أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عمليات سفك الدماء غير المقبولة في ليبيا, وقال إنه يعمل مع حكومات أخري من أجل مساءلة حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال أوباما للصحفيين مساء أمس الأول, في أول تصريحات علنية له عن الفوضي في ليبيا والحملة التي يشنها القذافي لقمع الانتفاضة الشعبية ضد حكمه والتي تفجرت علي غرار انتفاضة شعبية أخري في المنطقة, من الضروري أن تتحدث دول العالم وشعوبه بصوت واحد. وصرح بأن واشنطن تقوم بتنسيق مزيد من الخطوات مع حلفائها والمجتمع الدولي. وأضاف أوباما طلبت ايضا من حكومتي اعداد مجموعة كاملة من الخيارات التي قد نضطر إليها للتعامل مع هذه الأزمة. وقال أوباما والي جانبه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون المعاناة وسفك الدماء بلغ حدا شائنا, وهذه الافعال تنتهك الأعراف الدولية.. ويجب ان يتوقف هذا العنف. ومن جانبه وجه الرئيس الايطالي جيورجيو نابوليتانو انتقادات حادة للسياسة التي يتبعها الاتحاد الأوروبي حاليا تجاه العالم العربي. وقال نابوليتانو في تصريحات لصحيفة دي فيلت الألمانية امس كنا نعتقد ان النظام الحاكم في شمال أفريقيا مستقر ولا يواجه مخاطر كبيرة, لكن هذا كان خداعا للنفس سقطنا فيه. وذكر انه يتعين علي أوروبا الآن العثور علي سياسة مشتركة تجاه الدول المطلة علي البحرالمتوسط. وطالب وليام هيج وزير الخارجية البريطاني أمس العالم بأن يصعد من ضغوطه علي حكومة الزعيم الليبي معمرالقذافي الذي يبدو ان قبضته علي السلطة بدأت تضعف. وقال هيج لراديو4 في هيئة الاذاعة البريطانية: يجب القول ان الاحتمالات تشير بقوة الي انها ليست في صالحه واعتقد أنه من المهم لنا جميعا في المجتمع الدولي ان نزيد الضغوط علي النظام الذي يرتكب بكل المعايير مخالفات جسيمة. واضاف سنبحث عن سبل لمحاسبة المسئولين عن هذه الافعال وعليهم ان يضعوا ذلك في الاعتبار قبل ان يأمروا بالمزيد. وأكد ان كل الخيارات مفتوحة لبريطانيا في سبيل انقاذ170 عاملا بريطانيا تقطعت بهم السبل في الصحراء الليبية في حين بدأت تركيا أكبر عملية اجلاء لرعاياها في تاريخها. ولم يستبعد هيج تسيير رحلات جوية عسكرية إلي ليبيا من دون الحصول علي اذن من اجل اجلاء المواطنين البريطانيين. وجاءت تصريحات هيج بعد ان وجه عامل النفط البريطاني جيمس كوبل ونحو300 شخص معه تقطعت بهم السبل في مخيم بشرق ليبيا نداء الي لندن, من اجل انقاذهم مؤكدا ان قرويين مسلحين استولوا علي سياراتهم وسرقوا معظم مؤنهم. وقال كويل في اتصال براديو هيئة الاذاعة البريطانية من منطقة أمل الصحراوية بشرق ليبيا نعيش في خوف كل يوم علي حياتنا لأن الناس هنا مسلحون نعيش في كابوس هنا مؤكدا أن كمية المؤن التي تبقت لهم قد تكفيهم ليوم واحد فقط. وعبر وزير الدفاع الفرنسي آلان جوبيه عن أمله في أن يكون عهد الزعيم الليبي معمر القذافي في طريقه للانتهاء. وقال جوبيه أرجو من كل قلبي أن يكون القذافي في لحظاته الأخيرة كزعيم, وكرر نداءات فرنسا بفرض عقوبات علي ليبيا بعد الحملة الدامية التي يشنها القذافي للقضاء علي الانتفاضة. وأعرب وزير الداخلية الألمانية توماس دي ميزير عن اعتقاده بأنه لا يوجد حاليا تدفق للاجئين من ليبيا الي ألمانيا, جراء الاضطرابات الدموية التي تشهدها البلاد. وقال دي ميزير أمس في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني( زد.دي.إف) لا يمكننا أن نسمح لجميع الأفارقة الفقراء بدخول أوروبا فقط لأنهم ربما لا يجدون الآن عملا في ليبيا. وأدان الاتحاد الإفريقي أمس أسلوب القمع العنيف ضد المتظاهرين في ليبيا الذين يطالبون بإسقاط نظام الرئيس معمر القذافي. وقال الاتحاد الافريقي في بيان أمس, إنه يدين بشدة الاستخدام المفرط والعشوائي للقوة والأسلحة القاتلة ضد المتظاهرين السلميين, في انتهاك لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدوليين ويؤدي الي استمرار سقوط خسائر بشرية وتدمير للمنشآت. وقرر الاتحاد ارسال بعثة الي ليبيا لتقويم الموقف علي الأرض. ودعا الاتحاد الافريقي السلطات الليبية الي ضمان حماية وأمن مواطنيها وتوفير المساعدة الإنسانية. ووصف مجلس السلام التابع للاتحاد طموحات الشعب الليبي لتحقيق الديمقراطية والاصلاح السياسي والعدالة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية بأنها شرعية, وشدد أيضا علي الحاجة للحفاظ علي وحدة ليبيا. كما أعربت سلطنة عمان عن انزعاجها من الأوضاع الحالية التي تمر بها ليبيا معتبرة استخدام العنف ضد المتظاهرين أمرا غير مقبول. وفي بيروت, طلبت وزارة الخارجية اللبنانية أمس من السلطات الليبية السماح لطائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط الهبوط في مطار طرابلس في ليبيا لإجلاء الرعايا اللبنانيين الموجودين في البلاد.