قبل أن تتحول قضية غريق الإسكندرية الشاب أحمد شعبان إلي سيناريو جديد يماثل قضية الشاب خالد سعيد والمنظورة أمام القضاء حاليا, حيث تبنت بعض الجمعيات والمنظمات المدنية الناشطة في مجال حقوق الإنسان الواقعة الجديدة كقضية تعذيب من أفراد الشرطة بقسم سيدي جابر, مما دفع منظمات دولية لها ثقلها للمطالبة بالتحقيق في الواقعة وكشف الحقيقة, ومن أجل ذلك فقد حاولنا البحث عن الحقيقة المجردة بعيدا عن الأهواء والمواقف المسبقة, من خلال تحقيقات النيابة العامة, وشهود العيان, وأقوال أسرة المتوفي. وحيث كشفت التحقيقات التي أجرتها نيابة سيدي جابر بإشراف المستشار عادل عمارة محامي عام شرق عن تلقي شرطة النجدة إخطارا بوجود جثة طافية في ترعة المحمودية, وتبين في التحقيقات أنها لشاب في التاسعة عشرة من عمره يدعي أحمد شعبان وأن والدته قد تقدمت قبل استخراج الجثة بيوم ببلاغ إلي النيابة العامة يفيد باحتجاز نجلها داخل قسم شرطة سيدي جابر مع زميله أحمد فراج في واقعة سرقة هاتف محمول, وتبين من تحقيقات النيابة التي أجراها مصطفي هاني زكي رئيس النيابة قيام المتوفي وصديقه باستقلال دراجة نارية في منطقة سموحة بشارع ترعة المحمودية, وأنهما سرقا هاتفا محمولا من طالبة بكلية الطب, التي استغاثت بالمارة مما دفع الأهالي لمطاردتهما وقام صاحب مزرعة يدعي إسلام محمد بالانطلاق بسيارته الخاصة ومطاردة المتهمين ونجح في إسقاطهما من علي الدراجة النارية( الموتوسيكل) ليندفع أحمد شعبان في اتجاه ترعة المحمودية ويستطيع الهروب, بينما تمكن الأهالي من القبض علي صديقه أحمد فراج الذي تم التحفظ عليه في معرض للسيارات حتي تم تسليمه إلي قسم شرطة سيدي جابر, وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بشأنه, بينما أكد شهود العيان أن أحمد شعبان استطاع الهروب باتجاه ترعة مريوط وبعد مرور أربعة أيام من الواقعة ظهرت جثة الشاب وقامت النيابة العامة بإجراء معاينة لجثة المتوفي حيث أكدت المعاينة الأولية عدم وجود أي إصابات ظاهرية, وسجلت وجود انتفاخ في الجثة وطبقة شمعية نتيجة آثار الغرق, مما ينفي دخول المتوفي لقسم الشرطة أو تعرضه للتعذيب حيث لم يتم القبض عليه حتي ظهور جثته في في الترعة. كما قام المصور الجنائي بتصوير الجثة في توقيت استخراجها من جميع الجوانب والأبعاد وقبل نقل الجثة إلي المشرحة, وكشفت التحقيقات عن أن المتوفي لم يدخل قسم الشرطة نهائيا, وفي بداية التحقيقات استمعت النيابة إلي أقوال جميع الشهود الذين أكدوا أن المتوفي كان يجري هربا في اتجاه ترعة المحمودية علي بعد20 مترا من المياه, كما اطلعت النيابة علي محضر السرقة وأقوال الشهود فيه وأمرت النيابة برئاسة المستشار ياسر رفاعي المحامي العام الأول لنيابة الاستئناف باستعجال تقرير الطب الشرعي. واستمعت النيابة إلي أقوال أهل المتوفي حيث أكد والده أنه لا توجد شبهة جنائية في وفاته, وهو ما أكده عم المتوفي في التحقيقات الأولية, بينما قالت شقيقته في التحقيقات إنها لا تعلم وجود شبهة جنائية من عدمه في واقعة الوفاة.
