حالة من الحزن والاستياء تسيطر علي مواطني أسيوط بعدما تبددت آمالهم وأحلامهم في الحصول علي رغيف خبز مدعم عقب اصطدام الواقع المرير بالتصريحات الوردية. التي أدلي بها المسئولون بأسيوط بأن الأزمة ستختفي تماما إلي الأبد وستحل جميع مشاكل المواطنين ولن يشاهد المواطنون طوابير أمام المخابز بعد اليوم, ولكن في حقيقة الأمر الأزمة مازالت قائمة وبشدة في محافظة اسيوط وأخذت اشكالا عدة وعلي مرأي ومسمع من المسئولين الذين يتظاهرون بأنهم لا يعلمون عن الامر شيئا, خاصة بعد ان فشلت كل الخطط والمقترحات التي نفذها المسئولون في الأجهزة المحلية بأسيوط لحل مشكلة الخبز في محافظة مترامية الاطراف يزيد طولها علي120 كم ويزيد عدد قراها وتوابعها علي400 قرية ونجع بالاضافة الي11 مدينة وعدد2 من الأحياء ويصل عدد سكانها الي حوالي4 ملايين نسمة, لذا تباينت ردود أفعال المواطنين عن أزمة الخبز بأشكالها المتعددة وخاصة في القري التي هي بعيدة عن أعين المسئولين وآذانهم ايضا فلم يستمع أحد لشكاوي هؤلاء البسطاء وخاصة ان اصحاب الافران من أصحاب العزوة وأهل الحظوة فلذا كل الشكاوي تعود كما تذهب ويذهب الخبز للبعض ويمنع عن البعض الاخر بحجج قرارات المسئولين بتحديد كميات البيع للجماهير وهو ما يطبق علي البسطاء الذين ليس لهم نفوذ أو سطو بل يذهب الخبز للبعض الاخر في المنازل. يقول احمد كامل عبد الحفيظ موظف لقد علمنا بأن هناك مشروعا لتوصيل الخبز للمنازل سعدنا به كثيرا لأن هذا المشروع كان من المفترض ان يوفر علينا أزمة الوقوف طويلا أمام المخابز وتأخرنا الدائم عن العمل هذا بالاضافة الي ان والدي رجل مسن لا يستطيع تحمل معاناة الطوابير وعلي الفور سارعنا بالاشتراك من خلال سداد مبلغ6 جنيهات لأجهزة المحافظة القائمة علي المشروع ولكننا فوجئنا بأن المشروع وهمي حيث لم يمر علينا أحد لتوزيع العيش كما قيل لنا واكتفوا بوضع الخبز في أكياس بلاستيكية وتم وضعها في المخبز التابع لمنطقتنا في حي الاربعين اضطر للوقوف بصفة يومية في طوابير للحصول علي الخبز بالرغم من الاشتراك الشهري الذي أقوم بتسديده. وشاركه الرأي مدحت خلة تادرس موظف الذي اشار الي ان الأهالي يواجهون معاناة كبيرة لايشعر بها مسئولي المكاتب المكيفة حيث ان اقتراح توصيل الخبز للمنازل نفذ علي استحياء في مدينة اسيوط من خلال جهود الشباب الذين وجدوا فيها فرصة عمل في بعض الأماكن الراقية فقط اما الأماكن الأخري الشعبية فمازال الحال علي ما هو عليه مشادات كلامية ومشاجرات دامية في بعض الأحيان حيث ان مشاهدة الطوابير سواء للمشتركين في المشروع أو غير المشتركين ظاهرة تحتاج الي وقفة من المسئولين. ويضيف محمود عبد الناصر سيد عامل عن مشاكل الخبز في القري فحدث ولا حرج فيها خاصة أن الرقابة منعدمة تماما والعصبيات موجودة بين العائلات وهو ما يجعل الأهالي يفضلون الموت جوعا علي شراء الخبز من الأفران خوفا من نشوب المشاجرات التي قد تنتهي بحوادث قتل مريرة أو اصابات خاصة ان ظواهر العنف في أسيوط والثأر شاهدة علي ذلك في التاريخ فلذلك يطالب المواطنون المسئولين بالتدخل سريعا في القري والنجوع التي تتحكم فيها الأجهزة المحلية لضمان عدالة توزيع الخبز وكذلك فرض رقابة علي أجولة الدقيق المدعم للأفران الموجودة حاليا والتي يقوم أصحابها ببيع الدقيق في السوق السوداء وليس أدل ذلك من عمليات الضبط المستمرة من أجهزة الأمن لتجار بيع الدقيق في السوق السوداء وهي من أعلي معدلات قضايا الدقيق علي مستوي الجمهورية مما يؤكد ان تسرب الدقيق الي السوق السوداء مستمر في اسيوط رغم خطط وجهود المسئولين التي لم تفلح في حل المشكلة. ويضيف احمد عبد العواض محمد مدرس لقد بات المواطنون في حيرة من أمرهم لا يعلمون ماذا يفعلون للخروج من المأزق الذي وضعوا فيه مجبرين وليسوا مخيرين بعد ان أحكم المسئولون الرقابة علي المواطنين فقط من خلال إجبار كل مواطن علي اخذ15 رغيفا فقط تاركين أصحاب المخابز يفعلون كما يشاءون حيث يفضل بعضهم بيع الخبز للمواشي علي المواطنين وذلك بترك العمال ينتجون خبزا غير مطابق تماما للمواصفات ويضعونه بجوارهم علي انه خبز سحلة كما يطلقون عليه حيث يجففونه ويبيعونه لتجار المواشي بقيمة6 قروش للرغيف الواحد أو يبيعونه في أسواق الجملة بالكيلو جرام وهو مربح لهم أكثر من بيعه للمواطنين بالتسعيرة المقررة ب5 قروش وتسبب ذلك في إخراج60% من الانتاج غير مطابق للمواصفات وبالتالي المتاح للمواطنين40% فقط من كميات الخبز. ويوضح الحاج يوسف عبد الله محمد اننا في حيرة من أمرنا فلم نعد نقدر علي تحمل المعاناة اليومية لطوابير الخبز والتكدس غير المبرر خاصة وان مخبز الشرطة الذي يقع بحي الاربعين يحصل علي حصته كاملة وبالرغم من ذلك تحدث أمامه مشاجرات جمة بسبب أحقية الحصول علي رغيف خبز والسبب في ذلك كميات الانتاج الضعيفة للغاية خاصة ان المخبز رغم مساحته الكبيرة جدا لا يعمل بكامل طاقته حيث ان خط الانتاج الثاني معطل منذ فترة ولم يتم تشغيله والمخبز يعمل بنصف طاقته ونتساءل ما سر الابقاء علي خط الانتاج الثاني معطل بالرغم من الاحتياج الشديد له في ظل الضغط الرهيب من قبل المواطنين ومن المنتفع من تعطل خط الانتاج والي متي سيستمر هذا الوضع المرهق للمواطنين ؟!.