تواصلت أمس أسوأ حرائق غابات تشهدها إسرائيل علي الإطلاق لليوم الرابع علي التوالي في أربع بؤر رئيسية أهمها جبل الكرمل, لكن مسئولي إطفاء قالوا إن الحريق أصبح في أكثر حالاته استقرارا منذ اندلاعه, محذرين أيضا من المبالغة في التفاؤل. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن شيمون روماه رئيس إدارة الإطفاء قوله: وجدنا أنفسنا في أفضل وضع منذ بدء الحريق. ومع هذا, أضاف مسئولون آخرون أن الرياح التي أعاقت جهود احتواء النيران اشتدت بالليل, ويمكن أن تنشر ألسنة اللهب في اتجاهات جديدة. وقال المتحدث باسم إدارة الإطفاء يورام ليفي: إن الأوضاع باتت أفضل كثيرا عما كانت عليه, وأضاف أنه لم تتم السيطرة علي الحريق بشكل كامل إلي الآن, لكن هناك تحسن كبير. وأوضح ليفي أن الحريق لم تزد حدته طوال الليل بعدما اضطرت طائرات الإطفاء لوقف أنشطتها بسبب الظلام. واستأنفت الطائرات عملها في الساعة السادسة صباح أمس, وحلقت22 طائرة, بينها طائرتان روسيتان عملاقتان قادرتان علي حمل44 ألف لتر من المياه. ومن المقرر أن يرتفع هذا العدد ليصل لنحو33 طائرة من أنحاء العالم. ووسط موجة من الغضب الشعبي العارم داخل إسرائيل بسبب ما وصف بالإهمال في مواجهة الحرائق وطلب مساعدة دولية, دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو عن قراره الاستعانة بطائرات من الخارج في مسعي لإخماد الحرائق. وقال نيتانياهو خلال مؤتمر صحفي في غرفة العمليات في الحرم الجامعي بحيفا: إن إسرائيل لا تشعر بالعار بسبب تلقيها مساعدات ضرورية.وأشار نيتانياهو إلي أن مجلس الوزراء سيتخذ خلال جلسته الأسبوعية المقرر عقدها خلال ساعات قليلة بالكرمل سلسلة قرارات حول إعادة ترميم المنازل والأحراش التي احترقت وتقديم الدعم للمتضررين من الحرائق, وأنه سيعمل علي اختصار الإجراءات البيروقراطية.في الوقت ذاته, أكد إيلي يشاي وزير الداخلية الإسرائيلي وزعيم حزب شاس الديني أنه حذر مرارا من الوضع الكارثي لخدمات الإطفاء في إسرائيل, معربا عن استعداده للمساءلة لتوضيح الحقائق. ومن جانبه, أعرب الجنرال جابي أشكينازي رئيس الأركان الإسرائيلي عن اعتقاده بإمكانية إخماد الحريق الهائل الذي اندلع في شمال إسرائيل في غضون يوم أو يومين, غير أنه استدرك موضحا أن كل شيء يعتمد علي الطقس والظروف الجوية وسرعة الرياح. ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن إشكينازي قوله في مؤتمر صحفي: كلنا الآن رجال إطفاء.. موضحا أن الحريق الهائل في الشمال تطلب جهودا مضنية لاحتوائه وصولا لإخماده. وصرح متحدث أمني بأن فريق التحقيقات المشترك في الشمال أرجع سبب الحريق الأول من نوعه والأكبر في جبل الكرمل إلي حالة الإهمال من قبل سكان المنطقة وليس عملا متعمدا. وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد إن شخصين اعتقلا للاشتباه في أنهما تسببا في بدء الحريق من خلال الإهمال.وذكر راديو إسرائيل أن المشتبه بهما فتيان في السادسة عشرة من قرية علي حدود غابات منطقة الكرمل التي تتركز فيها النيران. وانضمت طائرات إطفاء أجنبية إلي المعركة لاحتواء الحريق بعدما وجه رئيس الوزراء مناشدة من أجل المساعدة بسبب نقص مثل هذه الطائرات لدي إسرائيل. وانضمت طائرات من الولاياتالمتحدة وإسبانيا وأذربيجان وسويسرا إلي طائرات من روسيا وتركيا واليونان وبريطانيا وفرنسا وقبرص تعمل بالفعل في إلقاء المياه علي الحريق. وكانت الأردن ومصر وبلغاريا ضمن الدول التي سارعت بإرسال إمدادات, مثل: مواد إطفاء وشاحنات إطفاء وطواقم لمساعدة إسرائيل في السيطرة علي الحريق. وعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس أيضا تقديم المساعدة في اتصال هاتفي نادر مع نيتانياهو. ومن المعتقد أن الاثنين لم يتحدثا منذ أن توقفت محادثات السلام المباشرة التي تتوسط فيها الولاياتالمتحدة في سبتمبر الماضي, وعبر عباس عن التعازي لإسرائيل في القتلي الذين لاقوا حتفهم في الحريق, وكان أغلبهم من الضباط المتدربين من مصلحة السجون وكانوا في طريقهم للمشاركة في إجلاء005 نزيل من سجن. وقالت مصادر إسرائيلية: إن عباس عرض أيضا إرسال عدة شاحنات إطفاء إلي إسرائيل. وكشفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن أن كارثة نيران جبل الكرمل تحولت إلي واحدة من أسوأ الأحداث المدنية في تاريخ إسرائيل كاشفة عن الفرق بين صورة هذا البلد وواقعه, كما ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن حرائق إسرائيل أسعدت عددا كبيرا في العالم العربي, الذين أعربوا عن شعورهم علي مواقع الإنترنت وبعض الصحف الإلكترونية.وأعربت الغالبية عن اعتقادهم بأن الله عاقب إسرائيل بسبب احتلالها الأراضي العربية وقتل الفلسطينيين خلال فترة حصار قطاع غزة. ودعا البعض إيران وحماس وحزب الله إلي استغلال الفرصة بمحاولة محو إسرائيل من علي وجه الأرض, بينما أعرب عدد آخر عن تعاطفهم بسبب المأساة وفقد عدد من الأرواح.