شهدت محافظة الإسكندرية بعد ظهر امس حشودا كبيرة شملت عشرات الآلاف من المتظاهرين والتي تدفقت من منطقة شرق الإسكندرية إلي وسط المدينة ساروا بطريقة سلمية وسط حماس الأغاني الوطنية. مطالبين بسقوط النظام وأمام الحشود الضخمة ظهرت مجموعات أخري تطالب بالاستقرار وبقاء الرئيس مبارك في الحكم حتي نهاية ولايته الأخيرة لتنفيذ الاصلاحات الدستورية والسياسية المطلوبة. كانت اغلب الهتافات لجميع التظاهرات التي كانت في حالة اندماج عقب الصلاة وشهدت بعض المشادات الكلامية والمشاحنات البسيطة التي تقفت وسط هتافات كلنا يد واحدة, مش هنضرب بعض والتأكيد علي ان جميع المسيرات السلمية وسط حيادية من القوات المسلحة التي التزمت بتأمين المنشآت الحيوية والمباني الحكومية للمحاكم والمتاحف ومدينة الإسكندرية وقصر المنتزه الرئاسي ورأس التين. كان المشهد عقب صلاة الجمعة اغلب المساجد هي حالة من الاقتراب والتضرع إلي الله والدعاء أثناء الصلاة بطلب الخير والأفضل للوطن وحماية ابنائه وشبابه واطفاله وشيوخه واصدرت الجماعة السلفية بيانا يدعو إلي الاستقرار وعدم الدخول في تظاهرات في المقابل احتشدت الآلاف من الشباب في ساحة مسجد القائد إبراهيم وخطب الشيخ المحلاوي احد المرجعيات الدينية المهمة لجماعة الإخوان والذي أكد للشباب والمطالبين بالتغيير الفوري ان الوقت الآن لايحمل أي مجال للتفاوض أو المساحات في المطالب الاصلاحية ولابد ان يكون تنفيذ المطالب بشكل فوري.. في المقابل تواجد عشرات من الأفراد في ميدان فيكتوريا عمانويل بسموحة يحملون لافتات الدعاية للاستقرار بالانسحاب من ساحة مسجد القائد إبراهيم وفي مظاهرة محددة صغيرة اتجهت ناحية مكتبة الإسكندرية بينما توجهت مظاهرات التغيير الفوري في شوارع وسط المدينة.. فيما آثرت الغالبية الصامتة في المواطنين السلامة والوجود في الشوارع عقب صلاة الجمعة في مناقشات مفتوحة حول الوضع بلا تدخل في تظاهرات. ووسط تلك المشاهدات انتشرت لجان الحماية الشعبية وشبابها الذين يرغبون في الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقنصادي مع استقرار الوضع وعودة الأمان وأكد العديد منهم علي ان الحاجز النفسي لشعبه وقدرته علي طلب الحرية قد كسر وانه في حالة عدم تنفيذ للمطالب الشباب والمجمتع باكمله قادر علي العودة من جديد إلي الشوارع. ووسط تلك الحالة الفريدة زادت الإيجابية وروح التكافل والتعاون بين المجتمع والشباب في قيام العديد من التجار بالوجود بسيارات نصف نقل تحمل مواد غذائية وخضراوات في المناطق الشعبية والراقية علي حد سواء لبيع المنتجات باسعار الجملة. وقد ابتكر المتظاهرون طريقة جديدة لضمان أمن المشاركين في المظاهرة وهي ارسال مندوب إلي اللجان الشعبية التي ستمر عليها المظاهرة ليخبرهم بقدوم مظاهرة ويؤكد انها سلمية حتي لايحدث اشتباكات ومن هنا كانت اللجان الشعبية تفسح الطريق عن ظهور المتظاهرين الذين كانوا يرددون سلمية. سلمية.