أكد الشيخ إبراهيم البدري إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص بالإسكندرية في خطبة الجمعة الماضية ان الناس جميعا ينتسبون إلي أب واحد وأم واحدة وان الله تعالي هو وحده الخالق لهم جميعا وانه سبحانه إليه المرجع والمآب فهو القائل: "ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ان الله عليم خبير" 13 الحجرات. فمن هنا جاء الحث علي اتباع كل أمر يجمع شمل الأمة ويوحد بين أفرادها في كل مكان وزمان في السلم والحرب. في الأمن والخوف. في السراء والضراء في النعماء والبأساء في الشدة والرخاء. ومن هنا أقول عجيب أمر المسلمين!! الههم واحد. ورسولهم واحد. وقرآنهم واحد. وسنتهم واحدة ومع ذلك كله فهم دول ممزقة. وشعوب متفرقة وفرق متناحرة وجماعات متصارعة ومذاهب مختلفة مع ان الإسلام يدعوهم إلي الوحدة في صراحة واضحة لا تحتاج إلي تفسير ولا إلي تأويل ولا إلي اجتهاد قال الله تعالي "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا" 103 آل عمران. فقد أمر الله المسلمين في هذه الآية أن يكونووا جميعا متمسكين بكتاب الله وبتعاليم دينه وأحكامه في وحدة مترابطة تجمعهم. لان الوحدة سبب قوتهم وغلبتهم وعزتهم ونهاهم عن التمزق والفرقة لأنها سبب ضعفهم وقهرهم وذلتهم. وذكرتهم الآية بنعمة الله عليهم ان هداهم إلي الإسلام الذي وحد شملهم وجمع كلمتهم فأصبحوا اخوانا متحابين بعد أن كانوا في الجاهلية أعداء متناحرين يضرب بعضهم رقاب بعض. وعلي المسلمين أن يجتمعوا علي طاعة الله وأن يكونوا يدا واحدة في وحدة مترابطة علي كلمة سواء. أما إذا حدتم عن هذا الطريق السوي الذي دعاكم إليه الله وأمركم بالالتزام به فلن تجنوا إلا الضعف والهوان والذلة والخسران.