أصدر العاهل البحريني الملك حمد بن عيسي آل خليفة أمرا ملكيا بإعلان حالة السلامة الوطنية وهي الحالة التي تسبق الطوارئ, وكلف القائد العام لقوة دفاع البحرين باتخاذ التدابير اللازمة, حسبما ذكرت وسائل إعلام بحرينية.وتعلن حالة السلامة الوطنية في حالة الانفلات الامني دون أن يعني ذلك الوصول الي حالة الخطر. وفي أول يوم من دخول قوات درع الجزيرة السعودية إلي البحرين, اشتعل فتيل التوتر بالبحرين, حيث اندلعت مواجهات عنيفة أمس في عدة مناطق بين قوات الأمن وعدد من المتظاهرين المعارضين للحكومة, أسفرت عن أربع إصابات بليغة, فيما أعلن مصدر أمني سعودي أن أحد رجال القوات المسلحة السعوديين الذين قتل متأثرا بطلق ناري من المتظاهرين. وقال المصدر, الذي فضل عدم كشف هويته, إن أحد الجنود في القوات البرية السعودية وهو برتبة رقيب أول استشهد اثر اشتباكات مع المتظاهرين في البحرين. وأدعي المتظاهرون, الذين يطالبون باصلاحات سياسية ودستورية, قيام قوات الأمن بالاعتداء عليهم.وكانت السعودية أرسلت أمس الأول حوالي1000 جندي من قوات درع الجزيرة إلي البحرين التي طلبت مساعدة عسكرية من مجلس التعاون الخليجي, في أعقاب المصادمات العنيفة بين المحتجين المناهضين للحكومة وقوات الامن. وكشف مصدر بحريني مسئول ان التصعيد الذي شهدته البحرين بإقدام مجموعات تخريبية تتبع جمعيات غير مرخصة بأعمال فوضي وتخريب وقطع للطرق, كان يهدف لعرقلة الحوار الوطني بين مختلف الاطراف البحرينية والذي كان مقررا ان يتم التوقيع صباح الاحد الماضي علي البدء فيه رسميا. من جانبه ذكر تلفزيون البحرين أن مجموعة خارجة عن القانون أغلقت أمس الطرق الفرعية المؤدية إلي دوار مجلس التعاون( اللؤلؤة), وشارع الملك فيصل أمام المرفأ المالي, والشوارع القريبة المؤدية إلي مدينتي الرفاع والمحرق, وبث التلفزيون لقطات مصورة لقيام هذه المجموعات بقطع الطرق واقتلاع أعمدة الكهرباء لاستخدامها كحواجز, وسيارات نقل تقوم بنقل المتجمهرين وفي ايديهم العصي وأسلحة بيضاء وقال التليفزيون وقت بث البيان أن عدد المتجمهرين في دوار مجلس التعاون بلغ500 شخصا, وأمام المرفأ المالي30 شخصا, وفي مجمع السلمانية الطبي الذي استولي عليه المحتجون100 شخصا. وعلي الصعيد الدولي, وصفت ايران وصول قوات سعودية الي البحرين بانه امر غير مقبول وحثت البحرين علي الرد بشكل سلمي علي المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية دون تدخل خارجي. وأعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون- في السياق ذاته- عن قلقها البالغ إزاء الوضع الخطير في البحرين, وذلك خلال لقائها أمس بباريس مع وزير خارجية دولة الامارات العربية الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان.وأوضح مسئول امريكي أن كلينتون دعت خلال اللقاء دول الخليج إلي ضبط النفس إزاء البحرين واحترام الحقوق هناك والعمل علي دعم ومساندة الحوار بدلا من تقويضه وحماية المتظاهرين السلميين وعدم استخدام القوة ضدهم, وذلك في أعقاب إرسال كل من السعودية والإمارات لقوات إلي البحرين بناء علي طلب السلطات البحرينية. كما أصدرت الخارجيةالامريكية تحذيرا لرعاياها بعدم السفر إلي البحرين, وطلبت من عائلات الدبلوماسيين بالسفارة الامريكية في المنامة بمغادرة البحرين في حال شاءوا ذلك. وأعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن قلقه إزاء تصاعد العنف في مملكة البحرين, حيث اصيب الكثيرون خلال الايام القليلة الماضية. وعبر بان كي مون بدوره- عن قلقه أيضا بشأن دخول قوات من السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة الي البحرين تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي.
