يحتل عيد الأضحي المبارك مكانة كبيرة جدا في قلوب المسلمين جميعا.. ويرتبط هذا العيد في قلوبنا بفرحة كبري ربما لا تدانيها فرحة أخري.. ربما تأتي هذه المكانة وهذه الفرحة من كون هذه الأيام أيام العيد وما قبلها. من أعظم أيام الله لما لها من قدسية وجلال, حيث يعود فيها الحاج كما ولدته أمه مطهرا من كل الذنوب بإذن الله. ومن هذا المنطلق ومن تلك المكانة لماذا لا نفرح نحن العرب والمسلمين بهذه الأيام كما يجب وبما يتوافق مع جلالها وأهيميتها.. لماذا نظل جميعا في محبس الظروف الاقتصادية وهموم الحياة اليومية وضغوط الأحداث وجنون الأسعار وغلاء المعيشة؟!.. لماذا لا نلتقط الأنفاس ونحقق معني العيد ونمنح أولادنا الفرصة ونعلمهم كيف يفرحون بالعيد ويسعدون أنفسهم... اذا لم يفرح الناس بهذا العيد وهذه المناسبة الكبري فمتي يفرحون؟.. لاشك أن لدينا أحداثا وظروفا ومشكلات لايمكن أن يتجاهلها العقل.. سواء كانت الأحداث العامة وما يدور حولها من جدل أو الأحداث الشخصية التي تدور في عقل ورأس كل إنسان. وهنا اضرب مثالا واحدا فقط بقضية الأسعار فهل من الممكن أن نتجاهل أو ننسي لبعض الوقت هذه القضية التي تؤرق كل مصري وربما تكون من أهم أسباب النكد العائلي ولا أبالغ اذا قلت إن قضية الأسعار وما يترتب عليها من عدم القدرة علي تلبية احتياجات الأسرة تعد سببا رئيسيا لتفاقم المشكلات العائلية ومن ثم الانفلات داخل البيت والشارع المصريين.. لكن برغم كل ذلك وبرغم حجم المعاناة اليومية يجب أن ندرب أنفسنا علي تعلم ثقافة الفرحة بهذا العيد.. وبكل الأعياد والمناسبات حتي تتجدد الحياة وحتي نستعيد بعض نشاطنا الذهني والصحي.. يجب أن نفرح بهذا العيد بعيدا عن كل شئ.. والأهم من ذلك أن نعلم أطفالنا وأولادنا كيف يفرحون بالعيد.. ولا نتركهم دائما في معية النكد والهموم التي نعيش فيها نحن الكبار بشكل يومي.. فلا ذنب لهم ولا جريرة.. ربما يتساءل البعض كيف نفرح ونحن لا نملك سيولة مادية ولا نستطيع تلبية حاجة أولادنا؟! أقول إن المسألة تحتاج الي ثقافة وطريقة للخروج من دوامة الكآبة اليومية وروتين العمل ولا تحتاج إلي أكثر من رغبة أكيدة في الخروج إلي أي مكان مفتوح لبعض الوقت وتدريب النفس علي تغيير أنماط الحياة.. فتعالوا نتعلم من العيد كيف نفرح؟!