تابع أهالي الإسكندرية وزائروها تصريحات المسئولين بالمحافظة, حول المشاريع العملاقة التي تم الإعلان عنها منتصف عام 2006وحتي الآن. وانتظرها السكندريون بفارغ الصبر, بل أصبحت شغلهم الشاغل في متابعة أخبارها متسائلين لماذا تأخرت تلك المشاريع والإجابة كانت أنها مشاريع وهمية تبخرت وتطايرت مع نسمات وأمواج البحر بالمدينة. الأهرام رصدت تصريحات المسئولين بالاسكندرية خلال السنوات الأربع الماضية حول تلك المشاريع.. فكان رصيد المسئولين من تلك التصريحات كصفر المونديال.. وفقد المواطن بالثغر الثقة بينه وبين المسئولين بالمحافظة, ووصف تصريحاتهم بأنها تصريحات معسولة لزوم الظهور الإعلامي وأكبر دليل أنها لم تر النور حتي الآن, وأصبحت بمثابة حبر علي ورق لا أكثر ولا أقل. فعلي سبيل المثال مدينة الإسكندريةالجديدة التي تم الإعلان عنها علي مساحة 3500 فدان غرب المدينة والتي ستوفر 750 ألف فرصة عمل واعتبرها المسئولون أنها مشروع القرن الذي سيخرج مدينة الإسكندرية من الحيز الضيق والتكدس السكاني الضخم الي المناطق الواسعة الرحبة غربا مع إيجاد مجتمعات عمرانية جديدة, بالإضافة الي تحقيق التوازن في أسعار العقارات بالمدينة, بعد أن ارتفعت بصورة جنونية. وأكد المحافظ عادل لبيب أن الرسومات الخاصة بهذا المشروع قيد التنفيذ في أكبر مكاتب هندسية عالمية, إلا أن العديد من المستثمرين حذروا لبيب من تلك التصريحات, خاصة أن الأراضي التي سيتم انشاء المشروع عليها معظمها أملاك خاصة وجمعيات مشهرة ومسجلة, إلا أن المحافظ أعلن عنها منذ ثلاث سنوات ولم يتم وضع حجر صغير بالمشروع, واعتبره السكندريون أنه أكبر مشروع وهمي تم الإعلان عنه ولم ينفذه المسئولون حتي الآن, لافتين الي أنه كان يجب تحري الدقة في الإعلان عن هذا المشروع الذي علقوا آمالهم عليه بعد الارتفاع الجنوني الذي أصاب المدينة في أسعار الشقق والأراضي. وكان هذا المشروع لهم بمثابة طوق النجاة, مؤكدين أنه كان يجب الإعلان عن المشروع بتاريخ مكتوب والانتهاء منه بتاريخ محدد مثله مثل المشاريع العملاقة القائمة سواء في مصر أو خارجها. والطريف أن المسئولين بالمحافظة مازالوا يؤكدون أن المشروع قائم لا محالة, إلا أن الخبراء في الاستثمار العقاري والقانونيين يؤكدون أن اقامة المشروع بهذه الطريقة شبه مستحيلة, ولا يستطيع محافظ الاسكندرية تنفيذه علي أرض الغير, ولن يجازف مستثمر أو شركات عالمية في الاقدام بالعمل في هذا المشروع, إلا أن بعد التأكد من صلاحية الموقع الذي فقد صلاحيته من الناحية القانونية. أما المشروع الثاني الذي تم الإعلان عنه ولم يتم تنفيذه, هو إنشاء أكبر مدينة طبية عالمية في مدخل الاسكندرية, فبالرغم من وجود الأرض المخصصة لها بجوار أكبر المولات التجارية بالمدينة إلا أن الأمر تأخر كثيرا وأعلن المسئولون مرارا أن المشروع سيتم تنفيذه مع شركاء من ألمانيا وأمريكا والإمارات, إلا أن مسئولي المحافظة عجزوا عن تنفيذه, وأكد أحد الخبراء في الاستثمار الطبي أيضا استحالة تنفيذ هذا المشروع بهذه الآلية أو بهذه الصورة البيروقراطية التي يتم العمل بها أو التعامل معها, معتبرا أن المشروع سيصبح حبرا علي ورق, ما لم يحسن المسئولون بالمحافظة أمور التخطيط السليم والمنظم, ويكونوا جادين في الإعلان عن المشروعات بعد دراستها دراسة وافية, وعمل مناقصة كبري للشركات العالمية, أو تبني الدولة المشروع بالتعاون مع الجامعات المصرية ويصبح المشروع ملك الدولة, واعتبر أن المشروع وادارته بهذا الأسلوب وهم كبير. أما المشروع الثالث فقد تم الإعلان عن إنشاء أكبر سلسلة مطاعم وفنادق عالمية بالمدينة ستوفر ما يقرب من 100ألف فرصة عمل وهو ما أكده المسئولون عشرات المرات من خلال وسائل الإعلام, ولم يحدد المسئولون بالمحافظة وقت التنفيذ أو الأماكن التي ستقام عليها تلك المنشآت السياحية حتي الآن, مما اعتبره السكندريون ضمن سلسلة المشاريع الوهمية المعلن عنها ولم تنفذ!! أما المشروع الرابع الذي تغني به المسئولون وبادروا في الإعلان عنه, هو إنشاء كورنيش بغرب المدينة يربط منطقة العجمي بأكملها بطول 15كيلومترا وسيكون بمثابة نقلة حضارية وتخفيف العبء المروري عن باقي الطرق, وأطلقوا تصريحاتهم ومؤتمراتهم الصحفية, لكن تلك التصريحات لم يقابلها شئ علي أرض الواقع في اقامة هذا المشروع, حتي يسند أو يتم ادراجه في خطط الدولة علي حد قول أحد المسئولين بالمحافظة, مؤكدا أن المشروع لن يتم العمل فيه, بل استحالة تنفيذه بدليل أن محافظ الإسكندرية لم يعلن عن توقيت بدء المشروع أو عمل أي شئ فيه, معتبرا أن هذا المشروع هو الآخر بمثابة حبر علي ورق.. ولن ينفذ!! أما المشروع الخامس الذي تباري فيه المسئولون بالمحافظة بتصريحاتهم الرنانة وهو إنشاء مترو أنفاق يضاهي مترو باريس, وأن المشروع سيبدأ العمل فيه في مطلع 2008وتكتمل مراحله 2011 إلا أن المشروع برغم قرب انتهاء عام 2010مازال مجرد تصريحات بأفواه المسئولين وحلم وأماني لدي مسئولي المحافظة وعند السؤال عليه, يؤكدون أن المشروع قيد الدراسات والمخططات وانضم هو الآخر الي المشاريع الوهمية بالمحافظة!! أما المشروع السادس فقد أعلن المسئولون بالمحافظة في مطلع عام 2009عن انشاء مدينة الكترونية مراقبة بكاميرات من شرقها الي غربها وتأخر المشروع بل تم إلغاؤه ولم يتم تنفيذه, ومازال المسئولون بالمحافظة يدرسون الأمر الذي أضيف أيضا الي المشاريع الوهمية!! أما المشروع السابع في إعلانات المسئولين هو تحويل بحيرة مريوط الي منتجع عالمي, مثل منتجعات سويسرا بعد رفع كل الملوثات بالبحيرة واسنادها الي شركة عالمية, لإقامة عدة مشاريع سياحية ومرسي عالمي لليخوت عالمي, إلا أن المسئولين لم يفعلوا شيئا, ومازالت البحيرة تعاني التلوث والاهمال الشديد, وتزداد كمية التلوث بها يوما بعد يوم, الأمر الذي جعل هذا المشروع السياحي المعلن عنه اضافة للمشروعات الوهمية! أما المشروع الثامن فكان الإعلان عن مشروع لانتاج الكهرباء من القمامة, التي تخرجها المدينة بقدرة 100ميجاوات, إلا أن المشروع أصبح حبيس الأدراج, ولم ينفذ منه شئ. والمشروع التاسع الوهمي هو الإعلان عن إنشاء غابة ترفيهية سكندرية يونانية علي مساحة04 فدانا, تكون بمثابة متنفس لأهالي المدينة وأبنائهم, إلا أن الأمر لم يتم فيه شئ سوي تأكيد المسئولين إنشاء تلك المدينة التي لم تر النور هي الأخري حتي الآن. أما المشروع العاشر الوهمي فهو الإعلان عن تطوير المناطق العشوائية, فمازالت الاسكندرية تعاني الاهمال الشديد في تطوير المناطق العشوائية وأصبحت أكثر المحافظات معاناة من العشوائيات, فلم تصل يد المسئولين لتطوير تلك المناطق حتي الآن, بالرغم من الإعلان الدائم عن مشروع كبير لتطوير العشوائيات, إلا أن هذا المشروع اعتبره السكندريون من أكبر التصريحات الوهمية وأعظم المشاريع الوهمية بالمدينة. الأهرام تدق ناقوس الخطر حول تلك المشاريع الوهمية, وتطالب المسئولين قبل الإعلان عن بدء المشاريع بالمحافظة أن تعلن المحافظة عن المشروع وتحديد بدايته بتاريخ ونهايته بتاريخ مماثل, حتي لا تستخف بمشاعر المواطن ويفقد الثقة بالمسئول.