لا اعرف انه كان متوقعا ان تستمر المظاهرات لاكثر من عشرة ايام ام لا , ولكن ما اعرفه جيدا ان استمرار مدة التظاهر لهذه الفترة ,اوجد نوعا من الحياة فى ميدان التحرير. لم اكن اعتقد ان احدا توقعها , فهؤلاء هم باعة المأكولات الساخنة كالكشرى و المشويات بمحلات وسط البلد يفتحون محلاتهم لتلبية احتياجات العاملين بالمنطقة الحيوية , خاصة عمال اليومية الذين اغلقت محلاتهم ولا يجدون ما يحصلون به على اقواتهم .. مكذا تحدث حسين يوسف مدير اشهر محلات بيع الكشرى بوسط البلد , لم نفتح محلاتنا استغلالا لوجود هذا العدد الكبير من المتظاهرين بوسط البلد و انما الهدف كان هو اتاحة مورد للطعام للعاملين بالحى و الذين اغلقت محلاتهم. ولكن لان الأرزاق بيد الله كان حجم المبيعات كبيرا جدا خاصة في الفترة من الثلاثاء25يناير حتي الأربعاء2 فبراير عندما دخلت المظاهرات في منعطف آخر . ودخل وسط البلد العديد من العناصر التي لم نعرف هويتها. فبدأ سكان المنطقة والعاملين فيها في تحديد هوية المارين بالشوارع خاصة شارع شامبليون الذي شهد حريقا هائلا بأحد معارض السيارات يوم الأربعاء مساء, ويؤكد سيد إسماعيل صاحب محلي حاتي وكبابجي بوسط البلد هذا الكلام, مضيفا أن الاقبال علي الطلبات الخارجية والسندوتشات كان أكثر من الجلوس بقاعة الطعام, وعن أسعار المأكولات يقول سيد إن زيادة الأسعار عن أيام ما قبل المظاهرات كانت نتيجة التكلفة التي أضيفت من جراء ارسالنا لبعض العاملين بالمحل للمجازر للحصول علي الفراخ واللحوم, حيث ان هذا يتم بشكل يومي وان كان أصحاب المجازر هم الذين كانوا يأتون بالفراخ واللحوم في الأيام العادية. وأضاف الزيادة لم تتجاوز2 الي3 جنيهات علي سعر الفرخة.. أما أسعار السندوتشات فقد تراوحت من5 الي عشرة جنيهات, وان كان هذا ينطبق علي بعض مالكي المحلات بوسط البلد الذين حافظت المظاهرات علي بعض من حركة البيع والشراء لديهم, إلا أن البعض الآخر تضرر تماما من هذا وهو ما ذكره محمد كامل أحمد عامل بالأمن بأحد مطاعم وسط البلد, الذي قال إن وسط البلد منطقة حيوية للغاية وبها أغلب المصالح الحكومية والبنوك والشركات والمحلات التجارية, لذلك مع عدم وجود الموظفين والعاملين بالمحلات طوال فترة المظاهرات لم يكن أمامنا حلا سوي غلق المطعم لان الفتح يعرضنا للخسارة, ولكن البعض استغل هذه الظروف استغلالا سيئا وضاغطا علي الأفراد والعاملين وأدي لارتفاع اسعار بعض المأكولات والأطعمة وأهم هذه المظاهر كان ارتفاع أسعار أنابيب البوتاجاز والذي وصل الي30 جنيها للأنبوبة الكبيرة, وهذا ما قاله خالد الحلواني34 سنة وصاحب محل كشري ببولاق أبوالعلا والذي نقل محل عمله علي موتوسيكل وفاترينة ستانلس الي شارع طلعت حرب لبيع المكرونة والكشري, وأضاف أن سعر قفص الطماطم ارتفع من25 جنيها الي50 جنيها, ولكن أكثر ما أحزن خالد علي حسب قوله, أن في هذه الأوقات يوجد من ينصب علي بعض الناس, فهناك بعض العاملين بشارع26 يوليو الذي قدم أحدهم بعد غلق المحلات هناك ويقوم بشراء علب الكشري بتخفيض25 قرشا في ثمن العلبة الذي يتراوح بين جنيهين و5 جنيهات ويقوم ببيعها للموجودين بمنطقة وسط البلد وميدان التحرير, لكن هذا الفتي استغل الموقف استغلالا سيئا وقام بالنصب والسرقة, ونظرا لتأزم الموقف المالي لجميع فئات الشعب يظهر الاستغلال من بعض الناس وان كان هذا لن يستمر حسب قول خالد, ولأن الناس في منطقة وسط البلد تعرف بعضها جيدا حيث العاملون والعمال موجودون طوال اليوم معا, فإنني أعرف هذا الشخص وسوف أحصل علي نقودي منه, وخروجا من منطقة وسط البلد لباقي مناطق محافظة القاهرة التي يتولي شباب اللجان الشعبية الحراسة لها, نجد أن أسعار الأدوات المستخدمة لردع البلطجية والهاربين ارتفعت كذلك فحسب ما يقول خالد صلاح, الرشاش الآلي كان سعره15 ألف جنيه ووصل سعره الآن لخمسين ألفا, والطبنجة كان سعرها ما بين2500 الي5 آلاف وصل سعرها لسبعة آلاف جنيها, وبحكم سكنه في منطقة السادس من اكتوبر فقد اتفق السكان في العديد من الأحياء السكنية هناك علي استئجار البدو الذين يطلق عليهم العرب لحراسة تلك المناطق, وصلت الأسعار الي80 ألف جنيه في الأسبوع لتأمين المنطقة صباحا ومساء.. أما أسعار الطلقات النارية فحسب ما قاله وليد النحاس رجل أعمال ومشارك باللجان الشعبية, فقد زاد من5 جنيهات للطلقة الواحدة الي75 جنيها, ولكن الشئ الوحيد الذي انخفض سعره في الأسواق الآن هو المسروقات والتي جعلت الطبنجة التي كان سعرها5 آلاف جنيه تصل الي200 جنيه, وان كان هذا ظهر في بداية الأزمة, أما الآن فقد وصل سعر الAmericanStick من مائة جنيه الي أربعمائة وخمسون جنيها وسعر الElectricSkock وصل الي أربعمائة جنيها بعد أن كان مائة جنيه..