يحرص الإسلام علي اشاعة المودة والأمن والأمان والسلام والطمأنينة, كما يحرص أيضا علي التعارف والتآلف والمودة, يقول الحق تبارك وتعالي في سورة الحجرات: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبات وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير الواقع المعاصر الذي تعيشه المجتمعات والأمم يطالب المسلمين أن يظهروا قيمهم الهادفة التي تساعد الإنسانية في البعد عن الضياع والانحراف والعنف والإرهاب عن طريق الاستقرار واستتباب الأمن.. كل هذا يكون من خلال الخطاب الديني الإسلامي الذي يعتمد علي الحكمة والموعظة الحسنة. لقد أعطي الإسلام الإنسان حرية الفكر واستقلال الإرادة وجعله حرا ليس لمخلوق حق السيطرة علي عقله وفكره انما هو يفكر بعقله ويسترشد بمواهبه ويعمل باختياره وارادته, وطالب الإسلام الإنسان أن يطهر نفسه وسلوكه من الأغراض والأهواء, ويحرر عقله من الخضوع للجهل والتقليد الأعمي الأمر الذي يؤدي إلي سمو المجتمع. جاء الإسلام الحنيف ليقيم بين البشر جميعا رابطة الإنسانية القائمة علي ارتباط البشر بالله سبحانه وتعالي. فالقرآن الكريم لا يخاطب قومية معينة أو شعبا بعينه بل يخاطب الإنسان بوجه عام من أجل التعارف والتعاون علي البر والتقوي لا علي الاثم والعدوان. وتحدث القرآن الكريم عن الأديان والعقائد والملل والمذاهب المختلفة فتحدث عن اليهود والمسيح والمسيحية وتحدث أيضا عن عبدة الأصنام والطاغوت والملائكة وسماها القرآن أديانا. ودعا الإسلام المجتمع المسلم إلي أن يكون متسامحا مع نفسه ومع الآخرين ومتعايشا معهم لأن الإسلام لا يرضي بالتعصب ويدعو إلي التعارف والتجمع والتساكن وتبادل المنافع والمصالح وإلي التعايش في أخذ وعطاء, وفي تأثر وتأثير بعيدا عن أية عصبية أو عنصرية اقليمية أو نعرة ثقافية وهو لا يري فضلا لأحد علي أحد إلا بالتقوي. نحن نعيش في عصر التواصل البشري والتحاور الثقافي فعلينا أن نبين القيم الإسلامية من خلال الدعوة إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن. نحن مطالبون في هذا الوقت بالذات بالسعي للحوار بما يحقق وضوح الرؤية ويجمع الحكمة علي المباديء والقيم الربانية الخالدة. علينا أن نحيي الشعور بالوحدة الإيمانية في النفوس, والوحدة الوطنية والوحدة الإنسانية, إذا حدث هذا عرف كل فرد حق مجتمعه الديني والوطني والإنساني فيقوم به علي الوجه الأمثل لوصلنا إلي بناء المجتمع المثالي الفاضل الذي يتمتع بالتراحم والتعاون وتبادل الخير والمنفعة يعيش فيه المواطن عزيزا في وطنه غنيا بعلمه وماله وبجميع وسائل الحياة لا يذل لغيره ولا يمد يده إلي أحد يقوم بواجباته ويحصل علي حقوقه لا يفكر أحد في أن يخدعه أو يسلب حريته بكل هذه الأسباب تكمل للمواطن والوطن السعادة والهدوء والاطمئنان والأمن والأمان. تلكم هي المواطنة الحقيقية