علي الرغم من انتشال ناجيين بعد أكثر من عشرة أيام علي الكارثة خلال الساعات الماضية, وضعت حكومة هايتي أمس حدا لعمليات البحث عن عالقين تحت الانقاض في العاصمة بورت أو برنس, وذلك في وقت استعد فيه سكان هايتي للحداد علي قتلاهم الذين ارتفع عددهم الي أكثر من111 ألفا. وذكرت هيئة تنسيق الشئون الانسانية في الأممالمتحدة في بيان أنه بعد أن تم انتشال132 شخصا أحياء منذ الزلزال الذي دك هايتي في12 يناير, أعلنت الحكومة نهاية عمليات البحث والإغاثة. وأضاف البيان ان العمليات الانسانية ستركز من الأن علي مساعدة المشردين وتسريع وتيرة توزيع الأغذية والمياه والأدوية وتأمين الملجأ لمئات آلاف الناجين في بورت أو برنس وفي مدينتي جاكميل وليوجان. وجاء البيان عقب انقاذ عجوز تبلغ من العمر84 من العمر وشابا عمره22 عاما من تحت الأنقاض في بورت أو برنس مساء أمس الأول, وبذلك ينتهي دور1918 مسعفا دوليا و160 كلبا موزعين علي67 فريقا كانت مهمتهم البحث عن ناجين تحت انقاض العاصمة ومدن وقري في جنوب هايتي. وفي غضون ذلك يشارك حشد كبير في مراسم جنازة الزعيم الكاثوليكي جوزيف سيرج ميوت كبير أساقفة بورت أوبرنس الذي لقي حتفه في الزلزال, والتي ستقام أمام انقاض كاتدرائية نوتردام. ووسط سحب الحزن, ظهرت دلائل علي أن الدولة الفقيرة الواقعة في البحر الكاريبي بدأت تعود للحياة, فمن المقرر ان تعيد البنوك فتح أبوابها اليوم وانتعش نشاط شركات تحويل الأموال التي أعادت فتح أبوابها أمس الأول. كما أعيد فتح متجر كبير لكنه مديره يقول ان لديه مخزونا يكفي لاسبوع أو لأسبوعين فقط. ورغم تدفق المعونات من أنحاء العالم علي المدينة المدمرة في اطار عملية انقاذ ضخمة تقودها الولاياتالمتحدة لايزال السكان الذين يقيمون خياما في الشوارع التي يتناثر فيها الركام يشكون مر الشكوي من انهم لايحصلون علي الطعام. وهتفت مجموعة من المحتجين خارج مركز للشرطة حيث تعمل حكومة الرئيس رينيه بريفال نحن جوعي وعطشي ولم يعد بمقدورنا تحمل الكارثة.. نريد طعاما ومياها. ليسقط بريفال.. يعيش أوباما. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أرسل قوة عسكرية قوامها13 ألف جندي لتقود جهود الإغاثة الدولية. ومن جانبها أعلنت جوزينت شيران مديرة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن منظمتها وزعت أمس الأول مليوني وجبة غذاء لمنكوبي الزلزال. وقالت شيران ان المساعدات الغذائية بدأت بعد24 ساعة علي وقوع الزلزال وتزداد يوما بعد يوم مع توزيع مليوني وجبة طعام يوم الجمعة, بارتفاع ملحوظ عن يوم الخميس الذي جري فيه توزيع1.2 مليون حصة غذائية. وأضافت ان الكلمات لاتكفي لوصف الدمار في هايتي, مشيرا الي ان بعض المناطق في بورت أو برنس في حالة أسوأ بكثير من بعض مناطق الحرب. ومن جهة أخري, أعلنت السلطات في هايتي أن حصيلة ضحايا الزلزال ارتفعت الي111 الفا و499 قتيلا, بعد أن كانت آخر حصيلة تشير الي مقتل75 ألف شخص. وأضافت السلطات في بيان أن الزلزال خلف ايضا190 الف جريح و55 ألف أسرة منكوبة. وفي كندا, أعلن وزير الهجرة جايسشن كيني أن أول مجموعة من الأطفال الهايتيين الذين تبنتهم أسر كندية سيصلون خلال اليومين المقبلين. وفي فرنسا وصل33 طفلا مساء أمس الأول الي باريس بحضور زوجة رئيس الجمهورية كارلا بروني وسط جدل حول مصير هؤلاء الأطفال. وكانت منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة( يونيسيف) قد أعلنت اختفاء15 طفلا من مستشفيات هايتية إثر الزلزال, وأن شبكات الاتجار في الاطفال المرتبطة بسوق التبني تنشط عادة اثناء الكوارث.