أعاد زلزال اليابان الأخير فتح ملف الطاقة النووية في العالم من جديد, رد الفعل في المانيا كان الرجوع عن قرار مد خدمة مجموعة من مفاعلات القديمة لمدة عشر سنوات اخري, في مقارنة سريعة بين الطاقة النووية والطاقة الشمسية نجد أن مصر يناسبها اكثر الاتجاه الي الطاقة الشمسية. يؤكد الخبراء ان مصر تأخرت كثيرا في الاستفادة من سطوع الشمس في منطقة مينا وتعني الشرق الاوسط شمال افريقيا والتي تتميز بأعلي معدل من سطوع الشمس في العالم, ومن دراسة المانية أن مربعا من الارض طول ضلعه250 كيلو مترا يكفي لامداد العالم بالطاقة الكهربائية لو اقيمت عليه الخلايا الشمسية التي تولد الكهرباء. في حين تتكلف مفاعلات الطاقة النووية مليارات طائلة وتستغرق سنوات طويلة نحتاج فيها الي الخبرة الاجنبية لبناء وتشغيل وصيانة ومتابعة عمل المفاعلات, وكذلك اشراف الوكالة الدولية للطاقة النووية للتأكد من الاستخدام السلمي وعدم إنتاج سلاح نووي,بالنسبة لمصر ليس لديها الوقود النووي, وهي سلعة استراتيجية من يملكها يتحكم في اسعارها ويمنح أو يمنع, كماأن اطقم تشغيل المفاعلات النووية يكون من مهندسين وفيزيائيين وفنيين علي مستوي عال من التخصص وطول فترة اعداد, ونحن نحتاج الطاقة الشمسية أكثر لأن عندنا المادة الخام وهي ضوء الشمس, ولا يستطيع أحد أن يمنعها عنا, كما ان صناعة مصفوفات الخلايا الشمسية التي تولد الكهرباء من اشعة الشمس تتضمن أربع صناعات فرعية كلها متوافرة في مصر وهي الهياكل الالمونيوم التي تحمل الخلايا الشمسية, والالمونيوم موجود في نجع حمادي والخلايا الشمسية ذاتها تصنع من السليكون وهو موجود في صحارينا بدرجة نقاء عالية في عدة مواقع وأيضا صناعة الزجاج وأخيرا صناعة الكابلات الكهربائية الموصلة للكهرباء الناتجة من الخلايا الفوتو فولتائية, هذه الصناعات توفر فرص عمل نحتاج اليها للتغلب علي مشكلة البطالة, كما ان انشاء واقامة المدن في الصحراء غير المأهولة لنشر مصفوفات الخلايا الشمسية تؤدي الي عمران هذه الصحراوات, وانشاء مجتمعات ومدن تقوم علي انشاء وتشغيل الخلايا الشمسية, وبعد ان تحصل مصر علي احتياجاتها من الكهرباء يمكن تصدير الفائض الي الشبكة الاوروبية, وقد سبقتنا الجزائر, كما أن المغرب تستثمر عدة مليارات لانشاء الخلايا الشمسية لقربها من اوروبا عبر مضيق جبل طارق ولوجود شبكة كهربائية بين المغرب واوروبا, ولأن المغرب ليس لديها بترول او غاز, وفي هذا المجال رصد الاتحاد الاوروبي400 مليون يورو للحصول علي الكهرباء المولدة من الخلايا الشمسية في صحراوات الشمال الأفريقي يجب ان يكون لمصر نصيب منها. فالكهرباء من الخلايا الشمسية نظيفة ولاينتج عنها تلوث هواء او إشعاع او حتي ضوضاء ولا تحتاج الخلايا الشمسية لمواقع محددة مثل الضبعة, وتصلح إقامتها في أي مكان من أرض مصر, الطاقة الشمسية ليست اختيارا ولكن حتمية للمستقبل, لان مخزون الغاز والبترول متوقع نفاده في خلال15 إلي30 عاما. مصر تستطيع أن تخرج من ازمتها الاقتصادية بالاستثمار في الطاقة الشمسية الآمنة في مشروع قومي لايقل أهمية عن حفر قناة السويس أو بناء السد العالي يستوعب عمالة كثيفة ويستفيد من مواردنا الطبيعية بدون مخاطر الطاقة النووية, تكاليف الطاقة الشمسية سوف تكون اقتصادية في القريب العاجل بدخول تكنولوجيا النانو ومع الارتفاع المطرد في اسعار البترول ونقص كمياته سوف نصل الي الجدوي الاقتصادية. المزيد من مقالات محمود عبد العزيز