دخل الاعتصام في ميدان التحرير يومه الخامس عشر أمس, فيما نظم المعتصمون مظاهرة مليونية جديدة هي الرابعة منذ الاعتصام الذي بدأ بعد أيام من اندلاع ثورة25 يناير. التي طالب فيها ملايين المصريين بإسقاط النظام وتنحي الرئيس مبارك, في وقت علمت الأهرام أن تحركات مكثفة يجريها قيادات الحركات الشبابية وحزب الجبهة والجمعية الوطنية للتغيير ولجنة العشرة المنبثقة عن الجميعة والبرلمان الشعبي والمعروفة بلجنة متابعة الميدان, لتشكيل قيادة عامة لثورة25 يناير علي مستوي الجمهورية تضم ممثلين لجميع المحافظات التي تحركت منذ بداية الحدث أبرزها السويس والغربية( المحلة الكبري) والإسكندرية, علي أن يتناسب التمثيل مع دور كل محافظة في أحداث الثورة. وقالت مصادر الأهرام إن هذه التحركات تهدف إلي غلق الباب علي كل محاولات القفز علي الثورة أو التحدث باسمها قبل الذين ظهروا فجأة لتسول الزعامة السياسية, مشيرا إلي أنه سيتم توسيع القيادة الميدانية التي تمثلها لجنة المتابعة لتضم أربعة أشخاص. وبدأ ائتلاف ثورة25 يناير الذي يضم10 ممثلين عن شباب حزب الجبهة و6 آبريل والعدالة والحرية والإخوان وعناصر من حملة البرادعي إضافة إلي أربعة مستقلين من شباب الثورة, في تسجيل أسماء جميع شباب الثورة, لاختيار ممثلين عن الشباب في الحوار السياسي المشروط برحيل مبارك, وأكد الإئتلاف أنه لا يعتزم إنشاء أي حزب سياسي في المرحله الحالية. وجرت المليونية الرابعة بنجاح وسط ارتفاع متصاعد في معنويات المعتصمين, الأمر الذي يؤكد تمساك قاعدة الثورة, التي فجرها شباب الحركات السياسية وعدد من الأحزاب ونشطاء الفيس بوك. وشهد الميدان توافد عشرات الآلاف منذ صباح أمس, تصاعد تدريجيا إلي مئات الألوف مع انتهاء مواعيد العمل الرسمية, وقامت مجموعات من لجنة النظام بتأمين مداخل الميدان, ومنع دخول أي شخص يحمل سلاحا أو آلات حادة, حرصا علي سلمية المظاهرة وهو المبدأ الذي يؤكد عليه المعتصمون منذ يومهم الأول. ورفع المتظاهرون من مختلف الفئات والأعمار والطبقات والتيارات لافتات مكتوب عليها صامدون ثابتون حتي النصر والشعب يطالب باسقاط النظام وهو المطلب الرئيسي الذي يصر عليه المتظاهرون منذ اليوم الأول للاعتصام فيما رددوا هتافات أبرزها في التحرير حتي الرحيل. وأدي عشرات الآلاف من المتظاهرين صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء في الميدان, ووقف الرجال مع النساء في صفوف الصلاة في مشهد أشبه بالصلاة في الحرم. وأمن المصلون دعاء الإمام بالنصر آو الشهادة في الميدان حتي تتحقق مطالبهم الأساسية بتنحي رئيس الجمهوية, وحل المجالس النيابية والشعبية, وتشكيل حكومة ائتلاف وطني وانتخاب جمعية تآسيسية لوضع دستور جديد للبلاد. ونظم آعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة مسيرة تآييد للثورة تحركت من مقر النادي بشارع قصر العيني, حتي التحمت بجموع المتظاهرين, وشارك في المظاهرة وفد من هيئة القضاء برئاسة المستشار أحمد النجار الذي اعتلي منصة الإذاعة الداخلية للصورة, وحيا جموع المتظاهرين تعبيرا عن التضامن معهم. وحضرت الإعلامية مني الشاذلي إلي الميدان وحاولت توجيه كلمة للمتظاهرين الذين رفضوا الاستماع إليها لنزولها الميدان متأخرا بعد أربعة عشر يوميا. من جانبه طالب حزب الجبهة الديمقراطية السياسة بتفعيل اتفاقها مع القوي السياسية بتحرير الإعلام, داعية إلي إقالة وزير الإعلام وإلغاء الوزارة بالكامل, فصل الإعلام عن الدولة, وتعيين مسئولين جدد لإداره الصحف القومية والإذاعة والتليفزيون ووكالة أنباء الشرق الأوسط, علي أن يلتزم هؤلاء المسئولون بالعمل علي أسس مهنية وموضوعية وحيادية تضمن لكل القوي السياسية والأفراد فرصا متكافئة للتعبير عن الرأي.