خيم الصمت والسكون بعثة منتخب مصر للناشئين تحت17 سنة لكرة القدم, بعد الخسارة غير المتوقعة والعرض السييء أمام رواندا في الجولة الثانية للمجموعة الأولي في نهائيات بطولة الأمم الأفريقية والتي تستضيفها رواندا حاليا, وصب محمد عمر المدير الفني للمنتخب جام غضبه علي اللاعبين عقب المباراة, في جلسة ساخنة جدا, ذكرهم بالأخطاء الرهيبة في اللقاء والتي أدت إلي هذا العرض الباهت والنتيجة التي وضعت المنتخب في مأزق حقيقي بعد تجمد رصيده عند النقطة الثالثة, في حين ضمن منتخب رواندا التأهل لمونديال المكسيك في يوليو القادم مهما كانت نتيجة مباراته الأخيرة في المجموعة غدا الجمعة في حين سيكون مطلوبا لمنتخبنا تحقيق الفوز علي بوركينافاسو في لقاء الغد أيضا والتي تسبقنا في الترتيب بفارق الأهداف بعد جمعها لأول ثلاث نقاط علي حساب السنغال التي ودعت البطولة رسميا. وخلال اجتماع محمد عمر باللاعبين في غرفة خلع الملابس عقب نهاية المباراة, طلب المهندس هاني زادة رئيس البعثة الكلمة موجها للاعبين, وقال لهم ما حدث لا يمكن الوقوف عنده, وهذا هو حال كرة القدم, والمهم أن نتعلم من أخطائنا, وأن يكون التعويض في لقاء بوركينافاسو الحاسم. وعقب الوصول للفندق مقر إقامة البعثة وتناول اللاعبين لطعام العشاء, طلب محمد عمر من اللاعبين الانتظار في القاعة المقابلة لصالة الطعام, وكان الحوار ساخنا بين محمد عمر ولاعبيه, حيث قال لهم أن ما حدث لا يمكن أن يتخيله أحد, لأنه لا يعبر عن المجهود المبذول معهم فترة طويلة, وأنهم لم يلتزموا بالتعليمات حرفيا, وأن منهم من لعب بتعال علي الكرة والبعض لم يكن في حالة تركيز كاملة, بعد أن تصور نفسه نجما عقب الفوز علي السنغال, وبالفعل يدرس محمد عمر توقيع عقوبة علي محمود عبد المنعم, وحدثت مشادة خرج علي اثرها اللاعب من المواجهة مع المدير الفني, وينتظر الجهاز الفني تغيير ثلاثة لاعبين علي الأقل في لقاء بوركينافاسو, ويهدف محمد عمر من الاجتماع بلاعبيه عودة الانضباط من جديد لصفوف الفريق. ومن حسن الطالع أن يشعر اللاعبون بفداحة الخسارة من رواندا, والعرض غير المقنع بالمرة, وبعد الاجتماع مع المدير الفني, عقد اللاعبون أنفسهم اجتماعا خاصا بهم, للتكاتف ودراسة ما حدث, وأنهم مقصرون في حق أنفسهم, لأنهم في حالة الخروج لا قدر الله من البطولة لن يهتم بهم أحد, وسيضيع جيل متميز, وتعاهد اللاعبون مع أنفسهم علي محو آثار خسارة رواندا, ومصالحة الجهاز الفني الغاضب جدا من عدم تنفيذ شيء من التعليمات, واتفق اللاعبون علي التركيز جدا في لقاء بوركينافاسو, وقد طلب محمد عمر بالفعل من خالد عبد الرحمن سفير مصر في رواندا تأجيل تلبية الدعوة الكريمة منه لتناول البعثة لطعام الغداء إلي ما بعد لقاء بوركينافاسو بدلا من الموعد السابق أمس الأربعاء وقال تامر عبد الحميد للاعبين أن فرصة العمر لهم في خطر حقيقي, وعليهم إثبات أنهم علي قدر المسئولية. وعن الخسارة أمام رواندا تحدث محمد عمر بكل صراحة فقال: نعم لم نقدم المستوي المطلوب ولكن.. هناك ظروف أدت إلي هذا العرض وتلك النتيجة, أولا فوجئنا بأننا سنلعب علي ملعب من النجيل الصناعي وكان يجب إبلاغنا قبل البطولة بذلك للتدريب علي نوعية مشابهة لنفس الملاعب, لأن اللاعبين لم يتدربوا علي النجيل الصناعي في مصر, كما أن اللاعبين في هذه المرحلة السنية لا يوجد ثوابت لهم في المستوي, يوم في السماء ويوم علي الأرض, ناهيك عن اللعب لأول مرة أمام جمهور كبير, كل هذا ليس مبررا لخسارة لكنه واقع ملموس يجب وضعه في الاعتبار. واعترف المدير الفني لمنتخب مصر أن بعض اللاعبين تعالوا علي الكرة, وأن محمود عبد المنعم ومحمود وحيد اللذين يلعبان كجناحين كانا يتقدمان للهجوم, دون العودة إلي مكانهما في خط الوسط من أجل غلق الطريق أمام ظهيري الفريق المنافس. وحتي هدف رواندا الوحيد جاء من لعبة كثيرا ما حذرنا منها, لعبة ثابتة وأضاف محمد عمر أنه لن يضغط كثيرا علي اللاعبين بعد الخسارة, فهم لا يتحملون مثل هذا الضغط, لأنه قد يأتي نتائج عكسية, وأنه في اليوم التالي للمباراة بدأ العلاج النفسي للاعبين. وعن لقاء الغد أمام بوركينافاسو قال محمد عمر هو فريق محترم وقوي ومنظم, ومن حسن حظنا أنه من مدرسته مناسبة لطريقة أداء لاعبينا بعيدا عن الكرات الطويلة والعالية التي اعتمد عليها منتخبا السنغال ورواندا في الجولتين الأولي والثانية, وهناك قدر من الاهتمام بالفريق, ولديه أكثر من لاعب متميز مثل تراوري بيرتراند رقم(10) وهو يعمل كل شيء في الكرة وكذلك بانابا رقم(5). وأكد المدير الفني لمنتخب مصر أن الحكم لم يكن له دور في الخسارة, كان جيدا ويحسب عليه كثرة الكروت الصفراء بدون مناسبة. من ناحية أخري عاشت رواندا ليلة سعيدة بالفوز علي مصر والتأهل لمونديال المكسيك لأول مرة في تاريخها, وهو ما جعل الفرنسي ريتشارد تاردي المدير الفني لرواندا يرقص من الفرحة, ومعه اللاعبون علي أرض الملعب, والجمهور في المدرجات والشوارع.