بعد عام من حملة انتخابية شرسة ومريرة شكل ملامحها غضب الناخبين من تدهور الاقتصاد الأمريكى توجه ملايين الأمريكيين للتصويت فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس، والتى من المتوقع أن تؤدى إلى نكسة سياسية خطيرة للديمقراطيين ولأوباما. ومن المقرر أن تشهد هذه الانتخابات فوز الجمهوريين بالأغلبية في مجلس النواب وخسارة مقاعد للديمقراطيين في مجلس الشيوخ, مما يهدد بتعطيل أجندة الرئيس باراك أوباما الانتخابية.وتجري الانتخابات علي كل مقاعد مجلس النواب وعددها435 مقعدا وعلي37 مقعدا في مجلس الشيوخ وفي37 ولاية علي منصب الحاكم. وبدأ عدد كبير من الولايات تصويتا مبكرا من خلال الانترنت منذ أسابيع بينما بدأ التصويت في الساحل الشرقي أمس, وفي وقت لاحق في ألاسكا وهاواي. وحشد الحزبان عشرات المحامين في الولايات التي قد تشهد تقاربا, في النتائج والتي يمكن أن تتحول إلي ساحات المحاكم, في الوقت الذي توقع فيه المراقبون أن تظل هناك شكوك في النتائج لكل من الفائزين والخاسرين, خاصة أن النتائج لن تعلن قبل ساعات في بعض السباقات الحرجة. وهناك عشرات السباقات الحرجة التي يصعب التنبؤ بنتائجها حيث شن مرشحو الحزبين حتي حملات اللحظة الاخيرة ووجهوا نداءات لجمع الاموال, في حملة انتخابية تعتبر الأكثر تكلفة في التاريخ الأمريكي حيث تكلفت3.5 مليار دولار. وسيشهد الديمقراطيون منافسة شرسة في ولايات نيفادا والينوي وكاليفورنيا وفلوريدا ووست فرجينيا وبنسلفانيا وألاسكا. وفي واحد من أبرز السباقات يسير زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ السيناتور هاري ريد كتفا بكتف مع المرشحة الجمهورية شارون انجل في مسعي للاحتفاظ بمقعده في المجلس عن نيفادا لفترة أخري. كما شارك الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في حملة لمؤازرة جو مانتشين المرشح الديمقراطي لمجلس الشيوخ في ولاية وست فرجينيا.كما يسعي الجمهوري جون بونر للإطاحة بالديمقراطية بيلوسي من رئاسة مجلس النواب. وقدرت استطلاعات الرأي ومحللون مستقلون مكاسب الجمهوريين ب50 مقعدا علي الأقل في مجلس النواب, وهو ما يزيد كثيرا علي39 مقعدا فقط يحتاجونها لتحقيق الاغلبية في المجلس وانتزاع رئاسته من النائبة الديمقراطية نانسي بيلوسي.ومن المتوقع أن يحقق الجمهوريون مكاسب كبيرة أيضا في مجلس الشيوخ ويبدو من الصعب إن لم يكن مستحيلا أن يحصلوا علي المقاعد العشرة التي يحتاجونها لتحقيق الأغلبية في المجلس.وأظهر أحدث استطلاع للرأي أجراه معهد جالوب وصحيفة يوإس توداي استمرار تقدم الجمهوريين بنسبة55% مقابل40% لصالح الديمقراطيين. وذكرت صحيفة يو إس توداي أن هذا الفارق لم يحدث منذ عام1974 عندما استغل الديمقراطيون فضيحة ووترجيت لحشد الناخبين للتصويت لصالحهم. ومن جانبه, استبعد زعيم الحزب الجمهوري مايكل ستيل فوز حزبه ب39 مقعدا إضافيا في مجلس النواب يحتاجها لاستعادة الأغلبية في المجلس التي فقدها عام.2006 وأوضح قائلا: في حال فاز الحزب ب39 مقعدا وحصل علي الأغلبية في مجلس النواب فإن ذلك سيشكل نجاحا لنا, كما أن الفوز ب37 مقعدا فقط سوف يكون نجاحا أيضا. وبعد11 ساعة من جولة انتخابية, حذر أوباما من أن نتائج التصويت ستستمر نتائجها لعقود قادمة, داعيا الناخبين إلي الاستمرار في مساندة حملته من أجل التغيير. وأضاف أن الولاياتالمتحدة قد تجد نفسها في وضع صعب جدا إذا فاز الجمهوريون. لكنه أقر في تصريحات أدلي بها عشية الانتخابات لإذاعة دبليو دي أي أس أف أم في فيلادلفيا, بأنها: انتخابات صعبة لأننا عبرنا للتو فترة صعبة للغاية في السنتين الأخيرتين. واعتبر الرئيس الأمريكي أن مواطنيه سيردون علي السؤال التالي هل سنواصل السير علي هذه الطريق أو أننا سنغير وسنعود إلي الوضع الذي أوقعنا في هذا الارتباك, في إشارة إلي ثماني سنوات من الرئاسة الجمهورية مع جورج بوش. وقال أوباما مهما كان الوضع صعبا في هذه اللحظة, فإننا سنسير في الاتجاه الصحيح علي الأقل. إذا غيرنا, فسيلزمنا وقت قبل الوصول إلي وضع يمكن للناس فيه أن يطوروا مواهبهم ويمكن للشركات الصغيرة أن تنمو.ولاحظ أوباما أن البطالة لا تزال مرتفعة, والناس مستاؤون من وتيرة التحسن بالتأكيد, حتي ولو أنقذنا الاقتصاد من تدهور ثان. وأضاف أوباما لكن الحقيقة هي أننا بصدد إحراز تقدم, وكل الإحصاءات تدل علي أننا في الاتجاه الصحيح.وفي مسعي لتقليل آثار وصفه للجمهوريين بالأعداء, قال أوباما إنه ما كان ينبغي له أن يستخدم كلمة أعداء لوصف خصومه السياسيين في الوقت الذي يسعي فيه الجمهوريون لإثارة قضية هذا التعليق.واستغل الجمهوري جون بونر هذا التعليق حيث قال إن اليوم مما يبعث علي الأسف أن لدينا رئيسا يستخدم كلمة أعداء لوصف مواطنين أمريكيين... بني وطنه. إنه يستخدمها لوصف اناس يختلفون معه بشأن جدول أعماله لحكومة أكبر... أناس يدعون إلي حكومة أصغر أقدر علي المساءلة وتحترم الحريات وتمكن مؤسسات الأعمال الصغيرة من إيجاد فرص العمل.