1 كنت أريد أحدا يعرف توفيق ويعرفني في نفس الوقت لكي اتحدث معه, لذلك رأيت ان اذهب لعزاء نادية التي لم أرها منذ سنوات.. ووقفت ألبس البنطلون وانا امسكه امامي بيدي الاثنين. وكلما رفعت ساقي اليمني لكي ادخلها في رجله اجد ان خياطة الحافة السفلي لهذه الرجل قد احتجزت ظفر اصبعي الكبير ومنعت رجلي من الخروج واجدني اتمايل واوشك علي السقوط ولكنني اتمالك نفسي بصعوبة واسرع بسحب ساقي مرة أخري, والولد رآني وقال: يا بابا قلت لك ابقي البسه وانت قاعد: ثم اضاف انه شخصيا يفعل ذلك وامه قالت: الله. ما تسمع كلام الواد وانا قلت واد إيه اللي اسمع كلامه. ووقفت قليلا بالسروال الداخلي والبنطلون بين يدي ثم اتجهت علي مهلي إلي الحجرة الأخري وجلست في الركن الذي لايراني فيه احد ولبست البنطلون مطمئنا, وقلت لنفسي ان المسألة ليست لعبة لان الرجل الكبير اذا سقط ربما لا يستطيع القيام مرة أخري. 2 كانت نادية شابة نحيلة دقيقة الجسم والملامح ووجها خمري ومشرب بالحمرة وتبتسم دائما ولاتهدأ هكذا رحت أفكر وانا اتطلع من نافذة السيارة. في ايام الاحاد كانا يذهبان إلي هنا أو هناك, بعض الأوقات كان العشاق الصغار يجلسون مساء علي احجار السور الخلفي لحديقة الاندلس وفوقهم تتدلي الاغصان المتشابكة وتداري وجوههم, اما الآخرون فقد كانوا يتمشون في الشارع المرصوف, وفي الضوء الخافت كان باعة السميط والمثلجات واكواب الشاي يتخذون مواقعهم عند حافة النهر المشكوف امامهم. كنا اتفقنا ان اذهب ليلا إلي هناك وامشي في الشارع لا الوي علي شيء, وحينئذ سوف يلمحني توفيق وينادي علي ويعلن عن مفاجأته بوجودي في هذا المكان ويقدم كلا منا للآخر, وبعد ما أراها يكون علي أن أتركهما وانصرف, وانا اعتنيت بثيابي ومشيت في الشارع وسمعته وهو يصيح عبدالله ويأتي علي مهله لملاقاتي في منتصف الشارع بينما لحقته هي متهللة وراحت تصافحني. اصرت علي جلوسي معها بينما وقف توفيق يبتسم ولايتكلم وانا اعتذرت لان علي لقاء بعض الناس أو الذهاب إلي مكان لا اتذكر, المهم انني اعتذرت لسبب من الأسباب, بعد ذلك تقابلنا كثيرا. 3 في البداية كان الحاج متوجسا منها, ام توفيق احبتها وهندية شقيقته واخته المتزوجة احبوها, الأمر الذي زاد الوضع سوءا انها انجبت بنتين, كانت نادية الحقتهما بمدرسة اجنبية وهو يتنصت عليها تراجع دروسهما في لغة لايفهمها ويري البنتين سواء في ثياب المدرسة أو فساتينهما القصيرة الملونة وهن يستقبلنه وقد انتصبت علي جانبي وجه كل واحدة ضفيرتين قصيرتين ويشعر بالذهول وهن يستقبلنه ويصرخن جدو.. جدو ويتعلقن برقبته ويجذبن شاربه وعمامته, كانت نادية تتركهما بينما يسرع توفيق بتخليصه منهما, ثم يمسك يدي ونبتعد بينما يروح الحاج يعيد لف عمامته بصبر فارغ, بعدما كبرت البنتان صارتا فرحتين به يحتضانه ويقبلانه علي وجنتيه وبعد ما تفعلان يظل زمنا يجلس علي الكنبة هو ينظر إلي الارض لايتكلم ولايرفع عينيه نحوهما ابدا. والحاج عثمان لم يكن يقيم اي اعتبار للآراء التي كان توفيق يقولها في اي شأن من شئون العائلة, ولكنه مع الوقت صار يثق بناديه ويقدر ما تقوله تقديرا هائلا, لم تكن تهابه وتعامله معاملة الند وتتطوع بابداء رأيها في أي من مشكلات العائلة التي تثار امامها, كأن تقول مثلا: والله انا رايي انكم اذا وافقتم تدفعوا له المبلغ الذي طلبه, فانه لن يشبع وبعد اسبوع سوف يطلب غيره, وكان الحاج يسمعها ويدفع المبلغ الذي طلبه ولايمر اسبوع حتي يفاجأ بان الرجل محل الكلام لم يشبع وجاء يطلب غيره, وما ان تكرر هذ الأمر حتي تحولت نادية في نظره إلي اعجوبة حقيقية ومحترمة, وان السماء ارسلتها له في هذا الوقت بالذات. وللكلام بقيه