رسائل واضحة أراد الرئيس مبارك توجيهها ووضع النقاط علي الحروف فيما يتعلق بالأوضاع علي الساحة الإقليمية, واستخدم الرئيس عبارات قوية لا تقبل الجدل وبها الكثير من الأمور التي يجب للجميع فهمها, سواء من في الداخل أو الخارج خاصة تلك القوي العربية والإقليمية والتي تشن حملات ضد هذا الوطن. الخطاب السياسي المهم والذي ألقاه الرئيس في الاحتفال بعيد الشرطة, حوي الكثير من التساؤلات وأعطي دلالات قوية عن موقف الدولة من الحملات الإعلامية المضادة, ومن وجهة نظري.. أعتبره خطابا ناريا لمن يرتبون ويخططون ويمولون لهذا النوع من الحملات التحريضية ضد مصر, وللقاصي والداني فهذه القوي العربية والإقليمية, هي سوريا وإيران وقطر وينضم لها حزب الله وحماس, فهؤلاء جميعا لهم أدوار بعيدة تماما عما يطلق عليه الدول الشقيقة والصديقة, فليس خافيا علي أحد تلك العلاقات المتشابكة بين هذه الأطراف المختلفة وكل منها لديها مصالح مع الأخري, واتخذوا مصر كهدف للهجوم وتوجيه الخطب الرنانة وتنظيم التظاهرات والمهرجانات للهجوم علي الدولة المصرية وما تتخذه من إجراءات علي حدودها مع غزة, أو ما تقوم به من جهد في عملية السلام, وقبل أيام نظم في بيروت الملتقي العربي والدولي لدعم ما وصفوه بالمقاومة, وتحدث فيه خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس, وكان الترتيب الواضح والمؤكد هو استهداف مصر والهجوم عليها من جميع المتحدثين ومنهم مشعل, ولم نجد أيا من هؤلاء الأفذاذ ومن يوهمون الناس أنهم مقاومون, يعمل لصالح هذه القضية التي يريدون دفنها لكي يظلوا يحصلون علي الدولارات وتقدم لهم الرعاية من هذه الدول أو تلك, واستمرت موجات الهجوم الموجهة والمقصودة والتي تم الترتيب لها بعناية وحتي تمويلها, وتابعنا جميعا هذه الأدوار المكشوفة لمصر وللعالم من تنظيم الاعتصامات أمام السفارة المصرية في بيرون السبت الماضي, وشارك فيها نحو300 متظاهر من أعضاء حزب الله وحماس وتم الترتيب لتلك التظاهرة بين قيادة حزب الله وممثل حماس في لبنان أسامة حمدان, وتوجه هؤلاء للسفارة ورفعوا اللافتات ورددوا الهتافات ضد الإنشاءات الهندسية علي حدودنا وهؤلاء وغيرهم يعلمون أن الضغوطات والحملات المستمرة سترتد عليهم ولا تؤثر في القرار المصري, والذي اتخذ لتأمين حدودنا من الإرهابيين ومن يريدون زعزعة الوطن ويرتبون لاستهداف المنشآت والمواقع السياحية داخل الأراضي المصرية من خلال عناصرهم التي يتم الدفع بها عبر الأنفاق, فاتخذت مصر هذه الإجراءات لتحمي الوطن والمواطنين دون النظر لهذه الحملات والتي تعرفها مصر, وأنها مستمرة سواء استمرت الدولة في جهودها للمصالحة بين الأشقاء الفلسطينيين, أو لإعادة المفاوضات مع الإسرائيليين. وبرغم ما يصدر أحيانا من قيادات حماس بأنهم يقدرون الدور المصري, فإن آخرين منهم وفي إطار لعب الأدوار يواصلون هجومهم, ومثل هذا النوع من الشد والجذب مفهوم لدي السياسيين, ومن هنا لا أحد يعول كثيرا علي عدد من التصريحات الحمقاء من جانب قيادات حماس, فهؤلاء يريدون الاعتراف بهم من جانب مصر أولا للانفراد بقطاع غزة ويصبح أمرا واقعا أمام العالم, ومصر ترفض هذا الانقسام الذي كان السبب الأساسي في معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر بغزة, فالمعابر كلها كانت مفتوحة بما فيها معبر رفح حتي خطف الجندي الإسرائيلي, ثم الانقلاب علي شرعية السلطة, هم لا يريدون سوي البقاء في السلطة وتحميل مصر المسئولية, مثلما جاءت قافلة جالاوي وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها واستخدموا إعلامهم المضاد لمصر في التهييج والإثارة وكان الهدف هو الابتزاز والضغط علي الدولة لكي ترضخ لمطالبهم بدخول القافلة من خلال نويبع, وكان الرفض المصري لديه أسبابه, ولم تزعزع الدولة خطوة للوراء, وأصرت علي موقفها وهذا يحسب لها برغم حملات إعلامية ظالمة شارك فيها البعض داخل مصر وآخرون من الخارج, فهناك فلاسفة في مصر فقدوا الولاء لمصلحة فكرتين: 1 القومية وأن اهتمامهم المطلق بكل ما هو عربي يأتي قبل مصر, وهذا جربناه كثيرا في الحروب التي كلفت خزائن الدولة المليارات و120 ألف شهيد. 2 الولاء للحكم الإسلامي, وهناك كتاب بعينهم يراهنون علي هذا ولا تهمهم بلدهم أبدا ويدافعون حتي عن حماس, التي اغتالت الجندي الشهيد أحمد شعبان, ويدافعون عن إيران والتي لها مصالح كلها ضد مصر والوطن العربي, وبينهم كاتب هدفه الأول والأخير المجاملة والولاء والتعاطف وتبني نهج القوي الإسلامية وكأنها ستأتي غدا لتحكم مصر, وبالطبع لديه وهم كبير مثلهم جميعا, فمصر لن تكون تحت أيدي المتشددين وأصحاب اللحي. في2009 تصدي الرئيس مبارك لهذا النوع من الحملات المغرضة من خلال خمسة بيانات, واجه خلالها الأزمة والتي أعقبت الحرب علي غزة, فالدولة والرأي العام يريد ما يوصف بشحن البطارية, فقد أهدرنا أموالنا من48 وحتي85 بسبب مواجهات مصر مع الدول الغربية ولم نكن كقوة كبري, ويحدث هذا مع إيران حاليا والتي تشاكس من هم أقوي منها بمراحل, فليس لدي النظام الإيراني تقدم بحجم الصين ولا قدرة في حجم اليابان وسوف تخسر إيران الكثير, وكل المراهنين علي قوتها سوف يرون القوة الوهمية وهي تنهار..!, دفعت مصر الثمن للقومية العربية, فدخول الرئيس عبدالناصر حرب اليمن وإرساله80 ألف مقاتل في الفترة من62 وحتي67 وكل يوم تتكلف خزينة الدولة مليون جنيه استرليني, وكان سعر الجنيه الواحد في ذلك الوقت يوازي2,4 دولار, وبحسبة بسيطة نفقات4 أشهر فقط كانت تنفذ خط مترو, هذه الخسائر التي تكبدها الشعب المصري هي التي كانت سببا للحالة الاقتصادية السيئة خلال السبعينيات والثمانينيات, وبدأنا نتعافي الي حد كبير, فالذين يدافعون عن مشعل ونصرالله وإيران وقطر وسوريا يعرفون أن هذه القوي مجتمعة هي التي تشن الحملات علي بلدنا, ولا أعرف كيف لمن يلبسون ثوب المقاومة ينفقون ببذخ علي أفراحهم وانتقالاتهم في حين الناس في غزة لا تجد سوي حد الكفاف, فخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس أنفق مليون دولار علي زواج ابنته في حفل ضخم أقيم في العاصمة السورية دمشق, هذا هو ثمن النضال والمقاومة وهكذا تنفق الأموال؟! كل الذين يهاجمون مصر ويرتبون للحملات ضدها عليهم الإعلان للرأي العام كشف حساب ما قدموه للقضية, وهناك منهم من لم يحرر أرضه حتي اليوم, فكيف يعمل لمصلحة تحرير أرض أخري, هؤلاء لم يقدموا شيئا سوي زعزعة الاستقرار ومحاولات التشويش علي الدور المصري والمناوشات والاستفزازات, أراد الرئيس مبارك أن يقول لكل هؤلاء مصر لن تقبل استباحة حدودها أو استهداف جنودها ومنشآتها التي تقيمها داخل أراضيها, ومن هنا فإن قواتنا المكلفة بمهمة الدفاع عن الوطن, عليها مسئولية الرد علي من يحاول أو يفكر في العبث بالحدود المصرية مرة ثانية, وأطالب قواتنا بأن ترد علي من يهددون الحدود أويطلقون الرصاص من غزة علي قواتنا أو حتي علي المعدات الهندسية, ربما ستغير مصر نهجها في هذا الشأن, فالغضب فاق الحدود, وبالتأكيد نحن نعرف من يحبنا ومن لا يحبنا, وستبقي مصر شوكة في ظهر المتربصين بها من أصحاب الميكروفونات والشعارات وأصحاب الأيديولوجيات. علينا الكشف عن الجرائم التي كانت سترتكب في مصر من عناصر فلسطينية دخلت عبر الأنفاق بخلاف حوادث التفجيرات الإرهابية التي وقعت في شمال وجنوبسيناء طابا شرم الشيخ دهب وحتي تفجير المشهد الحسيني, كل هؤلاء جاءوا من هذه الأنفاق والتي تحولت الي وسيلة لتهريب الأسلحة والمتفجرات الي أراضينا, لدي السلطات المصرية عناصر فلسطينية متهمة في هذه القضايا وحان الوقت للإعلان عن كل شيء وتقديم هؤلاء الي المحاكمات, فالرد من جانب مصر اذا أرادت سيكون بالأدلة لكل من يلعبون ضد وطننا. هذا هو حال الذين يدشنون الحملات ضد مصر في كل كبيرة وصغيرة من خناقة في أصغر قرية الي الإنشاءات الهندسية الي معبر رفح, الهدف البحث عن أي شيء حتي لو تافها, لإيجاد قصص وهمية تهدف للإثارة فقط, ولا يتركون مناسبة إلا وينتقدون ويهاجمون ويسبون, فهناك تحولات كثيرة تحدث بين هؤلاء, فالذين كانوا قبل شهور ينظرون لبعضهم بأنهم طغاة ومن يسفكون الدماء, أصبحوا الآن يصفقون ويهللون كلما تحدثوا سويا أو التقوا, مثلما يحدث مع حسن نصرالله وتحول الرجل من القاتل ومفجر السيارات الي الشريف العفيف, ونسأل كل هؤلاء: هل فتحت سوريا الجولان لنصرة أهلها وتحرير أرضها؟!, وأين المقاومة من الأراضي السورية واللبنانية المحتلة؟!, هل تستطيع المقاومة إطلاق أحد صواريخها علي إسرائيل, فالذين يبحثون عن تحرير أراضيهم عليهم الاستمرار في المقاومة ولا يخافونها ولا يناضلون بالميكروفونات, ويبدو أن الأيام المقبلة ومن خلال ما نراه من تصعيد من جانب إسرائيل نحو الجنوب اللبناني, قد نجد حربا إسرائيلية جديدة ضد قواعد حزب الله في جنوب لبنان. [email protected]