جامعة جنوب الوادي تتقدم 200 مركزًا عالميًا بالتصنيف الأمريكي    قرارات مهمة من الأعلى للجامعات خلال اجتماعه الدوري برئاسة وزير التعليم العالي    5.1% مكاسب البورصة في أسبوع    برنامج التنمية المحلية يختتم تدريبًا لتكتل الفخار بمركز نقادة في قنا    السفير حسام زكي: ضرورة توافق اللبنانيون على حلول أولها رئيس الدولة    الولايات المتحدة الأمريكية تحذر مواطنيها من السفر إلى لبنان بسبب التوترات    بعد استفسار الزمالك.. الرابطة توضح موقف شحاتة من المشاركة أمام سيراميكا (مستند)    أسئلة لن يخرج عنها امتحان الفيزياء للثانوية العامة.. راجعوا معانا فى بث مباشر    المشدد ل3 متهمين خطفوا زميل أحدهم وشرعوا فى قتله ب«المعصرة»    ضمن حياة كريمة.. جامعة كفر الشيخ تطلق قافلة شاملة إلى قرى دسوق    "تريلا" أطاحت به.. وفاة وإصابة 14 في انقلاب ميكروباص بالبحيرة (صور)    محافظ الغربية يتابع ملف التصالح على مخالفات البناء ويوجه بتبسيط الإجراءات على المواطنين    رئيس هيئة الرعاية الصحية يكرم المتميزين في تطبيق أنشطة اليقظة الدوائية    قرار جمهوري بإصدار اللائحة التنفيذية للهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء    توقيع الكشف على 1080 حالة خلال قافلة طبية بمركز مغاغة بالمنيا    حمى النيل تتفشى في إسرائيل.. 48 إصابة في نصف يوم    «إعلام القليوبية» تنظم احتفالية بمناسبة 30 يونيو    بيراميدز يتخذ قرارًا جديدًا بشأن يورتشيتش (خاص)    مواجهات عربية وصدام سعودى.. الاتحاد الآسيوى يكشف عن قرعة التصفيات المؤهلة لمونديال 2026    شيخ الأزهر يستقبل السفير التركي لبحث زيادة عدد الطلاب الأتراك الدارسين في الأزهر    مديرية الطب البيطري بالشرقية تنظم قافلة علاجية مجانية بقرية بني عباد    أستون مارتن تكشف عن أيقونتها Valiant الجديدة    من سينتصر أولًا الطاعة أم الخلع ؟ زوجان يختصمان بعضهما أمام محكمة الأسرة: القانون هو اللي هيفصل بينا    بالصور.. محافظ القليوبية يجرى جولة تفقدية في بنها    مهرجان المسرح المصري يكرم الفنان أحمد بدير خلال دورته ال 17    30 يونيو| إرادة شعب ومسيرة وطن.. الحفاظ على الهوية وصون المقدرات الحضارية إنجازات الثقافة في 10 سنوات    وفاة الفنان العالمي بيل كوبس عن عمر يناهز ال 90 عاما    داعية الباحثين للمشاركة.. دار الكتب تعلن موعد مؤتمرها السنوي لتحقيق التراث (تفاصيل)    الجمال ‬‬بأيدينا    "قوة الأوطان".. "الأوقاف" تعلن نص خطبة الجمعة المقبلة    هل استخدام الليزر في الجراحة من الكيِّ المنهي عنه في السنة؟    محافظ المنيا: تشكيل لجنة للإشراف على توزيع الأسمدة الزراعية لضمان وصولها لمستحقيها    برلماني: ثورة 30 يونيو تمثل علامة فارقة في تاريخ مصر    انفراجة في أزمة صافيناز كاظم مع الأهرام، نقيب الصحفيين يتدخل ورئيس مجلس الإدارة يعد بالحل    ملخص وأهداف مباراة فنزويلا ضد المكسيك في كوبا أمريكا    الشعب الجمهوري بالمنيا يناقش خريطة فعاليات الاحتفال بذكرى 30 يونيو    كيف سترد روسيا على الهجوم الأوكراني بصواريخ "أتاكمز" الأمريكية؟    تفاصيل إطلاق "حياة كريمة" أكبر حملة لترشيد الطاقة ودعم البيئة    أستاذ علوم سياسية: الشعب الأمريكي يختار دائمًا بين رئيس سيء وأخر اسوأ    ضبط سلع منتهية الصلاحية بأرمنت في الأقصر    أمين الفتوى: المبالغة في المهور تصعيب للحلال وتسهيل للحرام    21 مليون جنيه حجم الإتجار فى العملة خلال 24 ساعة    تفاصيل إصابة الإعلامي محمد شبانة على الهواء ونقله فورا للمستشفى    اللواء محمد إبراهيم الدويرى: التحركات المصرية فى القارة الأفريقية أساسية ومهمة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 27-6-2024    مقتل وجرح عدد من الفلسطينيين فجر اليوم إثر قصف إسرائيلي استهدف 5 منازل سكنية في حيي الصبرة والشجاعية شمال قطاع غزة    أماكن صرف معاشات شهر يوليو 2024.. انفوجراف    بكاء نجم الأهلي في مران الفريق بسبب كولر.. ننشر التفاصيل    ليه التزم بنظام غذائي صحي؟.. فوائد ممارسة العادات الصحية    أسعار البنزين اليوم مع اقتراب موعد اجتماع لجنة التسعير    طارق الشناوي: بنت الجيران صنعت شاعر الغناء l حوار    «هو الزمالك عايزني ببلاش».. رد ناري من إبراهيم سعيد على أحمد عفيفي    حظك اليوم| برج السرطان الخميس 27 يونيو.. «يوم مثالي لأهداف جديدة»    مجموعة من الطُرق يمكن استخدامها ل خفض حرارة جسم المريض    هل يوجد شبهة ربا فى شراء شقق الإسكان الاجتماعي؟ أمين الفتوى يجيب    خالد الغندور: «مانشيت» مجلة الأهلي يزيد التعصب بين جماهير الكرة    عجائب الكرة المصرية.. واقعة غريبة في مباراة حرس الحدود وسبورتنج    بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم.. والأرصاد الجوية تكشف موعد انتهاء الموجة الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نبض مصر
نشر في الأهرام اليومي يوم 08 - 01 - 2011

‏ قال لي صديقي المهندس سمير متري جيد خبير المفاعلات النووية ونحن نجلس في ساعة عصاري علي شاطيء النيل في مصر عتيقة نصطاد سمكا بسنانير عمرها من عمر الملك مينا موحد القطرين‏. و ندلدل أقدامنا في مياهه ونمص أعواد القصب ونتأمل الصبايا الحسان علي البعد بعين الحب‏..‏ لا الحسرة‏..‏ كل اثنين جالسين متلاصقين تائهين في عالم من الحب والخيال الجميل‏:‏ ياعزيزي لماذا يريدون أن يطفئوا نور الشمس‏..‏ ويفرقوا بين اثنين جمع الحب بينهما ويشتركان معا في حب الوطن ويجمعهما في آخر خطوط العمر‏..‏ عند بوابة الرحيل‏..‏ تراب واحد؟
لم أتكلم ولم أنبت ببنت شفة‏..‏ شغلني عنه دلع البنات من حولنا وسرحان الأولاد في آذانهن إلي جوارنا‏..‏ وأمنيات حائرة بلا صباح وأحلام كعصافير طائرة في الهواء‏..‏ لم تستقر بعد علي أفرع الشجر ولم تبن بعد عشا ولم توقد نارا‏!..‏
واصل صديقي حديثه في أذني وأنا مازلت مشدودا بالصبايا الملاح وأحلامهن في فارس فوق جواد أبيض ينتزعهن من فخاخ الوحدة إلي عرس الشمس والقمر والنجوم‏.‏
هزني من ذراعي صديقي سمير متري جيد رافعا صوته‏:‏ يا أخي أنا بقولك لو أننا أنا وأنت متنا وأصبحنا ترابا وعظاما نخرة‏..‏ هل يستطيع أحد أن يعرف ولو حتي بال‏D.N.A‏ من منا المسلم ومن منا المسيحي؟
أفقت من سرحاني مع الصبايا والحب البكر الذي لم يصطدم بعد بالبحث عن شقة وتدبير المهر ونكد الحموات وقر وحسد الجارات‏..‏ وقلت له‏:‏ والله عندك حق كلنا شربنا من ماء النيل وأكلنا رغيفا واحدا‏..‏ وظللتنا شجرة جميز واحدة‏..‏
قال‏:‏ ماذا يريد بنا ثعابين التطرف وحيات الإرهاب‏..‏ حتي يفرقوا بين الأخ وأخيه؟
هل سألوا أنفسهم قبل أن يقتلوا ويسيلوا دماء طاهرة تعبد ربها وتؤدي فرضها أننا سكان هذا الوطن منذ الأزل‏..‏ نحن ياعزيزي نبات طيب خرج من أرض طيبة باركها الرب‏..‏ ليس هناك ياعزيزي نبات مسلم ونبات مسيحي‏..‏ النبات هو النبات خلقه الله لتصبح الحياة علي الأرض وليكبر الناس ويكركع الأطفال شبعا وحبا ودفئا‏..‏ إذا كانت غزوات الحقد والتشفي والكراهية لكل ما هو خير وطيب وجميل طوال حياتنا‏..‏ لم تنجح في فرقعتنا‏..‏ فكيف ينجح ثعبان الإرهاب وكيف تنتصر خفافيش الظلام‏..‏ ونحن من يوم خلقنا الله ونحن نحمل أمانة الكلمة‏.‏
قلت له‏:‏ ألسنا أولاد وأحفاد سيدنا آدم‏..‏ الذي اختاره الله بوصفه أول البشر يحمل أمانة الكلمة الطيبة ورسالة الخير والحق والجمال والفضيلة‏..‏ ونحن نرسلها في الأرض إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها؟
من يوم أن خلقنا الله‏..‏ ونحن نعبد ربا واحدا‏..‏ ونسبح بحمد رب واحد‏..‏
ومن يوم أن خلقنا الله‏..‏ ونحن ركاب زورق واحد‏..‏ ويروينا ويسقينا نهر واحد‏..‏ ويشقينا ويعذبنا هم واحد‏..‏ وخطاوينا يجمعها طريق واحد‏..‏ ونبيت في المساء تحت سقف واحد‏..‏ ونقتسم معا خبزنا وفرحنا وحزننا وعذابات يومنا وقلق علي غدنا‏..‏ فالحب زادنا وزوادنا والمودة لساننا وحسن الجوار كلامنا‏..‏ وطيب المعشر طبعنا‏..‏
قال‏:‏ في أعيادنا نتبادل الورود والشموع‏..‏ ونقتسم العيش والملح والفرح‏,‏ واللقمة والبسمة‏,‏ والنكتة والقفشة ويضمنا عرس واحد وسرادق أحزان واحد‏..‏
لم نفرق يوما بين أحد‏..‏ لم نقل يوما هذا مسلم‏..‏ وذاك قبطي‏..‏
لو سرنا في طريق الكتف في الكتف والايدي في الأيدي لما عرفت من منا المسلم ومن منا المسيحي
ولولا أن جمعا منا يصلي في الجوامع‏..‏ وجمع آخر يتعبد في الكنائس‏..‏ ولولا أن نداء الصلاة هنا هو صوت المؤذن‏..‏ ونداء الصلاة هناك أجراس الكنائس‏..‏ ما عرفنا أن هذا مسلم‏..‏ وذاك قبطي‏!‏
قال‏:‏ ولكن ما الذي جري لنا؟
ما الذي يمكني أن يفرق بين الاخ وأخية‏..‏ بين الشمس ونورها‏..‏ بين القمر وظله‏..‏ بين النبع وحقله‏..‏ بين حبات القمح في سنبلة خضراء واحدة اسمها مصر
بدون مناسبة وعلي غير موعد‏..‏ ولغرض في نفس يعقوب تسلل الارهاب الاسود من جحره وألقي كرسيا في الكلوب‏..‏ فأظلم المكان وأظلم القلوب وملأ الصدور عتمة وسوادا‏!‏
ولكن‏..‏
قلت‏:‏ ابدا لن يقبل الإنسان المصري بوصفه أول من قرأ وأول من كتب وأول من قال لاإله إلا الله الواحد الأحد‏..‏ أن يتحول الحجر المتقد تحت الرماد الي نار مستعرة‏..‏ تأكل الأخضر واليابس‏..‏ ويحجب دخانها قرص الشمس‏!‏
‏.......................‏
‏......................‏
تعالوا نتحسس نبض مصر‏..‏ مسلمين وأقباط‏..‏ من خلال رسالتين حملهما البريد الالكتروني إلي‏..‏ ونشرتها هنا من قبل ولكني لاباس من نشرها واخري وثانية وعاشرة رسالة من فتاة مسيحية‏..‏ ورسالة من فتاة مسلمة‏..‏ فماذا تقولان الأختان في الوطن الأم مصر؟
أنا مصرية حتي النخاع‏!‏
الفتاه المسيحية تقول بخط يدها‏:‏
‏**‏ لايهم الاسم‏..‏ المهم انني مصرية مصرية مصرية‏..‏
دعونا من الكلام التقليدي من دعوة المسيحية والإسلام للتسامح لأننا نعرفه جيدا ونؤمن به‏..‏ الحقيقة انني أشعر أننا مثل الدمي التي تحركها اصابح مجهولة‏..‏ وتجعلها تصطدم ببعضها البعض
والغريب أنك إن قلت لهذه الدمي ان هناك احد يحركها من اجل الاستفادة منها في عمل العروض والمكسب ستقول لك‏..‏ ان هذه هي طبيعتها لانها لا تفكر في تلك الايدي المجهولة‏..‏
وعلي الرغم من الفرق الكبير فإنني اشعر أن هذا هو حالنا‏.‏
إنني فتاة مسيحية تتوجه بكل قلبها في صلاتها الي الرب كي نفيق قبل فوات الأوان ومن محافظة الاسكندرية التي وقعت فيها الأحداث المخربة‏..‏ ارسل اليكم ألمي الذي سببه الحزن الشديد‏.‏
إنه ألم الإنسان حينما يري دخيلا يفسد علاقات الود بين اخوته‏.‏
نعود مرة اخري الي البحث عن الجاني في الاحداث الماضية‏,‏ وإن أردنا أن نعرفه فلنبحث علي طريقة اجاثا كريستي نسأل أنفسنا من المستفيد
والحقيقة انني اري ان المستفيدين كثيرون فدعوني اعرضهم أنا لكم واحدا واحدا‏:‏
‏1‏ هل هو ذلك الذي حاربناه كلنا‏:‏ مينا وجرجس ومحمد وطه وأخرجناهم وقلبه ممتليء علينا حقدا مقسما يوما أن يعود
إنني أعرف أن السياسيين لا يتورعون عن فعل أي شيء للوصول الي أهدافهم‏..‏ حتي وإن استغلوا قلوب الناس التقية ويزرعون فيها الكراهية والفرقة وتكون الفتنة وقتها أحسن مساعد له وبعدها أؤكد لكن انهم سرعان ما سيتحدثون عن الاخاء في الوطن‏,‏ ولكن للاسف وقتها ستكون هذه الكلمة قد محيت تماما من قاموس القلب
‏2‏ هل من الممكن أن تكون هناك عملية متاجرة بالدين
نعم أعرف انه ليس وقت نكت ولكنني مصرية ودمي مصري وفي أحلك الأزمات اضحك‏..‏ ألم يقل بوش انه ذهب الي العراق بإلهام من الله‏..‏
ألم يقل نابليون انه مسلم ويقرأ القرآن
‏3‏ هل هو من يريد أن نبقي علي حالنا السييء هذا‏,‏ أو نعود للوراء حتي نظل نستورد منهم كل شيء‏..‏ من يدري لابد أن نطرح كل الاحتمالات فكل هؤلاء قد يكونون متهمين في تدبير هذه المكائد‏..‏
ولست متأكدة من قدرتي علي الاجابة‏,‏ فأنا لست شارلوك هولمز‏!‏
الآن دعوني أحكي لكم قصة طريفة علمتني درسا لن أنساه‏..‏ في قديم الزمان في غابة بعيدة كان هناك اسد وثلاثة ثيران وكلما حاول الاسد أن يأكل واحدا منهم‏..‏ اتحد الثلاثة ضده وهزموه واهتدي الاسد الي حيلة ذكية وتظاهر بصداقتهم وفي يوم استطاع أن ينفرد بثورين منهم وأقنعهم بأن الثور الثالث الذي لونه أبيض يثير أنظار الصيادين وربما اتوا وقضوا عليهم‏..‏
أخذ يقول ويقول حتي أقنعهم انه خطر عليهم ولهذا فليتركوه له ليأكله وذهب يفتك بالثور الابيض وكان وحده وأخذ يستغيث بهم ويستغيث ولكن ما من مجيب‏..‏ وأكله الاسد‏.‏
بعد ذلك أقنع الثور الاحمر ان الثور الاصفر يفعل الشيء نفسه وحينما جاء الدور علي الثور الثالث كانت آخر كلماته‏:‏ لقد عرفت مصيري يوم أن أكل الأسد الثور الأبيض‏!‏
والآن اقول أنني جرحت حينما جرحت مشاعر اخواني المسيحيين‏,‏ إلا اني تعذبت حينما يتعذب اخواني المسلمون‏,‏ وكيف لا يحدث لي ذلك وقد ارتويت معهم من ماء النيل وأكلت معهم من خبز مصر‏.‏
ولكل اشقائي المسلمين سوف أسألكم سؤالا‏:‏ ماذا لو كان عمر بن الخطاب معنا الآن وأرسلت له بما حدث من هؤلاء الجهلاء هل تعتقد بأي طريقة كان عمر سيثأر لدينه من هؤلاء الدجالين
عمر بن الخطاب الذي طالما عامل المسيحيين بمنتهي العطف وصلي يوما في كنيسة المهد ورفض ان تتحول الي جامع‏.!‏
ماذا سيفعل لمن يؤذي محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم‏..‏ نعم يؤذونه ألم يقل محمد صلي الله عليه وسلم من أذي ذميا فقد أذاني علي الرغم من علمنا أن يسوع معذب من أجل معاصينا
نحن المسيحيين نشارك ايضا في اعمال غريبة فنترك لبعض السفهاء المجال ليملأونا ويلوثونا كرها‏..‏
انني أكرر هناك مغرضون أبعد ما يكونون عن الصليب وعن الإسلام وهؤلاء موجودون في أي مجتمع ولكنهم لا ينشطون إلا حينما يجدون الظروف الملائمة لهم‏..‏
من هو العدو‏..‏ فلابد لنا أن نكتشفه‏..‏ هناك احتمال خطر لي الآن‏..‏ هل من الممكن أن تكون هناك علاقة بين سوق الاقتصاد في الغرب والفتن والحروب هنا
إن الحروب تنعش في الغرب جيوب الكبار‏..‏ أليس من الممكن ان الذين يحاولون هنا أن يتشدقوا بالإسلام هم عملاء الذين يتشدقون بالاضطهاد الديني للمسيحيين في مصر‏,‏ والله انه أكثر الاحتمالات قربا الي قلبي‏..‏ فهؤلاء يصلون إلي الحكم وأولئك ينتجون أسلحة الدمار ويضمنون أن نعتمد عليهم‏.‏
إنني أقول لكم لا تسمحوا لأحد ان يقتل ويأكل الثور الابيض التي أؤكد لكم اننا لابد أن نفيق لأننا إذا لم نستوعب ذلك الآن‏,‏ سوف نستوعبه غدا‏,‏ ولكن للأسف سيكون قد فات الاوان‏..‏ وسنكون جميعا في المصيدة‏!‏
لقد فكرنا في انشاء جمعية اجتماعية نسميها واغفروا لي فظاعة الاسم جمعية الثور الابيض لاننا نريد ألا ننسي الدرس وأتمني لو كانت هذه الجمعية تحت رعاية الأهرام‏..‏ انها سوف تكشف الجانب الحقيقي والوجه الحقيقي لأهل مصر اصحاب الاحلام الطيبة والمتواضعة‏..‏
إن ما حدث جرح سيندمل ولكن ان تمادينا وأغلقنا عقولنا فسيكبر الجرح ويترك علامة ستظل باقية في القلب‏..‏ قلب مصر التي هي الأم التي طالما كان صدرها الحنون يحتضننا ويضمنا‏..‏
‏{‏ إمضاء‏:‏ فتاة مسيحية قلقة علي مصر
‏.......................‏
‏......................‏
طعنات في القلب
ولكن علي الجانب الآخر‏..‏ ماذا تقول الفتاة المسلمة في رسالتها
‏**‏ أنا فتاة أبلغ من العمر اثنين وعشرين عاما‏,‏ ولكن عقلي يسبق هذا الرقم بكثير‏,‏ والآن اكتب اليكم والألم يعتصر قلبي بكل أحلامه وآماله الطيبة‏.‏
أكتب اليكم والخوف قد سكن كل خلايا جسدي علي مستقبل مصر‏..‏ مستقبل مصر الذي تحاك له المكائد من كل جانب
ولاتسألني ما الذي يجعلك تقولين ذلك
لأنني سأقول لك بما يحس به القلب اليوم لا يدركه العقل إلا غدا‏..‏
هناك من يريد لمصر ان تعود الي الوراء‏..‏
لقد عشت تجربة فريدة هي التي جعلتني أكتب اليك هذه الرسالة‏..‏ انني أكتب اليك كي تساعدني‏..‏ كي تطمئني‏.‏
سيدي‏..‏ في واحدة من قري مصر الطيبة ولدت أنا وفي بيت قروي صغير تلتف من حوله أشجار التوت عشت طفولتي‏..‏ تفتحت عيناي علي قلوب الناس الصافية التي لا تعرف إلا العطاء تماما مثل حقولهم‏..‏ مسلمين ومسيحيين‏.‏
كلما تذكرت صورة جدي العجوز جالسا وقت الضحي تغمره أشعة الشمس الدافئة ويقول لي اذهبي الي عمك بشاي أو قولي لعمك جرجس‏..‏
كلما تذكرتهم وكل واحد منهم يمتدح الآخر في حضرته وغيبته‏..‏ كل منهم يؤكد لك ان الآخر ذمته حلوة واخلاقه عالية‏.‏
كان الجميع شركاء‏..‏ شركاء في الكفاح من اجل لقمة العيش وإن أحببت أن تقول عنهم شركاء في الشقاء فقل لك ما تشاء‏.‏
أما الابلة سهير بنت عمي جرجس فهي التي علمتني الشعر والموسيقي وطالما أحضرت لي الحلوي وطالما كانت تغدق علي من عطاياها حين كنا نذهب الي مسابقات إلقاء الشعر‏!‏
حينما اشتاق الي جدي الراحل لا اجده وحده وانما اجدهم معا‏..‏ حيث مدافن المسيحيين تواجه مدافن المسلمين‏..‏ حتي عند الموت نحن متقاربون‏..‏ نرقد سويا معا علي هذه الارض التي تضمنا في سلام‏.‏
وكبرت الفتاة الصغيرة وذهبت الي محافظة الاسكندرية حيث قضيت سنوات دراستي الجامعية ودعني أحكي لك تجربتي التي مررت بها‏..‏ كنا صديقات مثل اجزاء لعبة البازل لو فقدت منها واحدة هي لن تكتمل ابدا‏..‏ كانت كل واحدة منا حريصة علي ألا تعرض الاخري للخسارة مهما يحدث اكلنا معا وتشاجرنا معا وضحكنا ومشينا علي شاطيء البحر واخترعنا كل أنواع السباب التي يمكن أن نطلقها علي الجامعة المملة التي كنا بها‏..‏
اغفر لي صراحتي‏..‏ كانت كل واحدة منا تدافع عن الاخري كما تدافع عن جزء منها‏..‏ وفي يوم من الايام قرأت عن قس أمريكي أساء للنبي صلي الله عليه وسلم وما كان منهن إلا أن وصفنه بالعبيط‏..‏ وغضبن تماما مثل غضبي‏!‏
ياسيدي مادمت بعيدا عن الله فكل ما تفعله لا يساوي شيئا‏..‏
إنني الآن أقف حائرة ما هذا الذي يحدث علي أرض مصر
ولتسمح أن اقول لك دور كل واحد‏:‏
أولا‏:‏ وسائل الإعلام لقد كتبت كلها عما حدث‏,‏ لم تظهر كما يجب حقيقة مصر‏..‏ مصر بلد الاحلام والقلوب الطيبة‏.‏
ثانيا‏:‏ الجامعات والمدارس‏,‏ النظام التعليمي كله وأصرخ أمام من ينكر انه نظام فاشل‏..‏ يكفي انني الآن حاصلة علي درجة الليسانس ولا اعرف كيف أتحدث الانجليزية‏..‏ ولا اعرف هذه الكراكيب التي حشوت بها عقلي أيام الدراسة ماذا أفعل بها الآن‏..‏ إن الجامعات المصرية البائسة بمناهجها التي عفا عليها الزمن وأكل وشرب‏..‏ جامعات مصر التي يسيطر عليها الكتبة والحفظة لم تستطع أن تقدم للمجتمع عقليات ناضجة مرنة قادرة علي النقد الخلاق‏..‏ عقليات واعية‏..‏
لقد تركت فراغا رهيبا في حياتنا وعقولنا يجعلنا عرضة لغزو عقولنا من أي جهة‏..‏ من الفضائيات‏..‏ من مريدي الفتن ومدبروها‏..‏ إن شاء الله حتي من إسرائيل‏.‏
الناس أصبحت متلخبطة ومكتئبة‏..‏ الناس تريد أن تهرب من الواقع الفقير‏,‏ وكما يقول الأستاذ أنيس منصور‏:‏ الناس تهرب بثلاث طرق إما الي المخدرات أو الجنس أو العبادة
لقد اصبحت حياتنا فراغا في فراغ‏..‏ واصبحت نفوسنا مثقلة بالاحزان وتزاحمت علي أرواحنا الهموم‏,‏ فحاولنا التفريغ عن انفسنا في الاتجاه الخاطيء بالتفرغ للحكم عن الآخرين‏!‏
لقد أصبح العادي أن أري الجميع من حولي واقول الجميع يقعون في الاخطاء نفسها‏..‏ فرجال الدين يتحدثون عن الفساد‏,‏ والناس في واد آخر تقيم الدنيا وتقعدها من اجل الراقصة هذه والمطربة تلك‏.‏ إن الراقصات يا أستاذنا يكرمون في بلدنا أكثر ألف مرة من العلماء‏!‏
اليد الخفية التي نفذت هذه الجرائم‏..‏ نحن شركاء لها‏..‏ نحن ساعدناها‏..‏ أعددنا لها مسرح الجريمة‏..‏ لأنه ليس في كل المجالات يكون الجاني هو الذي أمسك بالسكين وضرب وقتل
ابحثوا عن الجاني الحقيقي‏..‏
ولكنني سأظل أحب ماريان وليليان وماري ودميانة صديقاتي وجاراتي أحب خلق الله إلي قلبي‏.‏
لماذا لا نجلس معا مسيحة وميلاد وحنا علي مائدة واحدة مع محمد وعلي وحسين ومصطفي نشرب شايا ونأكل خبزا‏..‏ ونتكلم ونكشف المغطي والمستور والمستخبي‏..‏ دون حرج‏..‏ دون أسلاك شائكة‏..‏ دون حقول ألغام‏..‏ حتي ننتهي الي حقائق تأخذ بها وأفكار تحل بها وقرارات ملتزم بها‏..‏ ولا نتركها للفئران المرحة في الأدراج والخزائن المغلقة‏!‏
والحقيقة لا أعرف كيف سيكون رأيك لأنك ستظل مصمما علي قطع رأس الأفعي‏..‏
ألم تناد من قبل‏:‏ اقطعوا رأس الافعي
ولكن لم يقطعها أحد بعد يا صديقي الطيب‏!‏
‏{‏ إمضاء‏:‏ فتاة مسلمة متسامحة
‏......................‏
‏.....................‏
ورقة وئام مصرية
لقد جلست إلي عقلاء القوم فينا من رجال دين إسلامي ومسيحي ورجال فكر وأدب وسياسة ومجتمع‏..‏ فماذا قالوا؟
لقد أعدوا لنا ورقة عمل أطلقوا عليها اسم‏:‏ ورقة وئام مصرية‏..‏ ماذا كتبوا فيها‏.‏
‏1‏ لا تهوين لما حدث ولما تهويل في الوقت نفسه‏..‏
‏2‏ الوحدة الوطنية التي عشناها معا من أيام سعد زغلول عندما تحالف الهلال مع الصليب‏..‏ هي في الأساس قضية أمن قومي بالدرجة الأولي‏.‏
‏3‏ جرعة الإنتماء الوطني‏..‏ هدأت عندنا ولابد أن نزيدها‏..‏ ليس بالأناشيد الوطنية والهتافات بالروح والدم نفديك يا مصر‏..‏ ولكن بالعمل والحب والتضحية‏..‏ وألا يتحول انتمائنا إلي الدين وحده‏..‏
‏4‏ لابد من الجلوس معا في هدوء بعيدا عن العصبيات والخلافات الطائفية عقلاء الطرفين وما أكثرهم‏..‏ ويتكلم الجميع بعيدا عن الحساسيات وحقول الألغام‏..‏
ماذا يريد هذا‏..‏ وماذا يريد ذلك؟ ثم نقدم للدولة ما وصلنا إليه في النهاية‏.‏
‏5‏ الاستقواء بالخارج والمظاهرات التي تنادي بتدخل أمريكا في شئوننا الداخلية‏..‏ مرفوض تماما سواء في الداخل أو الخارج‏..‏
فالقضية كما قال لي مرة الأنبا شنودة الثالث بابا الإسكندرية لن تحل إلا في مصر وعلي أرض مصر وبأيدي وبفكر وبسماحة رجال مصريين‏.‏
‏6‏ قالت لي سيدة قبطية‏:‏ نحن ندفع الضرائب مثل إخواننا المسلمين ولنا حقوق مثلهم اسمها حقوق المواطنة‏..‏ ولسنا أقلية ولكننا معا نكون نسيج الأمة المصرية‏..‏
ونحن نتفق معها تماما‏..‏
‏7‏ قضايا الفساد والبطالة والفقر وعجز الحكومة عن مواجهتها يولد شرارات الفتنة في أي وقت‏..‏ لو قضينا علي هذه الآفات‏..‏ تخلصنا من عقدنا ومشاكلنا‏.‏
‏8‏ أيام سعد زغلول في ثورة‏1919‏ كان للأزهر دور سياسي كبير وكان للكنيسة دور سياسي مثله وهما معا كانتا قلعة الكفاح السياسي المصري‏..‏
ولكننا الآن نحن لا نحارب الاستعمار الذي حمل عصاته ورحل‏..‏ ولكننا نحارب الجهل والتعصب والأمراض الاجتماعية‏..‏ وهذا هو دور الأزهر الحقيقي ودور الكنيسة الحقيقي‏.‏
أما لعبة السياسة فهي لعبة السياسيين وحدهم‏..‏ بعيدا عن الدين‏.‏
‏...............‏
‏...............‏
أكرر مرة أخري‏..‏ وثالثة وعاشرة
اقطعوا رأس الأفعي كما قال الرئيس حسني مبارك قبل أن تتسلل من جحرها‏..‏ اقتلوها بالحب‏..‏ بالمحبة‏..‏ بالعناق‏..‏ بالتفاهم‏..‏ بالوئام‏..‏ قبل أن تقتلوها بالسيوف والخناجر‏!
[email protected]'‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.