طارق رضوان: 42 نائبا يدرسون برنامج الحكومة الجديدة    بعد ترشيحه رئيسا ل "الوطنية للإعلام".. تضارب يثير التساؤلات حول شهادة دكتوراه طارق سعدة.. ومطالبات بآليات صارمة للتحقق من الشهادات العليا ومدى الاعتراف بها    وزير الزراعة: اهتمام رئاسي بزيادة معدلات التصدير وتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية    لا أحد منهما سيحكم غزة.. حماس وإسرائيل في طريق الموافقة على الصفقة    السودان: البرهان يجدد رفضه التفاوض مع "المليشيا المتمردة"    مؤتمر جوميز: النتيجة لم تكن عادلة.. وهذا موقفنا من رحيل نداي    أستاذ مناخ يحذر من أشعة الشمس الحارقة في شهر "أبيب": اقتدوا بالصعايدة في ملابسهم    تعرف على موعد غلق أبواب دخول حفل "الكينج" محمد منير بمهرجان العلمين    مقتل جندي إسرائيلي جراء سقوط مسيرة في مستوطنة كابري بالجليل الغربي    عمرو عرفة: "تربيت على مسرحيات توفيق الحكيم ولا أحب التصنيف"    الصحفيين تعلن جدول العيادات الخارجية خلال الأسبوع المقبل بمشاركة 9 أطباء    طارق رضوان: 42 نائبا يدرسون برنامج الحكومة الجديدة    دعاء يوم الجمعة: مفتاح البركة والرحمة    في استجابة سريعة لشكوى سيدة مسنة.. محافظ أسيوط يوجه برفع مقلب قمامة بحي غرب    كرم جبر: استدعينا 3 إعلاميين من الوسط الرياضي ووجهنا لهم إنذارات أخيرة    وصل ل 50% | الغرف التجارية: انخفاض كبير في أسعار السلع الغذائية    4 أبراج فلكية تتميز بحس الفكاهة وخفة الدم.. تعرف عليها    نقابات فرنسية تدعو إلى إضرابات للسماح بتشكيل حكومة ائتلافية يسارية    إستريلا دا أمادورا البرتغالى يعلن ضم المصرى الصاعد محمد تامر 18 عاما    حركة تغييرات واسعة في مجالس أمناء الهيئات الشبابية والرياضية    استشهاد طفل فلسطينى برصاص الاحتلال فى ميثلون جنوب جنين    87 صورة.. أقوى مراجعة في التفاضل والتكامل لطلاب الثانوية العامة قبل الامتحان    كواليس الساعات الأخيرة في أزمة شيرين عبد الوهاب وحسام حبيب    بالصور| "هيكل عظمي راقص".. امرأة شابة تزن 25 كيلوجرام تثير دهشة وصدمة متابعيها    خالد الجندي: إطلاق الشركة المتحدة لحملة أخلاقنا الجميلة أجره عظيم عند الله    "ملحقش يفرح وكانت سنده".. تفاصيل علاقة أحمد رفعت وخطيبته (صور)    البرازيلي رافائيل كلاوس حكماً لموقعة الأرجنتين وكولومبيا بنهائي كوبا أمريكا    بحوزته 100 فرش.. تفاصيل سقوط عاطل لحيازته مخدر الحشيش في العجوزة    رئيس هيئة قصور الثقافة يكشف خطة المشاركة بمهرجان العلمين    برنامج الحكومة 2024/2027.. تحسين خصائص السكان يقلل زيادة المواليد..إنفوجراف    كمال حسنين: الدولة المصرية تولي اهتماما خاصا بملف الصناعة    محافظ أسيوط: القيادة السياسية كلفتني برعاية وتقديم الخدمات والتسهيلات للمواطنين    مجلس أمناء تنمية حدائق أكتوبر ينظم احتفالية بمناسبة رأس السنة الهجرية    دار الافتاء تجيب.. هل ورد في نصوص إسلامية ما ينهى عن تنظيم النسل؟    عويضة عثمان لقناة الناس: الساحر يكفر بالله ليسخر الشيطان    عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: كلنا محتاجين شعار "إن الله معنا" فى كل أمورنا    انعقاد لجنة اختيار عميد كلية الآداب بجامعة القناة    تعرف على نتيجة تنسيق الشهادات العربية والأجنبية للالتحاق بجامعة الإسماعيلية الأهلية    في 5 محاور... تعرف على ملف الخدمات الصحية المقدمة للمرأة والطفل ببرنامج الحكومة    وزير البترول فى حقل ظهر| بدوى: استدامة الإنتاج وزيادته والتغلب على التحديات    همسة فى أذن «هَنو»    يجب مراعاتها.. 5 أسباب محتملة للشعور بالبرد في فصل الصيف    الأهلي يتعاقد مع الدنماركي ستيفان مادسن لتدريب «رجال اليد»    محافظ الدقهلية يتفقد الأسواق والحدائق العامة بجولة مفاجئة بالمنصورة    اغلبيه بالعيال.. أمثلة شعبية خاطئة ساعدت على زيادة السكان    توقيع الكشف على 1098 مواطنا في قافلة طبية بالبحيرة    خاص| نائب ليبي بالبرلمان العربي: نحاول أن تكون هناك قوانين عربية موحدة في دولنا    التضامن تدشن مبادرة «أحسن صاحب» لدمج ذوي الإعاقة    قطاع الحماية المجتمعية ينظم احتفالية لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل    ضبط 400 كجم لحوم ودواجن غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمنوفية    العثور على جثة شخص داخل مول تحت الإنشاء ب الدقهلية    بالفيديو|مراسل القاهرة الإخبارية: روسيا ستتخذ إجراءات عسكرية ردًا على تصرفات الناتو    الدراجات: لم يتم استبعاد شهد سعيد من المشاركة في أولمبياد باريس حتى الآن    تامر عبد الحميد: وفاة أحمد رفعت رسالة لنا جميعا لنتعظ ونبتعد عن الصراعات    حقيقة العرض القطري لضم أحمد قندوسي وموقف الأهلي ورد اللاعب    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى العمرانية دون إصابات    سقوط عنصر إجرامي بحوزته 76 كيلو حشيش وشابو بالقاهرة    جنة عليوة: شهد كانت تقصد إيذائي بنسبة 100%.. ولم أعود لممارسة اللعبة حتى الآن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قمة عربية ثقافية

الدعوة إلي عقد قمة عربية ثقافية‏,‏ دعوة تأتي في توقيت شديد الخطورة والأهمية‏,‏ ولحظة تاريخية تشهد تأزمات واختناقات ذات منشأ ثقافي وارومة ثقافية‏,‏ وتستوجبها ظروف موضوعية‏,‏ اقليمية‏, ودولية‏,‏ اعتنت اقلام وعقول بشرحها وبلورة أهم محاورها وأهدافها‏. وسنأتي علي ذكر بعض الأسباب وراء هذه الفكرة وبعض فقرات الاجندة الواجب وضعها ضمن أولويات هذه القمة بما يستوعبه الحيز المتاح لهذه المقاله‏,‏ بعد مقدمة صغيرة عن كيفية ظهور هذه الدعوة في الفترة الأخيرة‏,‏ فمنذ اسبوع مضي دعا السيد عمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية إلي حفل عشاء إقامه علي شرف الأمير خالد الفيصل مؤسس ورئيس مؤسسة الفكر العربي‏,‏ تشرفت بحضوره مع مجموعة من الشخصيات الثقافية‏,‏ لتداول الرأي في الاقتراح القاضي بالدعوة لعقد قمة عربية يكون موضوعها الشأن الثقافي العربي‏,‏ باعتبار ان مؤسسة الفكر العربي‏,‏ كانت قد اثارت الفكرة في اجتماع اخير لها في بيروت من خلال المفكرين المنتمين لها‏,‏ وبدافع ماتوصلت إليه دراسات وأبحاث وعمليات مسح لمجمل القضايا الثقافية في الوطن العربي‏,‏ أظهرت قصورا لايجوز السكوت عنه في مواكبة العصر وتخلفا كبيرا عما احرزته شعوب العالم المتقدم في المناحي الثقافية يقتضي ان ندق من أجله نواقيس الخطر والتحذير‏,‏ ونستنفر الهمم والعقول للقيام بواجب تلافيه‏,‏ ويستوجب بالتالي ان نضع المسألة أمام أعلي مستوي لصناعة القرار في بلادنا‏,‏ أي الملوك والرؤساء‏,‏ لرسم استراتيجية عربية شاملة وأجندة مشتركة لمواجهة التحديات التي يطرحها عصرنا الحديث في المجال الثقافي‏,‏ كما كان موضوع الدعوة الي هذه القمة مثار جدل واهتمام في آخر مؤتمر عام لاتحاد الادباء العرب‏,‏ وطرحه الأخ محمد سلماوي أمين الاتحاد‏,‏ أمام قائد الثورة في ليبيا‏,‏ الذي أبدي ترحيبه بالفكرة وحماسه لتبني هذه الدعوة‏,‏ وهكذا وصل الأمر إلي عشاء العمل الذي شهدته قاعة الاندلس في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة‏,‏ لوضع التصور العلمي الذي يكفل النجاعة والنجاح لهذه الفكرة‏,‏ عند وصولها إلي مرحلة التنفيذ ولن أقدم هنا محضرا لما دار من حوار في هذا الاجتماع‏,‏ فقد اهتمت الصحف بتقديم فكرة وافية عنه‏,‏ واجرت إحداها حديثا موسعا معي أوردت خلاله ملخصا لاهم محاوره‏,‏ حيث تم التأكيد من قبلهم جميعا وفي مقدمتهم الاستاذ عمرو موسي وسمو الأمير خالد‏,‏ علي ان العامل الثقافي صار يتقدم العوامل الأخري السياسية والاقتصادية وربما العسكرية والجيوبوليتكية في الأهمية‏,‏ ويصبح عاملا رئيسا واساسيا في صياغة المجتمعات الحديثة‏,‏ وعنصرا فاعلا في احداث التغيير والنهوض الذي تشهده المجتمعات‏,‏ وعندما نتكلم عن العولمة باعتبارها إحدي الظواهر التي افرزها العصر الحديث‏,‏ أو نتكلم عن ثورة المعلومات باعتبارها اخطر ملامح هذا العصر‏,‏ أو نتكلم عن التقنية الرقمية التي اكتسحت العالم‏,‏ أو نتكلم عن حوار الحضارات وتداخلها أو تواصلها وتفاصلها‏,‏ فانما نتكلم عن شأن ثقافي وقضايا ذات صبغة ثقافية محضة‏,‏ وكما أشار الدكتور مصطفي الفقي خلال الاجتماع فإن الحرب علي الارهاب نفسها‏,‏ انما هي في جوهرها حرب ثقافية‏,‏ لأن الارهاب ينبع من قناعات وأفكار وثقافة‏,‏ أو بالاحري انحرافات وتشوهات لحقت بهذه الأفكار وهذه الثقافة ادت إلي بروز هذه الظاهرة إلي السطح‏.‏
وقد شدد الاستاذ سيد يسين في المداخلة التي استهل بها النقاش علي هذه النقطة‏,‏ قائلا ان التحدي الذي يواجه الأمة العربية هو تغليب ثقافة العقل وروح العلم علي ثقافة الخرافة والتخلف‏,‏ وروح الابداع علي النقل والاجترار والجمود‏,‏ وهو مايقتضي بالضرورة‏,‏ والكلام من عندي‏,‏ الانتصار لصحيح الدين ضد الصورة المشوهة والمحرفة التي جلبت التطرف والتعصب‏,‏ ولن نستطيع في هذه العجالة‏,‏ حصر مجمل القضايا التي يجب ان تشملها اجندة هذه القمة الثقافية العربية أو توضع علي جدول أعمالها‏.‏
ونكتفي بالإشارة السريعة إلي رءوس مواضيعها‏,‏ فقد جري التركيز في هذا الاجتماع علي اللغة العربية باعتبارها ليست لسانا فقط‏,‏ وإنما هوية وحضارة كما أشار سمو الأمير‏,‏ ولابد ان يكون الاهتمام بها علي رأس أولويات السياسات الثقافية العربية المشتركة خاصة في ضوء المخاطر التي تهدد هذه اللغة‏,‏ وتذكر كل التجارب النهضوية في العالم ان تطور التعليم والقضاء علي آخر فلول الأمية والجهل والاهتمام بالجوانب التقنية والعلمية في العملية التعليمية‏,‏ وغرس روح العلم وثقافة العقل في الأجيال الجديدة يأتي علي رأس القائمة في الاسباب التي حققت بها الشعوب تقدمها ونهوضها‏,‏ مع ضرورة رفد هذه العملية التعليمية بفتح آفاق ونوافذ الثقافة العامة لكل الناس وكل الاعمار خارج اسوار المدارس والمعاهد والجامعات‏,‏ بمعني ان تكون الثقافة اسلوب حياة وممارسة‏,‏ وذلك بالتوسع في انشاء المكتبات العامة وتشجيع الكتاب وتحريض الناس علي القراءة‏.‏ ويأتي في هذا السياق الاهتمام بالخطاب الاعلامي ووسائل مخاطبة الرأي العام وأساليب تطوير هذه الوسائل وتحريرها من الجمود والتبعية للأجهزة الرسمية واعطاء المجتمع المدني ومؤسساته الحق في الانتشار والتعبير والفعالية وأداء دوره الذي يكمل المؤسسات الرسمية في مختلف المجالات العلمية والتعليمية والسياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية‏,‏ ودعم الثقافة المحلية بمصادر ثقافة متنوعة ومتعددة تتيحها الترجمة والتبادل الثقافي والحوار الحضاري مع شعوب العالم‏,‏ واتاحة الفرصة لابداع العقول وانتاج المواهب بلاعراقيل رقابية أو قوانين تحد من حرية العقل واتاحة أكبر قدر من حرية القول والتعبير والبحث والكتابة ويدخل في هذا الإطار تجديد الخطاب الديني وتحديثه وتحريره من القوالب الجامدة المتخلفة والاعتماد في ذلك علي المفكرين التنويريين البعيدين عن التزمت والتعصب والانغلاق‏,‏ واثراء الوجدان الشعبي بالانفتاح علي ماتتيحه الفنون والأداب من تربة صالحة للابداع والاقبال علي الحياة وقطع الفرصة علي ماتقوم به عناصر التزمت والتعصب ولانغلاق من اختراق لهذا الوجدان الشعبي‏,‏ ووضع اعتبار خاص في هذه السياسة الثقافية لتصحيح صورة الثقافة العربية والاسلامية في الخارج والعمل علي تقديم الوجه الحضاري للأمة العربية إلي الشعوب الأخري وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي ترسم صورة سلبية للمواطن العربي لدي قطاعات من الرأي العام في الخارج وذلك بوضع برامج لترجمة الابداع العربي وتقديم ماتنتجه عبقرية الانسان العربي من فن وأدب إلي شعوب العالم‏,‏ وطبعا تنفد المساحة المتاحة للكلام دون ان تنفد المواضيع التي يثيرها التفكير في مثل هذه القمة الثقافية التي نتمني ان تشكل نقلة جديدة في العمل العربي المشترك تضعه علي آفاق التقدم والنهوض واللحاق بركب الأمم المتقدمة في عالمنا المعاصر‏.‏
[email protected]

المزيد من مقالات أحمد ابراهيم الفقى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.