في الوقت الذي تتعرض فيه طهران لانتقادات دولية واسعة ومخاوف وتكهنات مستمرة بشأن برنامجها النووي, تستعد السلطات الإيرانية لإقامة احتفال دولي كبير بمشاركة العديد من قادة المنطقة بمناسبة عيد النيروز- أو العام الفارسي الجديد- وهو الأمر الذي أثار انتقادات حادة من قبل المعارضة. فقد أكدت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الرسمية إيرنا ان رؤساء العراق وافغانستان وطاجيكستان وتركمانستان وارمينيا سيحضرون الاحتفالات التي ستقام اليوم وغدا, الأحد والإثنين, كما سترسل قطر وسلطنة عمان وقيرغيزستان ممثلين رفيعي المستوي. وأوضح مدير الشئون الدولية في إدارة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ان دبلوماسية النيروز التي تنشر رسالة حسن النوايا لاكبر احتفال في ايران ستصبح مبدأ دبلوماسيا جديدا يهدف الي تحسين العلاقات مع جيران ايران. لكن التيار الإيراني المحافظ انتقد بشدة الاحتفال علي اسس دينية, قائلين انه لا يجب علي الجمهورية الاسلامية أن تمجد احتفالا له جذور وثنية, بينما انتقد خصوم نجاد- الذي ينتمي هو ايضا الي التيار المحافظ- مدير مكتبه اسفنديار رحيم مشائي لتشجيعه افكارا يرون انها تتحدي الشخصية الاسلامية للبلاد. وفي الوقت ذاته, أشارت تقارير اعلامية إلي ان الاحتفال كان سيقام في بادئ الامر في شيراز بالقرب من انقاض مدينة برسيبوليس الفارسية القديمة, وهي الفكرة التي ازعجت رجال الدين في المدينة, وقالوا ان ذلك سيكون تذكيرا بحفل ضخم اقامه شاه ايران الراحل هناك عام1791 للاحتفال بمرور0052 عام علي الامبراطورية الفارسية, وهو ما ازعج الكثير من الايرانيين بسبب البذخ المفرط في الاحتفال. كما أثارت تقارير عن دعوة الملك عبد الله عاهل الاردن للاحتفال انتقادات من عدة سياسيين يرونه حليفا مقربا من الولاياتالمتحدة العدو الاكبر لايران. وعلي صعيد أزمة الملف النووي, أكد مارك فيتزباتريك الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في واشنطن أن طهران لا تحرز تقدما سريعا- كما كان متوقعا منها- فيما يتعلق بتصنيع سلاح نووي, معربا عن اعتقاده بأن إيران قد تستغرق عامين آخرين علي الأقل لتحقيق هذا الهدف. وفي تقريره الذي يحمل عنوان تقييم شامل لقدرات إيران النووية والكيميائية والبيولوجية, شبه الباحث الأمريكي المسيرة النووية الإيرانية بسابقتها الباكستانية حيث استغرقت إسلام آباد نحو11 عاما لتطوير قدراتها النووية الحالية.