طالب الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة بإنشاء قنوات دينية واجتماعية بإشراف المؤسسة الدينية( الأزهر الأوقاف دار الإفتاء) للتصدي لظاهرة فوضي الفتوي ولعرض الإسلام ناصعا مشرقا كما هو دون تحريف. وقال يمكن الاستفادة في ذلك من القنوات الفضائية الموجودة حاليا والتابعة لوزارة الإعلام, عن طريق زيادة المساحة المخصصة للبرامج الدينية بهذه القنوات خاصة التي لها نسبة مشاهدة كبري, والاستعانة بالإعلاميين الكبار ممن يتمتعون بالجماهيرية وكذا الدعاة المرموقين وليس فقط المسئولين الرسميين مع مراعاة عامل القبول عند اختيار هؤلاء الدعاة.. جاء ذلك في فعاليات المؤتمر الذي نظمه المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية صباح أمس تحت عنوان( فوضي الفتاوي.. الانعكاسات وأساليب المواجهة). وطالب د. سالم عبد الجليل بتدريب العلماء والدعاة المتخصصين علي تجديد خطابهم وترشيده وتعليمهم أصول الفتوي, منبها إلي خطورة الفتوي في توجيه الأمة والشباب من أبنائها بالذات, خاصة أن كثيرا ممن يتصدر للحديث والإفتاء ليس لديهم العلم والدراية والمعرفة بواقع المجتمع ومتطلبات الحياة. وأوضح إن أجسر الناس علي الإفتاء وأشدهم تهافتا عليه أقلهم علما, فعلي المفتي ألا يتجرأ علي الفتوي, حتي يتجلي له الحكم في الكتاب أو السنة, أو أن يكون مجمعا عليه وفيما عدا ذلك مما خفي عليه حكمه لتعارض الأدلة والوجوه والآراء, فعليه أن يتريث ويتأني ويتثبت, ويرجع إلي آراء المجامع الفقهية, خاصة فيما يتعلق بالقضايا والنوازل العالمية( تقنية كانت أو طبية أو اجتماعية), فإن لم يكن أهلا للفتوي أو أشكل عليه الأمر فليقل لا أدري, وليس عيبا ولا عارا أن يقول لا أعلم فإمام دار الهجرة مالك بن أنس رضي الله عنه كان يسأل عن خمسين مسألة فلا يجيب في واحدة منها. وأكد أن المفتي الناجح هو الذي يسلك بالمستفتين سبيل الوسطية والاعتدال بحيث لا يذهب بهم مذهب الشدة ولا يميل بهم إلي طرف الانحلال التزاما منه بمقصد الشارع الحكيم الداعي إلي التوسط في كل شيء من غير إفراط ولا تفريط, يقول الحق تعالي:' وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا'.