لا أبالغ فى أن اطلق على موقع ال " فيس بوك " عبارة " سلاح ال فيس بوك ". فمما لاشك فيه أن هذا الموقع الخاص بالتواصل الإجتماعى لعب دورا هاما إبان أحداث ثورة 25 يناير. هو النواة الاولى التى جمعت مئات الآلاف من شباب الثورة فى ميدان التحرير يوم 25 يناير وهو الذى تصدى على مدار ثلاث ايام متتاليه لسلاح الامن المركزى السابق الذى لم يتردد فى إستخدام الرصاص الحى لقمع الثورة السلمية التى لا تحمل سوى سلاح ال" فيس بوك". وبالرغم من ذالك استطاع هذا السلاح السلمى أن ينتصر على النظام الغاشم بجميع ما يحمله من بنادق واسلحة وينسحب مهزوما أمام الشباب. وسلاح ال "فيس بوك " الذى اسقط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك هو الآن الذى يتم من خلاله إستطلاع أراء الشباب فى الوزارة الجديدة حيث تتلقى أفكارهم حاليا من خلال صفحة حكومة شرف الإلكترونية. ويتعامل أيضا معه المجلس الاعلى للقوات المسلحة عبر صفحته الإلكترونية الذى أنشأها للتواصل مع الشباب والشعب ولإعلان البيانات والإرشادات. وسلاح ال "فيس بوك" هو أول وأحدث سلاح فى عصور الثورات التى عرفها التاريخ حيث إستطاع أن يقود شعبه نحو النصر ويقاوم الإستبداد والظلم. فالديمقراطية التى زعم النظام السابق خلقها بهدف شغل الشباب عن الإنخراط فى الحياة السياسية , على حد حساباتهم , هى التى نفسها إستثمرها الشباب وجعلها سلاحا يسقطون به النظام و يكشفون به حجم الفساد الذى إستشرى داخل المجتمع. ولم يتخيل أحد من رموز النظام السابق إن هذه الديمقراطية" الزائفة" التى صنعوها ستنقلب عليهم ويتم توظيفها و إستخدامها بالطريقة السليمة لتسقط أجهزتهم واحدا تلو اللآخر. النظام السابق إعتبر إن ما كان يقوم به النشطاء والسياسيين والشباب من الحديث و التواصل على الفيس بوك ما هو إلا مجرد دردشة وتنفيس عن طاقاتهم.فلم يكن يريد أن ينصت لصوت شعبه متجاهلا أرائهمو أفكارهم الى حد وصل قول الرئيس السابق عندما سئل عن رأيه في أمر "البرلمان الشعبي" التى سعت قوي المعارضة لعمله كبرلمان مواز بعد تزوير انتخابات مجلس الشعب السابقة فاجاب" خليهم يتسلوا". فى الواقع إن الشباب إستثمر بذكاء شديد الديمقراطية "الزائفة" وحولها الى ديمقراطية حقيقية و إستخدم سلاحه السلمى " الفيس بوك" الذى تحدى به جميع اسلحة الدمار فى إندلاع الثورة وفى التعبير عن أرائه و من ثم دخول مصر الى عصر جديد من الحريات. ولكى لا تسلب أخلاقيات وأيديلوجيات ثورة 25 يناير, أرجوا ان يستخدم الشباب هذا السلاح السلمى لخلق النظام و العمل وليس الفوضى والتظاهرات والبناء والإعمار وليس الهدم والدمار. مستقبل البلد اصبح مرهونا بإرادة شبابها اللذين يمثلون الآن القوة الحقيقة فى مصر ,وشباب 25 يناير الذى إستطاع من خلال سلاح " الفيس بوك" أن يسقط النظام قادر من خلاله أيضا ان يدفع بمصر للأمام. المزيد من مقالات شريف أحمد شفيق