أكثر من ثلاثة أسابيع علي تشكيل وزارة الدكتور عصام شرف ومازالت المعركة الالكترونية مشتعلة علي صفحات الفيس بوك أو علي جمهورية الفيس بوك كما اصبح يطلق عليها لاختيار وزير للآثار، والوصول لحل نهائي لمشكلة الآثار هل تستمر وزارة أو تعود كما كانت مجلس اعلي للآثار او تتحول الي هيئة مستقلة تتبع رئاسة الوزراء مباشرة. موضوع لم يتم حسمه حتي الآن ويشكل غموضا لآلاف الأثريين الذين يعملون في المجلس أو الوزارة التي لم تهنأ بهذا المسمي الذي لم يستمر لأكثر من عدة أيام.. وهكذا وصل عدد المواقع التي تناقش القضايا الأثرية علي الفيس بوك لأكثر من 231 موقعا... منها 40 موقعا لمرشحين للمنصب( الوزير أو رئيس الهيئة أو المجلس) مع وضع السيرة الذاتية لكل من يطرح نفسه بالاضافة لصفحات لمؤيدين ومعارضين وبكل صفحة بعض الوثائق التي تطعن في الأسماء الأخري المطروحة ومنها أربعة مواقع تهاجم إنشاء وزارة الدولة للآثار أشهرهم موقع باسم ويكيليكس الآثار ونحو 17 موقعا تنادي بإنشاء نقابة خاصة للأثريين والدعوة لتكون نقابة الكترونية وهكذا تتوالي المعارك علي صفحات الفيس بوك والتي يبدو انها اصبحت من سمة العصر فبعضها يرفع شعار معا من اجل التثبيت أي تثبيت العمالة المؤقتة او الموسمية الذين يصل عددهم الي الآلاف في كل انحاء الجمهورية بعضهم يعمل في الآثار لسنوات طوال بدون تثبيت مما دفعهم للقيام بالوقفات الاحتجاجية, وموقع آخر باسم شئون عاملين افضل و وحدة حسابية أحسن وهكذا تحول عالم الاثار علي الفيس بوك الي تراشق وتبادل الاتهامات بين مرشحين للمنصب ومسئولين سابقين ونسي الكل في غمرة هذا السباق المحموم للوصول للمنصب والجلوس علي الكرسي آثار مصر, والحق يقال لم يتوان اللصوص للحظة في استغلال هذا الموقف كما يقول الدكتور محمد عبد المقصود رئيس الادارة المركزية لآثار الوجه البحري, فتوالت السرقات من المتحف المصري ومخازن سيناء والهرم ومقابر سقارة وكفر الشيخ والشرقية وبني سويف كما زادت الاعتداءات بالبناء علي الأراضي والتلال الأثرية علي مستوي الجمهورية حتي أصبح الموقف خطيرا حتي إن اليونسكو بدأت ترسل صرخات تحذير وتنبيه حتي لا يتحول الموقف إلي خطة منظمة لسرقة ونهب تراث مصر وآثارها في ظل التأخر في اختيار المسئول أو الوزير أو وضع النقاط علي الحروف بخصوص مستقبل وزارة الآثار أو إعادتها لمجلس أو تحويلها لهيئة مستقلة.. صرخة يطلقها الأثريون في مصر لإنقاذ آثار مصر قبل أن تحل الكارثة. فهل يستجيب الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء ويحل أزمة الوزارة ويختار الأصلح والأنسب ويوقف حرب الشائعات ويحمي آثار مصر... ومازال الأثريون يهددون بإضراب مفتوح حتي تحل الأزمة أو حتي يتم اختيار رمسيس الثاني وزيرا لآثاره كما كتب أحد المدونين والأثريين علي موقعه علي الفيس بوك.