دعا المشاركون في اللقاء الفكري الذي نظمه منتدي حوار الثقافات بالهيئة القبطية الانجيلية بمحافظة المنيا الي نشر ثقافة المتطوع والعمل الاهلي والخيري . لتفعيل دور المجتمع المدني لتعويض عجز الدولة او انسحابها احيانا عن بعض مهامها والادوار المنوط لها القيام بها في العديد من المجالات.. ووصفوا العمل التطوعي بأنه يعد بمثابة العمود الفقري للمجتمع المدني.. لذا فإنهم يناشدون الاعلام وعلماء ورجال الدين الاسلامي والمسيحي إذكاء هذه الثقافة لتحقيق السلام الاجتماعي والمواطنة بمفهومها الصحيح والشامل, مع الابتعاد عن الشعارات الدينية التي تغلب الطابع الديني علي الطابع التكافلي مما يغرز العصبية والاحتقان الطائفي بين ابناء المجتمع الواحد. ورغم عدم اتفاق المشاركين في لقاء المجتمع المدني ودوره في دعم السلام الاجتماعي علي مفهوم موحد لتعريف المجتمع المدني الا انهم اجمعوا علي ان توفير مناخ ديمقراطي سليم يساعد كثيرا في إنجاح مؤسسات وقطاعات المجتمع المدني, واشاروا الي انه ليس من مهام مؤسسات المجتمع المدني ممارسة ادوار او اعمال سياسية بشكل مباشر او ان كان ذلك لا يمنع من افراز كوادر فاعلة ومؤهلة لممارسة العمل السياسي. وفي كلمته اكد الدكتور اندرية زكي مدير عام الهيئة الانجيلية ان المجتمع المدني لعب دورا كبيرا في تحقيق المواطنة والعدالة من خلال ربط الحقوق السياسية بالحقائق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية, كما انها تعزز التعددية عن طريق الانتماءات المتعددة ومؤسسات الهوية. وأضاف ان المجتمع المدني هو الارضية التي يمكن من خلالها ان ينمي الافراد والجماعات من هواياتهم الخاصة وكذلك ادواتهم الابداعية التي تمكنهم من تحقيق المساواة والعدالة والوجود المستمر, كما ان منظمات المجتمع المدني هي الادوات التي من خلالها يمكن تحقيق ذلك الهدف. شارك في ابحاث اللقاء الذي امتدت فعالياته لمدة يومين نخبة من العلماء والمثقفين واصحاب الراي والفكر من الجانبين المسلم والمسيحي. وتحدث الدكتور عبد الغفار شكر نائب رئيس مركز البحوث العربية والافريقية بالقاهرة, والدكتور حسن ابو طالب مدير معهد الاهرام الاقليمي للصحافة, وركزا علي مفهوم المجتمع المدني ومراحل تطوره, كما تحدث الدكتور نبيل احمد حلمي الأستاذ الحقوق جامعة الزقازيق ونبيل عبد الفتاح مدير مركز تاريخ الاهرام حول قراءة نقدية لواقع المجتمع المدني في مصر .. واختتمت جلسات اللقاء بكلمتي الكاتب الصحفي عبد العظيم حماد الاهرام والدكتور محمد نور فرحات مستشار الاممالمتحدة السابق لحقوق الانسان, حول مستقبل المجتمع المدني في دعم التعددية والسلام الاجتماعي في مصر.