حزب التجمع من بين الأحزاب التي انكشفت عورتها بعد الانتخابات البرلمانية رغم خروج الحزب منها بخمسة مقاعد وهو عدد لم يرض مجموعة كثيرة من اليساريين. وتصر المجموعة التي كانت تعارض خوض الحزب مرحلة الاعادة في انتخابات مجلس الشعب علي أن التجمع يحتاج لترتيب أوضاعه وإعادة هيكلته من جديد ومراجعة برنامجه السياسي حتي يكون ملائما للتغيرات التي تطرأ علي الساحة السياسية. ويوجهون اتهامات متكررة للدكتور رفعت السعيد رئيس الحزب وبعض القيادات المقربة منه وعلي رأسهم سيد عبد العال الأمين العام بعرقلة أية جهود لإعادة هيكلة الحزب وانتخاب قياداته من جديد. ولاتزال هذه المجموعة تجمع توقيعات لتحقيق مطالبها. أنيس البياع نائب رئيس الحزب يري أن هذه الاجتماعات تشاورية بين أعضاء المحافظات ولائحة الحزب لا تمنع ذلك فهي تناقش الأوضاع المتردية للحزب خاصة بعد الانتخابات التشريعية ونتائجها التي أصابت الأحزاب بهزة داخلية. ونفي البياع أن تكون هذه المجموعة تطالب بسحب الثقة من السعيد لأن ذلك يتطلب اجتماعا للمؤتمر العام للحزب واللجنة المركزية نظرا لأن السعيد منتخب من المؤتمر العام للتجمع. وأوضح البياع أن المجموعة تطالب باجتماع اللجنة المركزية التي لم تجتمع منذ عام علي الرغم من أنها طبقا للائحة لابد أن تجتمع كل ستة أشهر ونقترح عليها تقريرا عاما عن الانتخابات البرلمانية وما حدث فيها من إخفاق للحزب ومن تزويد وإمكانية وضع استراتيجية للتجمع في ظل هذه المتغيرات التي طرأت علي الساحة السياسية. وأضاف أن المجموعة تطالب بطرح الثقة من جديد علي اللجنة المركزية سواء يسحبها أو منحها للمكتب السياسي والأمانة المركزية. القيادي عبد الغفار شكر أكد أن التجمع متماسك ولم تحدث فيه صراعات أو انشقاقات لكن الخلافات الأخيرة تنذر بالخطر بسبب إصرار السعيد علي تعطيل الآليات الديمقراطية فيه فهو لا يريد أن يستمع لوجهة نظر الآخرين حتي اللجنة المركزية لم تجتمع منذ عام دون سبب, فقد كان السعيد يبرر ذلك بأن الحزب مشغول بالانتخابات البرلمانية وقد انتهت الانتخابات فماذا ينتظر؟! وقال شكر لو أن السعيد سمح للمجموعة المعارضة بدخول مقر الحزب لعقد اجتماعهم لما حدث كل ذلك لكنه أغلق المقر في وجههم. وعن الهيئة البرلمانية للحزب قال شكر إن نواب التجمع علي قدر عال من الكفاءة وسيؤدون واجبهم بحرفية لكنهم لن يؤثروا في البرلمان حيث لن يسمح لهم أحد بذلك. ويري ضياء رشوان عضو الحزب الذي خسر في الانتخابات البرلمانية أن حال التجمع مثل حال بقية الأحزاب وكل ما يحدث فيه نتيجة لاحتلال الحزب الوطني للحياة السياسية, مشيرا إلي أن التجمع في حاجة لترتيب أوضاعه حتي يكون قادرا علي مواكبة الظروف السياسية الجديدة. وأضاف رشوان أنه يثق في كفاءة الهيئة البرلمانية للحزب. وذكر حسين عبد الرازق عضو المجلس الرئاسي بالتجمع أن الخلافات داخل الحزب ناتجة عن ضعف الأداء الحزبي والجماهيري وهذه المسألة أثيرت أكثر من مرة, ومنذ أكثر من عام طلب عدد من أعضاء اللجنة المركزية عرض بعض الملاحظات علي اللجنة التي تخص نظام الاجتماعات والعمل الجماهيري والسياحي لكن رئيس الحزب طلب وقف جمع التوقيعات علي هذه الطلبات. كما نوقشت مسألة خوض انتخابات مجلس الشعب ومقاطعتها وتم عرضها علي اجتماع مشترك للأمانة المركزية والمكتب السياسي وكان التصويت لصالح المشاركة بنسبة11 صوتا مقابل10 أصوات وأن الصوت الفارق هو صوت رفعت السعيد.