كتب محمد عبدالمعطي ورنا جوهر: دعا وزير الثقافة فاروق حسني أمس, وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق لعقد اجتماع مشترك بين مسئولي وزارتي الثقافة والأوقاف لبحث وضع حد لسرقة المساجد الأثرية وبحث إمكانية الاستعانة بشركة أمن متخصصة لحراسة المساجد الأثرية والمواقع الأثرية المشتركة بين الأوقاف والآثار, خاصة أن هناك أعدادا ضخمة من تلك المواقع التابعة للأوقاف والتي تتولي الآثار ترميمها وصيانتها منها517 موقعا في القاهرة فقط. وقال الوزير إنه أحال واقعة سرقة منبر مسجد( قانباي الرماح) الأثري الذي يقع ضمن مجموعة مسجد السلطان حسن الشهير بوسط القاهرة إلي النائب العام لتحديد المسئول عن واقعة السرقة, مشيرا إلي أنه قام بالاطلاع علي ملف القضية ووجد أنه لا يمكن السكوت عن المتسبب فيها تحت أي ظرف من الظروف وأن الواجب يحتم عليه نقل ملف القضية إلي النيابة العامة للتحقيق وتحديد المتسبب في ضياع هذا الأثر المهم. ومن جانبه, أرسل الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار مذكرة بالواقعة للنائب العام ليتم التحقيق وكشف ملابسات حادث اختفاء المنبر, وذلك بناء علي تعليمات وزير الثقافة الذي شدد علي أهمية كشف ملابسات واقعة الاختفاء وتحديد المسئول عنها. وكانت أزمة سرقة منبر( قانباي الرماح) قد تصاعدت بين وزارتي الثقافة والأوقاف وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسئولية عن ضياع المنبر, حيث أصر الدكتور زاهي حواس علي أن المسئولية كاملة علي الأوقاف مالكة المسجد وأن دور المجلس انتهي بترميمه وتسليمه للأوقاف, بينما قالت الأوقاف إن المسجد يتبع المجلس الأعلي للآثار ويخضع له تماما ولم تتم فيه أي شعائر دينية منذ عامين حيث ان مفتاح المسجد في حوزة مشرف الآثار, كما أن المنبر المسروق كان داخل أحد المخازن التابعة للمجلس الأعلي للآثار بمجموعة السلطان حسن. يذكر أن مسجد( قانباي الرماح), الذي توجد صورته علي أكبر فئة من العملة المصرية وهي فئة المائتي جنيه, قد اختفي منبره المسجل كأثر برقم136, ويعود للعصر المملوكي, وهو مصنوع من الخشب الهندي, وتم تشييده علي طراز المدارس المملوكية, حيث يتألف من صحن أوسط مكشوف تحيط به4 إيوانات, أهمها وأكبرها إيوان القبلة ومحراب القبلة, والتي تعد من أجمل نماذج المحاريب المملوكية الحافلة بالزخارف الرخامية والمذهبة. وكان المنبر الخشبي, وهو صغير الحجم إلي جانب المحراب, يتكون من حشوات خشبية من الخشب الهندي, ومجمعة علي شكل الأطباق النجمية, وقد طعمت هذه الحشوات بالسن, علي جانبي إيوان القبلة شبابيك نقشت أعتابها بزخارف دقت في الحجر, مما يبرهن علي أن أرجاء المسجد كانت حافلة بالزخارف المترفة, وحول صحن المسجد4 أبواب سجل علي كل واحد منها نص إنشاء المسجد, وتؤدي هذه الأبواب إلي ملحقات المسجد, كما يوجد بالقبة ضريحان, أحدهما للأمير قانياي مشيد المسجد.