الأعياد.. ظاهرة إنسانية يتفق عليها العالم وتختلف النظرة إليها من وطن إلي آخر ومن شعب بل من قبيلة إلي أخري ومن دين إلي دين ولكن سمة عامة تجتمع بين كل الأعياد وهي أن تكون مناسبة للمتعة والفرحة والسرور. وهذه السمة العامة نجدها أيضا في أعياد المسلمين ولكن بصورة منضبطة لا مكان فيها للهو غير البريء أو الانغماس في المعاصي. ومن هذه الزاوية فإن الأعياد في الإسلام تكتسب أبعادا دينية واجتماعية وانسانية.. فيوم الجمعة عند المسلمين عيد يلتقون فيه في المساجد تجمعهم أواصر الاخوة الاسلامية ويتجهون إلي قبلة واحدة في صلاة إلي الواحد الأحد وهي صلاة كما يقول النبي صلي الله عليه وسلم تمحو بإذن الله ما يقع من ذنوب بين الجمعة والجمعة.. فضلا عن الشعور بالراحة بعد عناء العمل6 أيام, ثم يأتي التزاور والتواصل بين الناس بعضهم بعضا ليتوج فرحة هذا العيد خاصة إذا تكافل الجميع وتضامنوا في عمل الخير. ومثل ذلك نجده في عيد الأضحي المبارك الذي يشرق علي المسلمين بعد جهاد للنفس والشيطان في رحلة شاقة بدنيا وماليا هي رحلة الحج والعمرة بما فيها من مناسك تستدعي النشاط والانتقال من مكان لآخر وقوفا بعرفة وهو قمة الحج حيث يجتمع المسلمون فوقه في مؤتمر اسلامي كبير لا يعرف له العالم مثيلا ثم يأتي العيد ليتوج مشاعر الفرحة وذبح الأضحية إحياء لسنة إبراهيم عليه السلام هكذا تعبر أعياد المسلمين عن معان مجملها دعوة منضبطة للفرحة وعبادة الله والتكافل وكل عام وأنتم جميعا في خير ورحاب رضا الله وعطائه الممتد بلا حدود.