انة خيط الاحساس الخفى الذى يربط بين قلب الأم وابنائها مهما بعدت المسافات فقد استيقظت من نومها لتخبر اولادها انها قلقة على حاتم ففى الساعات الاولى من الفجر جاءها فى المنام وهو حزين. وحاولت أن تتحدث معه وتروح وتخفف عنه فلم يرد. لم تعلم أم حاتم السمخراطي التي كانت ترقد علي سرير نومها بقرية عيد النجار محافظة البحيرة أن ابنها في تلك اللحظة يصارع الموت في ظلام الليل علي بعد آلاف الأميال بمياه البحر الأسود بعد أن غرقت الباخرة كرم1 التي كان يعمل عليها عقب اصطدام قوي من سفينة بترول هولندية عملاقة أمام سواحل مدينة فارنا البلغارية التي تقع علي بعد500 كيلو متر من العاصمة صوفيا. هذه الراوية نقلها مجدي شقيق حاتم وقال إنه في نهاية هذا اليوم29 نوفمبر الماضي فوجئت باتصال غريب لم يظهر منه أي أرقام علي التليفون المحمول, وعندما أجبت فوجئت أنها مكالمة دولية قادمة من القنصل المصري بالسفارة المصرية في بلغاريا. أخبرنا بتفاصيل الحادث وقال إن حاتم بخير وإنه تم انقاذه مع خمسة من البحارة السوريين, بينما غرق خمسة آخرون وهنا شعرت بالخطر وعدم الاطمئنان وطلبت أن أسمع صوته إذا كان حيا. وبالفعل أعطاه القنصل تليفونه الخاص ليتحدث إلينا حتي نطمئن عليه. وقال حاتم لأخيه إنه كان نائما في الساعات المتأخرة من الليل وسمع ارتطاما شديدا وعندما خرج مسرعا من عنبر النوم فوجيء بالسفينة تغرق فتم انقاذه بواسطة طاقم الباخرة الأخري وأنه كان يرتدي شورتا وفانلة داخلية ولم تمهله الصدمة لارتداء ملابسه. وأضاف أنه تم تسليمه للسفارة بعد إجراء التحقيقات من جانب السلطات البلغارية وتولت السفارة إقامته في أحد الفنادق وأحضرت له احتياجاته من الملابس بعد أن فقد كل أغراضه ونقوده وجواز سفره في السفينة الغارقة. يوضح مجدي أن مسئولين بوزارة الخارجية اتصلوا بنا في اليوم التالي وطلبوا الأوراق اللازمة حتي يتم استخراج جواز سفر, وبالفعل تم إرسالها لهم وأخبرونا أنه سيتم ترتيب الحجز علي الطائرة ليصل إلي مصر ويعود إلينا بسلام. الحالة الاجتماعية لحاتم السمخراطي تقول إنه أعزب ويبلغ من العمر27 عاما وفي آخر زيارة له قبل3 أشهر كانت والدته التي لا تعلم شيئا عن الحادث حتي الآن تبحث له عن عروس لكن النصيب لم يأت بعد. حاتم أيضا حاصل علي دبلوم تجارة ثم تمكن من استكمال الدورات التدريبية بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ليحصل علي جواز سفر بحري يمكنه من العمل علي السفن في أعالي البحار, وقد غادر آخر مرة من ميناء دمياط حيث كانت السفينة كرم1 تشحن بضائع من مصر ثم توجهت بعد ذلك إلي اليونان إلي أن كتب لها شهادة الوفاة مع خمسة من بحارتها في رحلتها الأخيرة وقدرها المحتوم في البحر الأسود. يقول مجدي شقيق حاتم إننا أخفينا الخبر عن والداي ووالدتي خوفا عليهما من الانهيار إلا أنه من العجب أن أم حاتم لم تتوقف طوال الأيام الماضية عن السؤال والاطمئنان عليه وذهبت إلي إحدي العائلات لتبحث له عن بنت الحلال وتتحدث عن الخطوبة معهم إلي أن يعود حاتم من السفر.