ولد محمد مأمون الشناوي في10 أغسطس1878 في قرية الزرقا بمحافظة الدقهلية, وهو عالم إسلامي جليل عمل بالقضاء الشرعي . وترقي في مناصبه حتي أصبح رئيسا للمحكمة العليا الشرعية, ورئيس لجنة الفتوي بالجامع الأزهر, وشيخا للأزهرنشأ الشيخ مأمون في بيت علم وتقوي وكان أبوه من علماء الأزهر, واهتم بأن يحفظه القرآن فأدخله كتاب القرية وظل به حتي تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن كاملا, وحضر بعد ذلك إلي القاهرة والتحق بالأزهر الشريف فنال إعجاب أساتذته ومنهم الشيخ محمد عبده, والشيخ الإمام أبو الفضل الجيزاوي. حصل علي شهادة العالمية سنة1906 وبعد التخرج عين مدرسا بمعهد الإسكندرية الديني وظل يعمل به حتي سنة1917, ثم عين قاضيا شرعيا, ولما ذاع صيته العلمي والأخلاقي تم اختياره إماما للسراي الملكية عام1930, وبعد ذلك عين عميدا لكلية الشرعية, ثم عضوا في جماعة كبار العلماء سنة1934 وكانت أكبر هيئة علمية شرعية في العالم الإسلامي, ثم وكيلا للأزهر مع رئاسته للجنة الفتوي عام1944, وفي18 يناير1948 ولي الإمام الشناوي مشيخة الأزهر. وقد اهتم الشيخ محمد مأمون الشناوي بعد توليه مشيخة الأزهر بإرسال بعثات من الأزهر للخارج لتقوية الروابط بين الأزهر والعالم الإسلامي ولتوضيح مدي أهميته ودوره الرائد في نشر الثقافة الإسلامية, وفتح أيضا الأزهر للوافدين من خارج مصر ووفر لهم الإقامة والدراسة, وأرسل بعثة من الطلبة المتفوقين من الأزهر إلي انجلترا لدراسة اللغة الإنجليزية ليتعاملوا بها في الدول الأجنبية لنشر الدين الإسلامي. وافتتحت في عهده أيضا خمسة معاهد دينية جديدة, واتفق مع وزارة المعارف علي أن يكون الدين الإسلامي مادة أساسية بالمدارس وأن يتولي تدريسها خريجو الأزهر. وقد ظل الشيخ طوال حياته مهموما بالقضية الفلسطينية, وبعد صدور قرار تقسيم فلسطين وجه نداء مع جميع علماء ومشايخ الأزهر الشريف بوجوب الجهاد لإنقاذ فلسطين, قال فيه: إن قرار الأممالمتحدة قرار من هيئة لا تملكه وهو باطل جائر, وأكد أن الجهاد أصبح فرضا علي كل قادر بنفسه أو ماله. كرمته مصر فمنحته وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفي للأزهر. ظل الشيخ الشناوي يعمل في دأب وصبر ليواصل جهوده في نشر الدعوة حتي توفاه الله في4 سبتمبر1950.