حذر د. عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصي من خطورة الحفريات الإسرائيلية أسفل المسجد الأقصي, ومن المحاولات المتواصلة لتدمير التراث الثقافي والإنساني لمدينة القدس. وكان الحوار التالي. تتواصل الحفريات أسفل مدينة القدس.. بداية كيف تهدد تلك الحفريات المسجد الأقصي؟ الحفريات بدأت منذ عام1972 في البلدة القديمة لمدينة القدس, وتوجهت إلي أسفل المسجد الأقصي من الجهة الغربية, وهناك حفريات وأنفاق بدأت في منطقة سلوان من الجهة الجنوبية وتتواصل إلي المسجد الأقصي, فالتقت خيوط الشبكة العنكبوتية من الأنفاق تحت الاقصي, وقد اكد خبراء الآثار انه يوجد ما يزيد علي37 نفقا تحت المسجد الأقصي مما أدي إلي انكشاف أساسات المسجد بشكل يجعله معرضا للإنهيار في اي لحظة. و ماذا عن استغاثاتكم باليونسكو والإليسكو الفرع العربي لليونسكو و ماهي الجهود المبذولة لوقف الحفريات ؟ اليونسكو لم تعد موضع ثقة لانها لم تحرك ساكنا بل نعتبرها متواطئه, أما الإليسكو فلم نسمع انها تحركت مطلقا وهي لم تتابع اصلا و المؤسف ان الإليسكو و رغم انها موجودة في مدنية القدس لكنها تعطي تبريرات لما يتم ويتواصل من حفر وتنقيب, و تعتبر ذلك حقا لها و تعتبر ذلك تحسينا للمنطقة بهذا التزييف و التبرير و بالتالي ما تدعيه اليونسكو من انها تحافظ علي التراث الإنساني مجرد إدعاءات فهي يمكن ان تحافظ علي تراث الأمم الأخري فيما عدا تراث و آثار الأمم الإسلامية. بالنسبة للمنظمة العربية للثقافة والعلوم الإليسكو ما الدور الذي يمكن ان تقوم به للحفاظ علي التراث الثقافي الإنساني لمدينة القدس ؟ يفترض ان الإليسكو تهتم بالشأن الثقافي والتراثي العربي وبالتالي يمكنها تقديم تقارير إلي هيئة الأممالمتحده حول الوضع المأساوي لكل ما هو عربي وإسلامي في فلسطين, كما يمكنها ان تتصل بالدول العربية بهدف حثها علي التحرك للقيام بدورها في حماية الهوية المقدسية, لكن هذا لا يحدث. كيف تقيمون دور المثقفين المصريين و العرب إزاء ما يحدث ؟ دور المثقفين المصريين و العرب عموما لم يرق إلي مستوي ما يحدث من تدمير متعمد للتراث الثقافي المقدسي, وردود الفعل كانت محدودة, ولم تكن علي مستوي الحدث. ما الذي عاد علي القدس من اختيارها عاصمة للثقافة الإسلاميه لعام2009 ؟ للأسف الشديد الفعاليات الثقافية اقتصرت علي مجرد احتفالات سطحية ولم تسع إلي التعمق في جوانب الحضارة الإسلامية, هناك مئات بل آلاف المؤلفات عن القدس لم يتم تدارسها وهناك علماء كبار عبر التاريخ قاموا بزيارة القدس و مع ذلك لم يشر إليهم و مع الأسف الأمر كله اخذ شكل ظاهرة دعائية غنائية.. القدس ظلمت في هذه الاحتفالات.. لذلك و تعويضا عما مضي طالبنا التوأمة بين القدس و العواصم العربية التي يتم اختيارها بعد ذلك علي التوالي و قد أقرت جامعة الدول العربية ذلك. نريد ان نتعرف علي طبيعة عمل المنظمات داخل مدينة القدس, و كيف تقوم بدورها في ظل الاحتلال وما يفرضه من قيود وعراقيل ؟ حقيقة هناك قيود كثيرة و امكانات قليلة,فضلا عن انه لا توجد ميزانية لأن قسم الآثار الإسلامية التابع للوقف الإسلامي رغم توافر الكفاءات في هذا القسم و المؤهلة للتعامل مع التراث الإنساني والحفاظ عليه, لكن المؤسف انه لا توجد ميزانيه كافية لإحياء التراث علي الرغم من وجود قسم لإحياء التراث تابع للوقف الإسلامي لكن الإمكانات مازالت ضعيفة. محمود إبراهيم