كلنا في خندق واحد.. كلنا مواطنون ندافع عن وطن واحد ونرفع علم مصر ونؤدي فرائض ديننا علي أرضها سواء في الكنيسة أو مسجد.. والعقار الواحد يضم سكانا من المسلمين والمسيحيين لهم حق الجيرة الذي يقره دينهما وحتي عندما يقع حادث علي الطريق لايفرق في ضحاياه ومصابيه بين مسلم ومسيحي! وعندما تعرضت مصر للعدوان لم تفرق رصاصات العدو بين مسلم ومسيحي.. ودافع عن ارضها كل مواطن من المسلمين والمسيحيين. الشاهد علي ذلك كل الحروب التي خاضتها مصر.. وأخرها حرب الاستنزاف وثم حرب أكتوبر المجيدة.. ومما يتذكره أحد أبطال الحرب ومانرصده علي لسان اللواء منير عزمي بقوله: في أثناء احدي الغارات الليلية التي كان يشنها العدو الاسرائيلي أصابت شظاياه الملازم أول شريف هزاع وكان من أبطال الصاعقة ولم يهتز علي الاطلاق وكان يردد آيات القرآن وبعد نهاية الغارة وجدنا الملازم أول شريف هزاع ينزف بغزارة وكان هذا البطل هو حديث الفرقة التي روت بطولاته وبالرغم من الألم والنزيف لم يئن لحظة وتم نقله علي الفور الي المستشفي الميداني وكان قد نزف كثيرا من الدماء وكانت فصيلة دمه نادرة ولكن لحسن الحظ كان العريف عيسي وهو من ابطال الفرقة ان فصيلة دمه من نفس فصيلة دم البطل المصاب وتم نقل الدم اليه فورا وبعد تضميد جروحه كان يردد أقسم لكم أنني أثناء الغارة كنت أقرأ سورة مريم ولم أكن أدري أنني سأصاب وأن يكون العريف عيسي هو من يتبرع بدمه لي وأن الطبيب الذي ضمد جراحي هو الدكتور ميشيل يارب هل هذه مصادفة؟ ويؤكد اللواء منير علي هذه الرواية, ويضيف أن البطل شريف هزاع كان دائما يردد أنني مسلم أحمل دماء مسيحية في جسمي وأن هذه الدماء هي التي أعادتني الي الحياة مرة أخري فلولا العريف عيسي ماكنت بينكم الآن ويضيف اللواء منير عزمي أن البطل شريف هزاع حينما بدأت الحرب وفي ثالث أيامها وكان مكلفا مع فرقه الصاعقة التي كان ينتمي إليها بمهمة خلف خطوط العدو وأن وقع في الأسر بعد معركة أستمرت لاكثر من ثلاث ساعات مع العدو وحتي نفدت الذخيرة ولم يحترم العدو مواثيق الحرب وتم اطلاق النار عليه وحده من بين كل الفصيلة الذي كان يترأسها واعترف العدو ببطولة هذا الشهيد حسبما نقل لنا زملاؤه والذي كان يردد لهم أنا الوحيد بينكم الذي يحمل دماء مسيحية وقلب مسلم.