استغلت القنصلية المصرية في لندن مناسبة المباراة النهائية في كأس إفريقيا بين مصر وغانا لجمع المصريين في العاصمة البريطانية, واستأجرت القنصلية القاعة الرئيسية في مركز استو سنتر في شارع هارو شمال لندن . ودعت المصريين لمشاهدة المباراة معا والاحتفال بفوز مصر ، وقال عمرو الحناوي قنصل مصر العام في المملكة المتحدة وأيرلندا إن المباراة كانت فرصة لجمع مختلف أجيال المصريين وربطهم ببلدهم, وأعرب عن أمله في أن يكون فوز مصر ببطولة إفريقيا والتقاء المصريين في لندن للاحتفال به بداية للتواصل مع القنصلية التي أكدت حرصها علي توسيع قنوات الحوار مع المصريين للوقوف علي مطالبهم. وزينت القاعة بأعلام مصر التي لف الشباب المصري أجسامهم بها, ولون شباب الجيل الثاني وجوههم بألوان العلم وكأنهم يشجعون فريقهم الوطني داخل استاد الحادي عشر من نوفمبر في العاصمة الأنجولية لواندا. وقال مصطفي رجب رئيس اتحاد المصريين في بريطانيا, الذي قام بحملة واسعة لجمع المصريين للمشاركة في هذا اليوم: إن المبادرة جاءت من القنصلية المصرية, وأضاف أن الجالية النوبية المصرية أسهمت بشكل فعال في الإعداد لهذا اليوم, وقال إنه سيسعي جاهدا للبناء علي التواصل الذي تحقق بين المصريين في ذلك اليوم, مشيرا إلي أن هذه كانت فرصة للتواصل مع الجيل الثاني من المصريين المغتربين في بريطانيا. وعقب انتهاء المباراة, خرج المصريون إلي شارع ادجوار رود المعروف باسم شارع العرب في وسط لندن, للاحتفال بفوز الفراعنة, ثم ازدحم شارع أوكسفورد, أشهر شوارع العاصمة البريطانية, بالمصريين حاملين الأعلام مرددين اسم بلادهم بفخر الفوز ببطولة إفريقيا, وعبر المصريون عن مشاعرهم بشكل متحضر ولم تقع أي حوادث, وأعرب المصريون عن شكرهم للشرطة البريطانية التي تفهمت أهمية المناسبة ووفرت الحماية لاحتفال المصريين بفوز فريقهم الوطني. وأدي فوز الفريق المصري ببطولة إفريقيا إلي زيادة حماس المصريين لمباراة الفريق الودية المقبلة في مارس مع نظيره الانجليزي, وقال اتحاد المصريين إنه يعمل من الآن لجعل المباراة المرتقبة يوما مصريا آخر يلتئم فيه شمل المصريين من مختلف أنحاء المملكة المتحدة وأيرلندا واسكتلندا. في الوقت نفسه, خرجت حشود من أبناء مصر المقيمين في فرنسا إلي الشوارع احتفالا بفوز المنتخب المصري بكأس إفريقيا, فمنهم من فضل الاحتفال بالقرب من أماكن إقامتهم, بينما اختار آخرون شارع الشانزليزيه. وتعالت الهتافات باسم صاحب الهدف جدو والمعلم وردد المصريون عبارة وان تو ثري.. روحنا جينا بيه.. في إشارة إلي كأس البطولة, باستخدام الهتاف الشهير للجمهور الجزائري, ورفع الجمهور الأعلام المصرية وهم يعزفون بالمزمار ويرددون الأناشيد الوطنية. وظلت الاحتفالات المصرية في الشوارع الباريسية علي مدي أربع ساعات تقريبا, وتميزت الاحتفالات في باريس بالتحضر والاحترام في الوقت الذي توجست فيه قوات الأمن الفرنسية التي كثفت وجودها في الشانزليزيه وحرصت علي مرور الليلة دون أي خسائر, وكان تركيزهم منصبا علي ألا يفسد أي من أبناء الجالية الجزائرية علي المصريين فرحتهم, فحينما حاول بعض الجزائريين رفع العلم الجزائري علي سياراتهم كان تدخل الشرطة سريعا ليحول دون ذلك. كما شارك أبناء الجاليات العربية المصريين فرحتهم, وكان الشيء اللافت هو أن بعض السيارات رفعت العلمين المصري والجزائري, وهي دون شك للعائلات التي لديها نسب مع أبناء الجزائر. أما المصريون فقد تسلقوا أشجار الشارع ورفعوا العلم المصري عليها, فضلا عن رسم ألوانه باستخدام بالونات من الأحمر والأبيض والأسود, وتركوها لترفرف عاليا في سماء باريس. وقال محمد الجندي فنان للخط العربي إن فرحتنا كبيرة بالفوز, فقد أكدت كفاءة المصريين وعظمتهم داخل الملعب, واحترام المصريين في احتفالهم بالفوز, فبالرغم من وجود الآلاف من المصريين في الشانزليزيه, فإنه لم تحدث أي أعمال تخريب أو عنف, مضيفا أن وجود سيدات من ربات البيوت وعائلات بأكملها للمشاركة في مثل هذه المظاهرات, ما هو إلا خير دليل علي الفرحة العارمة التي غمرت أبناء مصر في الخارج ليشاركوا فرحة أهاليهم في الداخل.