يعالج هذا الكتاب موضوعا اجتماعيا طريفا وهو ارتباط أمثالنا العامية بالايمان وتوافقها بما جاء في أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم والتي تدعو إلي السماحة وحسن علاقة المرء بمن حوله من أفراد المجتمع, وقد قام بهذه الدراسة الزميل عثمان الجوهري نائب مدير تحرير جريدة الأهرام, وجاءت علي شكل أربع لوحات فنية مرسومة بإتقان واخلاص بالكلمات في معالجة ممتعة إلي حد كبير. اللوحة الأولي: خصصها المؤلف عن الأسرة والأبناء حيث هي خلية المجتمع الأولي بقوتها وتماسكها يقوي المجتمع ويتماسك وطبعا العكس صحيح تماما.. فيقول المثل: العز بعد الوالدين هوان وأيضا: بعد أمي وأختي الكل جيران, وأيضا مسير الأخ يبقي جار, وإن كبر ابنك خاويه. كل هذا من أجل الحفاظ علي كيان الأسرة.. كما جاء في القرآن الكريم قول الله تعالي: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة سورة التحريم. ويشير إلي أن نعمة الأمان وراحة البال تتحقق بالضمير الحي حيث يقول المثل: الضمير المطمئن خير وسادة للراحة, ويقول أيضا:اقطع لسان عدوك بسلام عليكم, بمعني إلقاء السلام والتحية في خلال رحلة حياتنا اليومية. أما عن الجيران فيقول المثل: قبل ما أقول يا أهلي يكون جيراني غاتوني ويلتقي هذا مع الحديث النبوي الشريف ليس بمؤمن من لا يأمن جاره بوائقه.. وعن الزواج يقول المثل: حاسب قبل ماتناسب, بمعني التروي وعدم التسرع. والحديث ينصحنا: تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس. واللوحة الثانية: جاء في الأمثال العامية العديد عن العلاقات الاجتماعية: احسان معاشرة الآخرين, حتي يدوم الود معهم ويذكروه بالخير عند غيابه وكذلك أخذ النصيحة من الآخرين, مادامت مفيدة, شاور كبيرك وصغيرك وارجع لعقلك وقالوا في الأثر: ما خاب من استشار. اللوحة الثالثة: تحذرنا الأمثال من الثرثرة لأن كثرة الكلام خيبة لأن في الثرثرة تشويها لصور الآخرين وفتح باب القيل والقال التي تضيع الوقت وتبذر الشقاق بين الناس بل يقول المثل: شروط المرافقة الموافقة أي لا داعي للمشاكسة والجدال بغير داع.. عن الأسرار يقول المثل: اكتم سرك تملك أمرك. يتسق في ذلك مع حديث الرسول صلي الله عليه وسلم: استعينوا علي قضاء حوائجكم بالكتمان. اللوحة الرابعة والأخيرة: عالجت عدة أمور مهمة بالنسبة لكل واحد منا مثل الحفاظ علي العلاقات الطيبة بين الناس والحث علي الادخار ونبذ التقتير أو التبذير.