دبي من رأفت أمين: مازالت ثورة25 يناير الشبابية تلقي بظلالها علي كافة التعاملات المصرية سواء في الداخل او الخارج. فالمشاركة المصرية في معرض الخليج للمواد الغذائية' جولف فوود' المقام حاليا بمدينة دبيالاماراتية تختلف عن مثيلاتها في الاعوام الماضية,فهناك ترحيب غير مسبوق بالمشاركين المصريين من مختلف دول العالم ومن الاشقاء بدولة الامارات, فبمجرد ذكر انك مصري تجد حفاوة بالغة وتهنئة بما حققه الشباب الذي يعتبره الكثيرون هناك بمثابة الاعجاز العالمي, وطبيعي انعكس هذا الترحيب علي الجناح المصري الذي يضم اكثر من91 شركة منتجة للمواد الغذائية تسعي للبحث عن فرص تعاقد تصديرية او استيرادية لتوفير احتياجات المجتمع المصري من الغذاء في ظل بوادر ازمة غذاء تبدو في الافق علي المستوي العالمي, فجميع المؤشرات هنا ومن خلال مشاركة اكثر من3500 شركة عالمية من مختلف بلدان العالم تشارك في فعاليات المعرض, تؤكد ان هناك ارتفاعا في الاسعار لمختلف المواد الغذائية بنسب تتراوح ما بين20 و%40 وربما اكثر, خاصة وان الاحداث التي تشهدها المنطقة العربية في الوقت الراهن ومحاولات تغيير نظم الحكم في الكثير من الدول العربية له انعكاساته علي حركة التعاقدات التي تدور بين اروقة اجنحة المعرض, وبالنسبة للحوم والدواجن فهناك ايضا حركة طلب ملحوظة ادت الي زيادة سعرية بنسبة تصل لنحو%20 علي اقل تقدير. ولم تكن المشاكل السعرية هي العائق الوحيد في المفاوضات بين رجال الاعمال المصريين ونظرائهم من مختلف دول العالم, ولكن المشاكل المصرفية كان لها تأثيرها الواضح علي التعاقدات حيث اكد العديد من المشاركين ان محدودية التحويلات المصرفية من مصر ومطالب الموردين بالسداد النقدي وارتفاع قيمة التأمين تمثل مشاكل كبيرة تواجه التعاقدات الاستيرادية مؤكدين ان تراجع التصنيف الائتماني لمصر يمثل عقبة كبيرة في سبيل ابرام تعاقدات استيرادية جديدة. ويشير مختار الجمل نائب رئيس شعبة الوجبات الجاهزة والسريعة باتحاد الصناعات ان الموردين بصفة عامة الي مصر يبالغون في طلباتهم من المستوردين المصريين نتيجه تخوفات التصنيف الائتماني خاصة فيما يتعلق بطلباتهم بسداد قيمة الصفقات نقدا بدلا من تحويلها علي دفعات او تقديم تسهيلات اخري في السداد. وقال اننا نعلم ان البنوك تراجع حساباتها ونتخوف من ان ينعكس هذا علي مزيد من التحفظات علي التسهيلات الائتمانية الممنوحة لرجال الاعمال مما ستضع المزيد من العقبات امام تعاملاتنا الخارجية. ويقول احمد صقر سكرتير عام غرفة الاسكندرية وعضو المجلس التصديري للصناعات الغذائية ان التخوفات من الغاء او توقف او تأخر المساندة التصديرية اضعف القدرة التفاوضية بشأن الاسعار عندما يتفاوض المصدر علي صفقات جديدة في ظل منافسة عالمية تتزايد يوميا. واوضح ان الشحنات التي تصل المواني حاليا كانت تعاقدات سابقة وبالتالي فإن المخزون من كافة السلع الغذائية المستوردة يتراجع مرجحا الا يتجاوز تغطية مخزون مجموعات كبيرة من تلك السلع حاجة البلاد لاكثر من شهرين في الوقت الراهن مؤكدا ان صفقات الاستيراد الجديدة مازالت تواجه عقبات كبيرة بما ينذر بتراجع حاد للواردات المرحلة الحالية وهو ما يؤكده محمد رجب احد كبار المستوردين للمواد الغذائية, ومن جانبه اشار خالد فتح الله نائب رئيس الغرفة التجارية بالاسكندرية بان المشاركة المصرية في المعرض هذا العام جاءت مهمة جدا في ظل الظروف التي تمر علي مصر, موضحا ان هناك ارتفاعات سعرية ملحوظة, ولكن مازال القطاع الخاص المصري يتعامل مع هذه الاسعار بتحفظ شديد نظرا لعدم قدرة المجتمع المصري تحمل المزيد من الاعباء, وهناك اتفاق بين جميع التجار خاصة في المواد الغذائية علي ضرورة الاستمرار في العمل رغم هذه الظروف الصعبة ونأمل الا تستمر طويلا.
