زواج الشباب المصري من عواجيز أجانب! نوع جديد من الاتجار بالبشر ظهر في بلادنا هذه الايام.. تعتبره كذلك وزارة الاسرة طبقا لبرتوكول الاممالمتحدة بمنع وقمع ومعاقبة الاتجار بالاشخاص. العريس في العشرين من عمره.. والزوجة الأجنبية تقترب من السبعين ربيعا!.. والزفاف يتم بمباركة الزوجة الاولي والاسرة كلها حتي يتحول عش الزوجية الفقير البائس الي بيت جديد عامر بالخيرات.. يدخله التلفزيون والخدمات العصرية.. وتمتد فيه سهرات تدخين المعسل الي ساعات متأخرة من الليل.. هذا المشهد يتكر الآن كما تؤكد وزارة الاسرة والسكان في بعض محافظات بلادنا.. والصفقة تتم بالمال مقابل الشباب والثمن يدفعه شبابنا راضيا مرضيا. * واذا كانت وزارة الاسرة والسكان قد تحركت منذ أيام كما تشرح د.عزة العشماوي مدير وحدة الاتجار بالبشر بالوزارة لمواجهة ظاهرة زواج المسنات الأجنبيات بالشباب المصري واعتبرت هذا النوع من الزواج من أخطر أنواع الاتجار بالبشر ضمن قائمة الاممالمتحدة التي تعرفه بأنه كل إعطاء أو تلقي مبالغ مالية نظير الاستغلال والذي يشمل سائر أشكال الاستغلال الجنسي أو السخرة أو الخدمة قسرا أو الاسترقاق أو الاستبعاد أو نزع الاعضاء. وتتنوع أشكال الاتجار بالبشر كما تضيف د.عزة الي زواج القاصرات من المصريين أو غير المصريين وعمالة الاطفال.. وأطفال الشوارع.. وسرقة الاعضاء.. وأخيرا زواج الشباب من أجنبيات مسنات. وإذا كانت وحدة الاتجار بالبشر تحاول الآن جاهدة دراسة الظاهرة واقتراح حلول لمواجهتها.. فإن الواضح من واقع الحال ان هذه الزيجات الغريبة مستقرة تماما في المناطق السياحية في صعيد مصر. وتنال كل الرضا من الاسرة.. وتكاد تتركز في أنماط معينة من الشباب مثل سائقي الحنطور والمراكبية في الاقصر وأسوان.. والعاملين برفقة السياح في الغردقة وشرم الشيخ. ليالي زوجية وفي المواقع السكنية بالبر الغربي بالاقصر يتكرر مشهد الاجنبيات اللائي يعيشن الآن في بيوت الزوجية مع الزوجة الاولي والابناء.. وامام محلات البقالة تشتري السيدات الاجنبيات كميات هائلة من المعسل حتي تدخن كل العائلة في أمسيات البر الغربي الدافئة.. وداخل البيوت المعروفة للباحثين والتي تشتمل علي مثل هذه الزيجات.. يكون دائما حديث الزوجة المصرية عن هذا الوضع الغريب والمثير للدهشة ان الزوجات المصريات راضيات تماما عن هذا الزوج,, قالت احداهن ان الزوجة الأجنبية وافقت علي زواجها بزوجي حتي لا يتغرب ويسافر الي دول الخليج وقضاء سنوات طويلة بعيدا عنا لتوفير إحتياجاتنا.. وكان وجود هذه السيدة أفضل مائة مرة من سفر زوجي وغربته.. لقد وافقت علي الصفقة مقابل بعض الليالي أستغني فيها عن زوجي لمصلحة الزوجة الاجنبية! والغريب ان عديدا من سكان وشباب الاقصر يعتبرون الزواج من أجنبية هو الطريق الي تحقيق الاحلام المالية سواء كانت زوجة شابة أو مسنة. شبح الإيدز وفي الاقصر قال لي د.سمير فرج محافظ الاقصر لقد حاولنا مواجهة الظاهرة بكل الطرق.. جربنا النصح والارشاد ولم ينفع.. وجربنا الدعاة والخطب في المساجد يوم الجمعة ولم ينفع.. ولكن توصلنا إلي فكرة كانت مؤثرة جدا إذ دعونا وزارة الصحة ان ترسل لنا سيارات لتحليل دماء المتزوجين من اجنبيات بدعوي إنتشار مرض الإيدز الذي ينتقل اليهم عبر هذا الزواج.. وقد حققت هذه الحملة بعض المخاوف من إنتشار مرض الايدز المخيف بين رجال الاقصر.. وحققت انخفاضا في عدد هذه الزيجات.* وإذا كانت الظاهرة تنتشر بالفعل في الاقصر.. وبالذات في البر الغربي.. الا انها تأخذ شكلا مغايرا تماما في المدن السياحية الساحلية مثل شرم الشيخ والغردقة كما يشرح لي اللواء محمد شوشة محافظ جنوبسيناء. فإن معظم الزيجات بأجنبيات تتم بين شباب يعملون في السياحة ورياضة الغطس وبين أجنبيات شابات وليس مسنات ويحكم العلاقة التي تنتهي بعد فترة من الوقت حكم زواج المتعة.. انها منفعة بين الشاب المصري والشابة الأجنبية غالبا ما تكون بقصد الحصول علي بعض المال.. أو تكون مغامرة عاطفية.. ولكنها تنتهي دائما دون مشاكل.. الا إذا نتج عن هذا الزواج أبناء هنا يتحول الزواج الي كارثة يدفع ثمنها الشاب المصري.. والاطفال الذين غالبا ما يختفون مع الزوجة الاجنبية. * وفي اسوان ينفي اللواء مصطفي السيد محافظ اسوان تماما وجود مثل هذه الزيجات في المدينة ويؤكد أنها ظاهرة لا وجود لها في أسوان! لماذا القلق؟ * وإذا كان الزواج من أجنبيات ليس عيبا في حد ذاته ولا تحرمه الشرائع السماوية.. ولكن عندما يكون زواج شاب مصري من أجنبية مسنة بهذه الصورة التي نراها الآن في المدن المصرية مع اختلاف العادات والتقاليد بين الرجال المصريين والمسنات الاجنبيات.. فإن انتشار هذا الزواج.. كما يقول تقرير هام بوزارة الاسرة والسكان.. يثير القلق بين صناع القرار والمسئولين في وزارة الاسرة والسكان في مصر حول الاسباب الحقيقية وراء انتشاره والمشكلات الاجتماعية أو القانونية التي تكون قد حدثت أو سوف تحدث للشباب المصري. وانطلاقا من هذا السياق قامت وحدة الاتجار بالبشر بترتيب من د.مشيرة خطاب وزيرة الاسرة والسكان باقتراح دراسة حول زواج الشباب المصري من مسنات اجنبيات في4 مدن الاقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ للتعرف علي أسباب إقبال الشباب علي مثل هذه الزيجات.. وإن كان من المعروف سلفا دون حاجة إلي أي دراسة أن الظروف المالية هي الدافع الوحيد لمثل هذه المخاطرة التي ليس لها طعم ولا لون.. وسوف تتم الدراسة خلال شهر نوفمبر بأكمله بحيث تكون النتائج جاهزة في أول ديسمبر القادم ماذا بعد الدراسة؟ سألت د.عزة العشماوي ماذا بعد إجراء هذه الدراسة المعروف نتائجها سلفا دون حاجة لدراسة؟ أجابت المسئولة عن وحدة الاتجار بالبشر في بلادنا أن الحكومة المصرية قامت بمواجهة عديد من نماذج الاتجار بالبشر في مصر عندما أنشأت المجلس القومي للطفولة والامومة ليختص بمكافحة وضع الاتجار في الاطفال.. واستطاعت إعداد خطة لمكافحة الاتجار في الاطفال وإعادة تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع.. وأيضا زواج القاصرات من مصربين وغير مصريين وتقوم وزارة الاسرة بمواجهة هذا النوع من الاتجار بالقاصرات.. وكذلك عمالة الأطفال.. وأطفال الشوارع.. وسرقة الاعضاء.. كل هذه النماذج من الاتجار بالبشر تقوم الوزارة الآن بمواجهتها. والآن جاء دور الفرع الجديد من الاتجار بالبشر والذي يتمثل في استغلال الشباب المصري بالزواج من مسنات أجنبيات. ويقتضي ذلك اتخاذ بعض القرارات علي ضوء نتائج البحث الجاري الاعداد له مع بداية شهر نوفمبر.
