي الاعتراف بحقهن في الدفن بجوار أزواجهن في مقابر زعماء إسرائيل فإن زوجة رئيس الوزراء الحالي سارة نتانياهو تلقبها وسائل الإعلام هناك بالحاكم الفعلي لإسرائيل. ونشر عن سارة نيتانياهو العديد من التقارير الصحفية حول تدخلها في شئون الحكومة وحصولها علي صلاحيات ونفوذ أتاح لها تعيين أصدقائها في مناصب مهمة داخل حكومة الليكود والتأثير علي القرارات السياسية فهي تتدخل في جدول أعمال الحكومة والجميع في إسرائيل يدرك أنه لابد من موافقة سارة علي أي قرار قبل توقيع نتانياهو عليه وإذا كانت سارة لاتحضر اجتماعات المجلس الوزاري المصغر أو الجلسة الاسبوعية للحكومة فإن لها العديد من الاتباع يبلغونها بتفاصيل ما يجري من مناقشات ومن هؤلاء أحد أصدقائها الذي كان يقيم إلي جوار منزل والدها وعن طريق هذا الشخص وغيره تعلم سارة كل كبيرة وصغيرة وأحيانا يغير نتانياهو مواقفه لمجرد عودته إلي المنزل وجلوسه مع زوجته والجميع يعلم ذلك إلا أن أحدا لا يجرؤ علي التصريح بذلك أو مجرد الإشارة إليه خشية البطش به من جانب زوجة رئيس الوزراء وفي انتخابات عام1996 حدث خلاف بين سارة والسياسية ليمور ليفنات التي كانت تتولي مسئولية الإعلام بحزب الليكود فحينما اتصلت ليفنات بمنزل المرشح نتانياهو رفضت سارة السماح لها بالتحدث معه تليفونيا بدعوي أنه لا يتلقي اتصالات هاتفية مساء الجمعة وبعد هذا الخلاف ووصول نتانياهو للحكم حاولت منع تعيين ليمور كوزيرة في الحكومة ومنذ نحو عامين تدخلت سارة لتعيين صديقتها وزميلتها السابقة في شركة طيران العال' تامار هاوسبيتر' كمستشارة لنتانياهو وهو التعيين الذي ثارت حوله أقاويل ويفحص ملابساته حاليا مراقب عام الدولة هناك' ميخا ليندنشتراوس' وتامار هذه تعمل مستشارة رئيس الوزراء للشئون الخاصة غرفتها ملاصقة لغرفة مدير عام مكتب رئيس الوزراء وقبل الانتخابات الأخيرة في إسرائيل وقعت تامار وزوجها علي وثيقة تأييد لنتانياهو وهي أي تامار موجودة دائما في الاحتفالات والمناسبات الخاصة بأسرة نتانياهو ويكشف العاملون في مكتب نتانياهو ان لديها صلاحيات غير محدودة وتتولي بالتعاون مع وزارة الخارجية ملف تسويق إسرائيل سياحيا وتحسين صورتها عالميا وهي أيضا عضو في اللجنة التي تقوم باختيار من يتم منحهم جائزة رئيس الوزراء للابداع والابتكار وتتولي حملة اختيار البحر الميت كأحد أفضل الأماكن ذات الطبيعة الخاصة وعن سر سيطرة سارة علي نتانياهو يقول السياسي الإسرائيلي' بوعز تنباؤم' الذي عمل مع معظم رؤساء الوزراء عن قرب ان النساء تسيطر علي نتانياهو منذ أن كان طفلا وحتي اليوم بدءا بأمه' تسيلا' تلك المرأة القوية التي اعتادت صفع نتانياهو علي وجهه حينما كان يزعج والده المتفرغ لابحاثه في غرفته الخاصة وقد ظل نتانياهو طيلة حياته تحت سيطرة النساء فهن اللاتي اخترنه وليس هو ودائما يخضع لإرادتهن ويضيف بوعز أن سارة تسيطر عليه سيطرة تامة وتتحكم فيه كما لو كان طفلا صغيرا..! وقد طغت شخصية سارة علي شخصية نتانياهو حتي أصبح' ألعوبة' في يدها تحركه كيفما شاءت وسارة نتانياهو- أكثر زوجات السياسيين الإسرائيليين إثارة للجدل والمشكلات- تبلغ من العمر52 عاما عملت من قبل مضيفة جوية في شركة طيران العال وعملت أيضا في مجال علم النفس وتزوجت نتانياهو منذ19 عاما وتقول عن نفسها بمنتهي البساطة: أنا الشيء الوحيد الصادق في حياة زوجي وقد ظهرت شخصية سارة المتسلطة في فترة تولي زوجها السلطة عام1996 وأيضا في فترة توليه الحالية فقد أقالت منذ عام' ديفيد سباج' كبير العاملين في مقر إقامة نتانياهو يذكر أن ديفيد هذا يعد المسئول الأول عن مقر إقامة رئيس الوزراء منذ أن كان إيهود باراك رئيسا للحكومة وعمل أيضا مع آرييل شارون وإيهود أولمرت بعض العالمين ببواطن الأمور يقولون إن ديفيد يتمتع بكاريزما خاصة وهو المسؤل عن إدارة مقر رئيس الوزراء وتسيير الأمور فيه بدءا من الاهتمام بالطعام واستقبال الضيوف وحتي النظام وتنسيق الحديقة وكان يعرف الطعام المفضل لكل رئيس وزراء والقهوة التي يتناولها لكن يبدو أن سارة لم تكن راضية عن ديفيد لذا قررت تغييره ومنذ عدة سنوات افتعلت سارة مشكلة أخري مع زوجها السابق دورون نويبرجر بعد أن علمت بنيته نشر كتاب عن تفاصيل حياتها معه مستخدما خمسة أشرطة كاسيت مسجل عليها تفاصيل حياتهما معا ومن ضمنها خطاب مليء بالسباب والشتائم أرسلته سارة إلي والد ووالدة دورون ويقول زوجها السابق انها امرأة تمتاز بالتهور ولا تتورع عن إيذاء الآخرين.