كتبت في بابكم الكريم منذ شهور قليلة تعليقا علي رسائل المسوخ البشرية التي كانت قد نشرت متتالية وكان رأيي ان الشباب المستقيم أكثر بكثير من هذه المسوخ وان تجاربهم أولي ان تنشر لكي نستفيد منها جميعا والأيام السابقة أثبتت بالفعل صحة ذلك عندما سطر هذا الشباب الرائع أجمل الملاحم بدمائه التي سالت علي أرض مصرنا الحبيبة وبكلماته القوية التي خرجت من القلب فرجت أرجاء الدنيا وتأكدنا ان هذا الشباب المشرف موجود باعداد تفوق جميع التوقعات والتقديرات وبعد ان كنت أخاف علي ابني من المسوخ البشرية أصبحت مطمئنة ومتفائلة جدا وأتمني أن يكون عندما يكبر مثل شباب ميدان التحرير ويصبح صوته عاليا في الحق ويقول لا للظلم ولا يخشي إلا الله ويجب ان يحلم كل أب وكل أم أن يكون أولادهم جيلا جديدا ينعم بالحرية المشروعة ويجعل كل مسخ بشري يخجل من نفسه ويقرر ان يتغير الي بشر سوي مشرف ونافع مثلهم وإلا فليذهب الي الجحيم دون أسف عليه ولكي يتحقق هذا الحلم يجب ان نكمل مابداه هذا الشباب في ميدان التحرير بأن يجعل كل منا من بيته بل من نفسه ميدانا آخر للتحرير يقف فيه مع نفسه وقفة ضد الظلم ويحرر نفسه من كل أنواع الظلم ظالما كان أو مظلوما فان كنت ظالما انظر وتدبر في نهاية كل ظالم وتيقن ان الظالم وان كان يقصد ظلم غيره فهو يظلم نفسه أولا لأنه يكتب لها نهاية مشئومة فرد المظالم الي أهلها واطلب من الله ثم من نفسك الصفح والغفران وان كنت مظلوما فلا تقبل ابدا هذا الظلم وكن دائما قويا بالحق وتيقن ان من ظلمك أضعف منك كثيرا لأنه لا يحظي بمعية الله ونصره وهكذا علمني هؤلاء الشباب أن أول خطوة في تربية أجيال محترمة هي نبذ الظلم من حياتنا فهنيئا لنا جميعا أنكم تعيشون بيننا وعلمتمونا كيف نستطيع ان نسقط الظلم صريعا قبل ان نسقط نحن شهداء برصاص هذا الظلم ورحم الله شهداءنا الذين ضحوا بأنفسهم لكي نتعلم نحن هذا الدرس الثمين. د / سها ربيع