كتب : إبراهيم السخاوي إنه واحد من رجال مصر الذين رابطوا في ميدان التحرير, وكان يوم جمعة الغضب, ويوم الأربعاء الدامي, أحد فرسان الصفوف الأمامية.. لقد ذهب إلي التحرير ليشد علي أيادي الثوار, وعندما رأي بعينيه جبروت وقسوة الطغيان قرر أن ينصب خيمة في الميدان, واستدعي أهل منطقته, وظل هناك مع الثوار حتي لحظة التنحي. إنه وائل حسن أمين, مواطن مصري شريف علي باب الله, حمل علي كتفيه شهيدين وشارك في إجلاء أكثر من300 مصاب من الميدان إلي المستشفيات, ورابط ليلة كاملة أمام محطة بنزين لأن البلطجية كانوا يخططون لإحراقها. وائل حسن أمين شاهد عيان47 عاما: خرجنا يوم جمعة الغضب من مسجد الخازندار, وكانت هناك صلاة جنازة وفوجئنا بقنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي انضممنا إلي أهالينا من النساء والأطفال والرجال, واتجهنا عبر شارع الجسر وكوبري السبتية ناحية شارع الجلاء في البداية سمحت لنا الشرطة بالمرور ثم حاصرونا بين أول شارع الجلاء عند شارع عبدالخالق ثروت, وفوجئنا بكم هائل من القنابل الغازية والرصاص الحي والرشاشات, دخلت إحدي الحارات, بجوار السفارة الإيطالية, وأنقذت السيدة أم ياسر بائعة الشاي البسيطة أعطتنا الخل والبيبسي لغسل وجوهنا اتجهنا بعد ذلك لبولاق أبوالعلا مؤقتا وحاولنا العودة للتحرير, لم نستطع الوصول ثم عاودنا التحرك من ناحية شارع الفلكي إلي ميدان التحرير. ويضيف: منذ تلك اللحظة وأنا وأهلي وجيراني من مسلمين ومسيحيين, أطفال وشباب, نساء ورجال, نصبنا خيمة أمام منصة شباب25 يناير باسم أحرار شبرا, ولم نترك الميدان حتي لحظة التنحي. وفوجئنا الأربعاء الأسود, والذي رسمي موقعة البغال بهجمات من بلطجية الحزب الوطني, وكنت في الصفوف الأمامية, ورأيناهم يحتلون مثلث ميدان عبدالمنعم رياض وأخذوا يشيرون إلينا بالسيوف والسنج والسافوريا والمطواة, ثم بدأوا بإلقاء الحجارة, ارتدينا لفترة, ثم هاجمناهم بنفس الطوب الذي ألقوه علينا, وساعدتنا السيدات في تكسير الرصيف وأمدونا بالحجارة من شارع شامبليون. نظمنا الصفوف ثم فوجئنا بقنابل تحاصرنا من شارع محمود بسيوني عرفنا مكان إلقائها وصعدنا وحاصرناهم فوق العمارات, وأخذنا منهم قنابلهم وألقيناها. ثم بدأوا مهاجمتنا أعلي كوبري أكتوبر, وظل الهجوم قائما حتي صلاة الفجر إلي أن جاء القناصة فاحتمينا بجواجز الصاج, وفوجئنا بضرب النار وسقط بجانبي شهيدان حملتهما علي كتفي الواحد بعد الآخر, وذهبنا للمستشفي الميداني, وقالوا لنا لقد توفاهم الله زاد حماسنا وإصرارنا وعرفنا أن النصر اقترب. وعاودنا تنظيم صفوفنا وأغلقنا شارع شامبليون نهائيا, وقمنا بحماية محطة البنزين في شارع شامبليون حتي لا يحرقوها وأخذنا بعد ذلك في نقل المصابين, وحملت أنا وبعض الرفقاء أكثر من300 مصاب. لقد بكينا جميعا لحظة التنحي, إنها لحظة عودة الكرامة وانتصار شباب أعزل علي جبروت الطاغية والفاسدين والمأجورين. أطالب من خلالكم بتدعيم مكاسب ومنجزات الثورة لكي لا يختطفها المتلونون والمتحولون والذين يريدون الالتفاف علي مطالب الثوار ونرجو من كل الشرفاء الوقوف بحسم أمام من يسرقون الأراضي الزراعية الآن, ويقومون بالبناء عليها نظرا لاعتقادهم بغياب الأمن والقانون. كما نطالب بتأجيل المطالب الفئوية لأننا كلنا مظلومون فلابد من الصبر حتي تحكم الثورة قبضتها وحتي يرتب الجيش أوراقه ويستعيد الوطن عافيته لأن للثورة مكاسب, ومكاسبها الأولي تحققت وهي عودة الكرامة والفخر بمصريتنا, ولكن المطالب المادية لا تتحقق فورا. لقد كسبنا مجتمعا جميلا, ولذلك لن نتحدث مرة أخري عن فتنة طائفية ولا عن فوارق اجتماعية ولا تمييز من أي شكل, ونريد أن نبني الوطن الآن. نريد تكريم الشهداء وأسرهم والنظر في رعاية المصابين الذين فقدوا صحتهم منهم من فقد ذراعه أو قدمه ومنهم من فقد عينه, ومنهم من أصيب بالشلل, وغير ذلك من الإصابات ولكي يبرد قلب كل أم قدمت فلذة كبدها للوطن سواء شهيدا أو مصابا, لابد من محاكمة الفاسدين, وإلغاء قانون مقيد للحريات وإقامة انتخابات حرة ونزيهة وإلغاء المحاكمات العسكرية, وتطهير كل مؤسسات الوطن من الفاسدين. yahoo.com@ibrasaja