قبل 3 أيام من الاحتفال بعيد مولده فارقتنا روح الشهيد أحمد محمد محمود الصحفي الشاب والذي يعمل بصحيفة التعاون الأسبوعية بمؤسسة الأهرام صباح الجمعة4 فبراير 2011 متأثرا بإصابته بطلق ناري. أطلقه عليه ضابط شرطة برتبة نقيب يرتدي الزي الرسمي من حراس وزارة الداخلية ظهر يوم السبت 29 يناير الماضياثناء قيام الصحفي الشهيد بعمله في متابعة الاحداث.. وقد اطلق ضابط الشرطة رصاصة مصوبا مسدسه إلي رأس الصحفي لتصيبه في عينه اليمني وتخترق المخ لتسبب نزيفا دمويا حادا علي مرأي ومسمع 7 من شهود العيان من سكان منطقة ميدان لاظوغلي القريب من التحرير الذين صوروا الواقعة المسجلة بكاميرات الموبايل. وكان الصحفي الشاب أحمد محمود قد أطل من النافذة ليستطلع التظاهرات التي سمعها اسفل مكتبه بدار اللطائف للنشر والذي يقع في الطابق الأول بالعقار رقم 17 شارع مجلس الشعب بميدان لاظوغلي الملاصق لمبني وزارة الداخلية.. وقد رأي الصحفي الشهيد إطلاق نار واعتداءات بالضرب علي المواطنين العزل من قبل شرطة حرس الوزارة فقام باستخدام كاميرا التليفون المحمول الخاص به لتسجيل الوقائع ففوجيء بضابط شرطة برتبة نقيب يقف في الشارع ويصوب سلاحه الناري لاعلي في اتجاه الصحفي ويأمره بأن يدخل من النافذة.. وقد استجاب الصحفي و توقف عن التصوير وفي اللحظة التالية مباشرة اطلق الضابط رصاصته نحو الصحفي الشهيد ليسقط في بركة من الدماء اندفعت من عينه اليمني التي فجرتها الطلقة الغادرة. وهرع الموظفون في دار اللطائف للنشر لانقاذ أحمد محمود زميلهم ومالك دار النشر ايضا..وقاموا بطلب الاسعاف هاتفيا للنجدة.. وفوجئوا بأن موظف الاسعاف يسأل عن طبيعة الاصابة وعندما ابلغوه بانها نتيجة طلق ناري رفضت الاسعاف الاستجابة لنداء النجدة, ورفضوا نقل المصاب أو ارسال سيارة اسعاف علي الرغم من ثلاثة محاولات سريعة ومتتالية للاتصال بالاسعاف. واسرع الموظفون ومن بينهم عمرو عبد الفتاح بنقل المصاب في سيارته الخاصة الي مستشفي قصر العيني الفرنساوي ودخل الي قسم الطوارئ فيها.. و قرر الاطباء ارساله فورا إلي وحدة شريف مختار لعلاج المخ والاعصاب بمبني قصر العيني القديم.. فهرع به الزملاء إلي هناك حيث ادخل غرفة العمليات فاقدا للوعي وقد بذلت محاولات مستميتة لانقاذه من فريق اطباء الوحدة برئاسة د. محمد يسري ونقل بعدها الي العناية المركزة. وغاب الصحفي الشهيد في غيبوبة طويلة مع نزيف حاد في المخ طوال 5 أيام انتهت بالوفاة متأثرا بالاصابة بطلق ناري تسبب في تهتك بخلايا المخ وودعته الأسرة في مشهد مهيب ليدفن في مقابر باب الوزير صباح جمعة الرحيل أمس الأول. وقد أكد لنا شهود العيان ان الحادثة قد صادفت خروج وزير الداخلية السابق من الوزارة وسيطرة الجيش عليها وان طلقات نيران كثيفة اطلقها ضباط الداخلية الذين يرتدون الزي الرسمي في اتجاه المواطنين العزل الذين هتفوا تأييدا للجيش وضد العادلي وزير الداخلية السابق والذي لم يكن قد صدر قرار باقالته بعد. والزميل الصحفي هو أول شهيد للصحافة المصرية في الثورة الشعبية التي تفجرت في 25 يناير الماضي ويبلغ من العمر 39 عاما, وكان جده من كبار الناشرين المصريين ويمتلك دار اللطائف وأخواله يمتلكون كبريات دور النشر, مثل ابن سيناء والفضيلة والذهبية, حيث صدر عنها ملايين النسخ من الكتب في كل المجالات. وقد نعت الزميلة ايناس عبدالعليم رئيس قسم الشئون الخارجية لصحيفة المسائية بمؤسسة اخبار اليوم زوجها الصحفي الشهيد واكدت ان طفلته الصغيرة التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها مازالت لاتصدق ولاتستطيع ان تفهم الحدث وتنتظر عودة أبيها, وناشدت الصحفية ايناس الجهات المعنية في مصر والصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان الاهتمام بالتحقيق و معاقبة المتسببين في مصرع الشهيد. وقد نعي الصحفيون المصريون في كل المؤسسات الصحفية زميلهم الصحفي الشاب شهيد الصحافة المصرية لادبة الجم ودماثة خلقه, وثقافته ونشاطه واخلاصه في العمل الصحفي طوال 15 عاما في الصحف المصرية والعربية. وقد أعلن الصحفيون انهم لن يتهاونوا يوما واحدا في ملاحقة كل من استهدف الصحفيين المصريين والعرب والأجانب بالقتل والضرب وتخريب الادوات الصحفية.. وسوف يقوم الصحفيين باستخدام كل الاساليب لمحاسبة من تسبب في إهدار دماء المواطنين والصحفيون العزل في أثناء متابعتهم لثورة الشعب المصري علي القهر الفساد.ومن جانبه أدان عبد المحسن سلامة وكيل أول نقابة الصحفيين ماحدث بشهيد الصحافة بشدة وأكد ان هذا الحادث لن يمر مرور الكرام وسوف تتمسك نقابة الصحفيين بمعاقبة القاتل أقصي عقوبة ممكنة.