عمرو بن الجموح صحابي جليل وكان سيدا من أسياد يثرب.. وقبل إسلامه, كعادة أسياد قريش الذين كانوا يحذرون من دين محمد صلي الله عليه وسلم. كان يحذر زوجته( هند) من أن يلتقي أولاده بمصعب بن عمير الذي كان يبشر بدين محمد صلي الله عليه وسلم واستطاع ان يستميل الكثيرين لهذ الدين عن قصة إسلامه يقول الشيخ علاء حمزة امام وخطيب بالجمعية الشرعية كان عمرو يستمع ذات يوم لولده معاذ بعد أن جلس الولد لمصعب بن عمير, فقرأ معاذ علي أبيه سورة الفاتحة, فقال عمرو ما أحسن هذا الكلام وما أجمله.. أو كل كلامه مثل هذا يقصد مصعب فقال معاذ: نعم يا أبي.. وقال معاذ لوالده: فهل لك أن تبايعه فقومك جميعا قد بايعوه, فسكت قليلا وقال: لا حتي أستشير( مناة)( صنم من خشب كان يعبده) فقال معاذ: يا أبي انه لايسمع ولايتكلم ولايعقل. فقال لا حتي أرجع إليه. ورجع عمرو إلي الصنم وأخذ يحدثه, ومن الطبيعي أن الصنم لم يجبه ولكن ظلمات الكفر تغلف العقول. وفكر أولاد عمرو في حيلة يسقطون بها مناة من قلب أبيهم, فأخذو مناة ووضعوه في حفرة. يرمون بها القذر, فقام عمرو وأخذ مناه ونظفه وتوعد من فعل به هذا, ثم عاد أولاده لما فعلوه المرة الاولي ثم عاد والدهم وأخذه ونظفه ثم قال له: يامناة خذ هذا السيف وجعله في عنقه, وقال له: ان يك فيك خير فادفع عن نفسك, واذ به يجده مربوطا, مع كلب ميت في حبل واحد, فأيقن أن هذا الصنم ليس إلها وأعلن اسلامه, وظل يتذوق ويرتوي من حلاوة الايمان. وبينما يستعد أبناؤه للجهاد في غزوة أحد فاذا به يقول: اني ذاهب معكم فاعترض الأبناء لأنه أعرج, فأصر علي الخروج إلي الجهاد وذهب بهم إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وعرض الأمر عليه وقال: أني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة, فقال النبي صلي الله عليه وسلم لأولاده: دعوه لعل الله يرزقه الشهادة.. وما ان بدأت المعركة حتي أخذ الصحابي الجليل عمرو بن الجموح يقفز علي رجله الصحيحة وهو يردد: إني لمشتاق للجنة.. إني لمشتاق للجنة. حتي وقع شهيدا بإذن الله.