في الوقت الذي تسابق فيه السلطات اليابانية الزمن لتفادي كارثة نووية حقيقية, أعلنت قوات الدفاع الذاتي اليابانية أمس الانتهاء من عمليات تبريد أحد أحواض تخزين الوقود المستنفد. والتي استمرت لليوم الثاني علي التوالي في مفاعل رقم واحد بمحطة فوكوشيما للطاقة النووية. بينما أعلنت إدارة مكافحة الحرائق في طوكيو ضخ نحو1260 طنا من المياه علي مدي سبع ساعات في حوض لتخزين الوقود لتبريد المفاعل رقم3 بالمحطة النووية الواقعة شمال شرق اليابان, والذي ارتفعت درجة حرارته بشكل مفرط. وأشارت الإدارة إلي أن وحدات الإطفاء تتضمن فرق انقاذ خاصة و139 رجل اطفاء, وأشارت إلي أنه من بين عربات الاطفاء التي تم ارسالها عربة مخصصة للاطفاء في الأماكن المرتفعة والمواقع التي يصعب الوصول اليها. وفي الوقت ذاته, أعلنت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية أن زلزالا بقوة6 درجة علي مقياس ريختر ضرب شرقي البلاد صباح الأمس, ولم ترد أنباء علي الفور بشأن سقوط ضحايا, أو تدمير منشآت, كما لم يصدر تحذير بوقوع موجات مد عاتية( تسونامي). يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه شركة طوكيو للطاقة الكهربائية تيبكو أن التيار الكهربائي سيعود خلال ساعات إلي أربعة مفاعلات في محطة فوكوشيما, وأوضحت وكالة السلامة النووية أن التغذية بالتيار الكهربائي ستستأنف في المفاعلات1 و2 و5 و6 خلال الساعات المقبلة, وفي المفاعلين3 و4 اليوم الأحد. وأشارت الشركة إلي أن عودة التيار الكهربي تهدف إلي استعادة وظائف التبريد في محطة الطاقة النووية المتضررة من الزلزال وأمواج تسونامي. ونقلت وكالة أنباء كيودو اليابانية عن الشركة قولها إنها ستستغرق بعض الوقت لإعادة أنظمة التبريد إلي العمل مرة أخري نظرا لضرورة إجراء بعض الاختبارات علي معدات في محطة فوكوشيما المنكوبة التي تضم ستة مفاعلات نووية. وعلي صعيد السلامة العامة, أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن السلطات اليابانية نصحت من يغادرون المنطقة القريبة من محطة كهرباء نووية معطلة بتناول اليود, وذلك في إشارة لتوصية صادرة عن لجنة الامان النووي اليابانية للسلطات المحليةخلال الأيام الماضية. ويستخدم اليود كاجراء وقائي للمساعدة في حماية الجسم من سرطان الغدة الدرقية في حالة التعرض لحادث نووي. تزامن ذلك مع تحذيرات رسمية من ارتفاع معدلات الإشعاع في اللبن والسبانخ في المزارع المحيطة بالمنطقة المنكوبة. وعلي صعيد الخسائر البشرية, أكدت الحكومة اليابانية مقتل7197 شخصا جراء الزلزال المدمر الذي ضرب المناطق الشمالية الشرقية من البلاد وما أعقبه من موجات تسونامي عاتية. وقالت قناة إن.إتش.كيه التليفزيونية اليابانية إنه لايزال أكثر من عشرة آلاف شخص في عداد المفقودين. بينما أشارت مصادر يابانية إلي أن فريق بحث وإنقاذ أسترالي يضم76 شخصا يستعد لمغادرة اليابان بعد تلاشي الآمال في العثور علي أي شخص علي قيد الحياة بعد ثمانية أيام من وقوع الزلزال الذي ضرب اليابان بقوة9 درجات علي مقياس ريختر وموجات تسونامي الناجمة عنه.ويغادر الفريق الذي وصل إلي طوكيو قبل أسبوع علي متن طائرة نقل عسكرية وأقام قاعدة في قرية ميناميسانريكو الساحلية وهو يشعر بخيبة الأمل لعدم تمكنه من انتشال أي جثة أو العثور علي أي ناجين. وعلي الصعيد الاقتصادي, ذكرت صحيفة نيكي ان الحكومة اليابانية تعتزم تخصيص ما يصل الي عشرة تريليون ين(127 مليار دولار) لعمليات الاقراض الطاريء للشركات لمساعدتها علي تمويل العمليات اليومية واصلاح الاضرار الناجمة عن الزلزال وموجات المد العملاقة التي شهدتها البلاد الاسبوع الماضي. واضافت الصحيفة ان بامكان الحكومة توفير تمويل خاص في شكل قروض منخفضة الفوائد او دعم دفع الفوائد تدعمه صناديق عامة عندما تسبب كارثة طبيعية او حدث اخر عدم استقرار اقتصادي بشكل كبير. وقالت الصحيفة دون الاستشهاد بأي مصدر ان الحكومة تفكر في تخصيص عدة تريليونات من الين وما يصل الي عشرة تريليون ين لهذا البرنامج, وستدخر الاموال اللازمة لدعم هذا البرنامج في ميزانية طارئة.