كشف مسئول أمريكي بارز أن الإدارة الأمريكية أبلغت مسئولين إسرائيليين كبارا مؤخرا بأنها لن تقوم بأي عملية عسكرية ضد إيران حتي استكمال سحب القوات الامريكية من العراق وأفغانستان. أي خلال العامين المقبلين, في الوقت الذي جددت فيه إيران تأكيدها أن قضية تبادل الوقود النووي مستقلة ومنفصلة تماما عن محادثاتها مع القوي الست الكبري حول برنامجها النووي, وأن عدم احترام هذا الاستقلال سيخلق العقبات في المستقبل, كما انتقدت بشدة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو ورفضت اتهاماته لطهران بأنها لا تتعاون بما يكفي مع مفتشي الوكالة الذين يحاولون التحقق مما إذا كانت تسعي إلي امتلاك سلاح نووي. وأوضحت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أمس نقلا عن المسئول الأمريكي أنه بموجب الخطط الأمريكية من المقرر أن يخرج آخر جندي أمريكي من العراق في أغسطس2011, فيما لم يتحدد بعد جدول زمني لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان وقد تبقي القوات الأمريكية هناك حتي2012 وربما أكثر من ذلك. يأتي هذا في الوقت الذي دعا فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو أمس الأول الغرب إلي إقناع إيران بأنه عازم علي اتخاذ عمل عسكري لمنع طهران من إنتاج أسلحة نووية. وقال نيتانياهو, خلال كلمة أمام مؤتمر للجاليات اليهودية في أمريكا الشمالية في مدينة نيو أورلينز الأمريكية الليلة قبل الماضية, إن العقوبات الاقتصادية علي إيران فشلت في كبح برنامجها النووي وأن التهديد بالعمل العسكري وحده هو القادر علي إثناء طغاة طهران عن الحصول علي قنبلة نووية. وأضاف أن المرة الوحيدة التي علقت فيها إيران برنامجها النووي كانت لفترة قصيرة خلال عام2003 عندما اعتقد النظام أنه يواجه تهديدا يعتد به بعمل عسكري ضده. ومن جانبه, قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين ميهمانباراسات لوكالة الأنباء الفرنسية أمس إن قضية تبادل الوقود النووي منفصلة عن الحوار مع مجموعة5+1 المتوقع إجراؤه أواخر الشهر الجاري. وتابع لقد قلنا من البداية إن هاتين القضيتين مستقلتان عن بعضهما البعض, وإذا لم يتم احترام هذا الاستقلال فإن ذلك سيخلق عقبات في التطورات المستقبلية. كما أثارت تعليقات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول عدم تعاون إيران مع مفتشي الوكالة, رد فعل غاضبا من الوفد الإيراني, حيث وصفها إسحق الحبيب نائب سفير ايران لدي الأممالمتحدة بأنها تعليقات غير صحيحة ومضللة. وقال الحبيب للجمعية العامة إن الحقيقة هي أن الوكالة الذرية أفادت بتفاصيل كثيرة للغاية عن الأنشطة النووية السلمية لإيران تثبت أن الوكالة تستطيع الوصول إلي كل المواد النووية في إيران, مشيرا إلي أن تقارير الوكالة تؤثر فيها دول تقول طهران إنها تتهمها ظلما بصنع اسلحة نووية. وقال الحبيب يبدو أن التقارير الأخيرة من الوكالة أعدت تحت ضغط من الخارج. وإيران عازمة علي ممارسة حقها غير القابل للمصادرة في تكنولوجيا الطاقة النووية للأغراض السلمية وعلي بناء تقدمنا العلمي, بما في ذلك دورة الوقود النووي.كما أكد الحبيب رغبة إيران في إجراء محادثات مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة بالإضافة لألمانيا في المستقبل القريب. وكان أمانو قد ذكر لدي عرضه التقرير السنوي عن انشطة الوكالة للجمعية العامة أن إيران لم تقدم التعاون الضروري بما يسمح للوكالة بتأكيد أن كل المواد النووية في إيران موجودة في أنشطة سلمية. وتوترت علاقات إيران مع الوكالة الذرية منذ تولي أمانو إدارتها العام الماضي. وتبني أمانو منهجا أكثر حدة من سلفه محمد البرادعي بما في ذلك ذكره في تقرير أن معلومات المخابرات تشير إلي أن إيران تسعي لصنع صاروخ ذي رأس نووية. وصرح مندوب إيران بالوكالة الذرية علي أصغر سلطانية علي هامش مؤتمر حظر التجارب النووية بأن بلاده أعربت في رسالة بعث بها أمين مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي إلي مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي عن استعدادها للبدء في المفاوضات النووية, مشيرا إلي أن الكرة الآن في الملعب المقابل لاثبات حسن نيته لاجراء مفاوضات جدية وناجحة. وأضاف سلطانية أن إيران تستثمر حقها المشروع في استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية والتزمت منذ البداية بما عليها من تعهدات بما يمكن أن تستفيد من هذه الطاقة النووية لانتاج الكهرباء وسائر الاستخدامات الأخري. وفي الوقت نفسه, صرح فيتالي تشوركين مندوب روسيا لدي الأممالمتحدة بأن بلاده تأمل في أن تستأنف طهران محادثاتها قريبا مع مجموعة5+1( روسيا والولايات المتحدةالأمريكية والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا), حول البرنامج النووي الإيراني. وقال تشوركين, في كلمة خلال اجتماع الجمعية العامة حول نشاط الوكالة الذرية إن روسيا تدعو إيران إلي تنفيذ قرارات مجلس الأمن والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤكدا في نفس الوقت أنه لايوجد بديل للتسوية السياسية- الدبلوماسية لقضية البرنامج النووي الإيراني. يأتي هذا فيما أكد الرئيس التركي عبد الله جول في كلمة بجامعة أوكسفورد البريطانية أمس الأول أنه يتوقع أن تستضيف بلاده المحادثات بين إيران والقوي الست الكبري قريبا. وعلي صعيد آخر, حث رجل أعمال وتجار حكومة دبي علي تخفيف القيود المفروضة علي التجارة مع إيران, بموجب عقوبات الأممالمتحدة. وقالت وكالة أنباء الامارات( وام) إن رجال أعمال والتجار التقوا مع نائب حاكم دبي الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم أمس الأول للشكوي من عقبات تواجههم في القيام بأعمال مع إيران بسبب القيود المصرفية, وناشدوا الحكومة التدخل لدي الجهات المعنية والدول ذات العلاقة لايجاد آليات واضحة للتعامل بما يؤدي الي تيسير التمويل والحد من الاضرار التي يواجهها قطاع التجارة. ومن جانبها, أكدت الإيرانية الحائزة علي جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي أمس الأول تصاعد المعارضة الداخلية للحكومة الإيرانية بزعامة الرئيس محمود أحمدي نجاد, بعد تزايد العنف الحكومي وانتهاكات حقوق الانسان واتساع نطاق الفقر, وجاءت تصريحات عبادي في مقابلة مع وكالة الأسوشيتدبرس قبيل تحدثها أمام الأممالمتحدة حول تدهور أوضاع حقوق الانسان في إيران والسعي للحصول علي تأييد من الجمعية العامة لمشروع قرار يدين سجل حقوق الانسان الإيراني.