ها هو الإرهاب الأسود يطل علينا من جديد.. يحاول أن يضرب الوطنية المصرية في مقتل.. يحاول ان يحدث الفتنة والوقيعة بين عنصري الأمة.. المسلمين والأقباط. فاليوم هجوم إرهابي غادر علي كنيسة القديسين بالاسكندرية وقبله هجوم ارهابي غادر علي مسجد وعلي مسلمين.. وغدا اقتتال بين مسلمين ومسيحيين.. ان ذلك هو الهدف.. ولو تنبهنا إنها ليست قضية مسلمين ومسيحيين.. لو تنبهنا إنها قضية ضرب مصر التاريخ والحاضر والمستقبل..لو تنبهنا الي كل ذلك لن ينجح الإرهاب ومن وراءه. أنني أثق في ان المصريين الذين أحسوا بحزن شديد في تلك الليلة مع بداية العام الجديد قادرون علي تجاوز المحنة.. قادرون علي دحر من يحاولون اللعب بالنار.. وسيظل هذا البلد آمنا مطمئنا بإذن الله مادام في هذا البلد عقول مستنيرة تدرك ان الدين لله.. والوطن للجميع. سأكون اليوم أكثر تحديدا وأتحدث عن السياحة وهل سيؤثر هذا الحادث علي حركة السياحة الوافدة إلي مصر بشكل سلبي؟ ان ذلك هو السؤال الذي يبادرني به كثير من الخائفين علي السياحة المصرية طوال الأسبوع الاضي. ومن واقع خبرة التعامل مع اهل صناعة السياحة في مصر والخارج في السنوات الاخيرة أقول انني متفائل بألا يحدث تأثير السلبي مباشر أو كبير أو بشكل سريع, ربما يحدث بعض التأثير المحدود, وأقول ربما لا يحدث للأسباب التالية: 1 إن هذا الحادث الإرهابي ليس موجها بشكل مباشر إلي السياحة المصرية. 2 انه حتي لو كان الحادث موجها لضرب السياحة, فإننا نقول إن الظروف مختلفة عما كان يحدث في سنوات التسعينيات وعلي سبيل المثال حادث الأقصر عام97.. فالعالم كله الآن تحدث فيه حوادث ارهابية مماثلة في اكبر واهم مدن العالم من نيويورك الي مدريد ولندن ومدن عالمية اخري. 3 إن العالم اصبح يعيش وسط هذا الارهاب الجبان ولا احد يستطيع ان يحمي نفسه من الإرهاب في أي بقعة علي وجه الارض, وبالتالي ايضا نقول ان تعامل السائح مع هذه الحوادث الارهابية اصبح مختلفا عن الماضي, واصبح السائح أكثر قدرة علي تقبل مثل هذه الجرائم الإرهابية التي لم تعد مقصورة علي دولة بعينها سواء كانت متقدمة أو نامية. 4 من هنا فأنا اقول إنني لست خائفا علي السياحة المصرية حتي الآن, لكن خوفي سيبدأ ان لم تتوقف وسائل الإعلام الغربية المغرضة خاصة التليفزيونات عن إظهار مصر بأن بها أزمة ومظاهرات.. وان تتم الاذاعة والنشر والرسائل الاخبارية لفترة طويلة من مصر حول مشكلات بين المسلمين والمسيحيين وإظهار بعض الافراد في وقفات احتجاجية كأنها أحداث كبري في مصر, هنا فقط يظهر أو يبدأ الخوف من التأثير السلبي علي السياحة بسبب عدم وجود الموضوعية في النشر. ولذلك فنحن نري ان علي وزارتي الخارجية والإعلام بالتنسيق مع وزارة السياحة دورا كبيرا في مواجهة عدم الموضوعية في هذا النشر أو الإعلام او التليفزيون في الدول السياحية مثل: المانيا وروسيا وايطاليا وفرنسا وانجلترا. ولذلك ايضا فنحن نناشد الزملاء الاعلاميين خاصة برامج التوك شو توخي الحذر في النشر والاعلام خاصة التليفزيوني وعدم المبالغة أو التهويل لان هناك من ينقل عنهم. وأعتقد ان السيد انس الفقي وزير الإعلام تنبه الي ذلك عندما حث وسائل الإعلام المصرية حكومية وخاصة علي توخي الموضوعية عند الحديث عن حادثة الاسكندرية خاصة ان بعض وسائل الإعلام الغربية المغرضة تحاول الربط أو تجميع الاحداث الاخيرة في مصر( سمك القرش أو حادث اتوبيس اسوان أو حادثة الكنيسة واللعب بها لإظهار مصر بصورة غير آمنة امام السائحين, فهل يتنبه الي ذلك الإعلام المصري؟. علي العموم والحمد لله انه حتي الان لم تحدث إلغاءات للتعاقدات أو الحجوزات القائمة وان كانت هناك بعض المؤشرات تقول ان هناك تباطؤا في الحجوزات الجديدة فقط وسيتضح ذلك اكثر وبشكل دقيق بعد انتهاء فترة الأعياد الاسبوع المقبل. إن المشكلة أو الخطر أو المصيبة في الإعلام أو علي وجه الدقة في المعالجة الإعلامية الغربية أو حتي بعض القنوات العربية المغرضة للحادث اذا استمرت لفترة طويلة في إظهار الأمور في مصر علي غير حقيقتها أو بغير حجمها الحقيقي. لقد حكي لي امس احد كبار رجال وكلاء السياحة في مصر: ان رئيس احدي شركات السياحة الالمانية الكبري قال له امس انه يستغرب من تناول التليفزيونات الغربية لحادث كنيسة القديسين بالإسكندرية وقبلها حادث الاتوبيس السياحي في اسوان وحادث سمك القرش, وقال انه تحدث مثل هذه الأحداث في كل العالم, لكن يتساءل الرجل لماذا تكبر هذه الحوادث عند الحديث في الإعلام الغربي عنها؟ لايعرف الرجل بالطبع الإجابة؟, لكن من المؤكد اننا نعرفها جيدا, ونعرف ان هناك من يقصدون ضرب مصر وهناك من يستهدفون الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين في مصر, وهناك من لهم اطماع في ضرب الاقتصاد والسياحة والاستقرار في مصر.. لكن بفضل الله نحن قادرون علي دحرهم وسنقطع رأس الأفعي وسنهزم الإرهاب كما اكد زعيم مصر ورئيسها وقائدها الرئيس حسني مبارك, وستبقي مصر برغم كيد الحاقدين عالية الشأن مرفوعة الرأس بين الامم.. ولا أبالغ ان قلت إنني بعد حادث الكنيسة بالاسكندرية أكاد اسمع المصريين مسلمين ومسيحيين يرددون معا كلمات النشيد الوطني الرائع إسلامي يامصر الذي كتبه الأديب مصطفي صادق الرافعي أيام ثورة1919 ولحنه الموسيقار صفر علي وحقا كما يقول النشيد الوطني.. اسلمي يا مصر..لك يا مصر السلامة.. وسلاما يا بلادي.