السيناريو الأول: الجمهوريون يسيطرون علي مجلس النواب والديمقراطيون يحتفظون بالشيوخ هو السيناريو الأقرب للتحقق يوم الثلاثاء في ظل استطلاعات الرأي الحالية. وفي تلك الحالة سوف يصبح النائب جون بوينر رئيسا لمجلس النواب الأمريكي في ظل إتساع ملحوظ لكتلة النواب الجمهوريين المحافظين وهو الذي سيقود تعديلات تشريعية ربما تسبب ارتباكا كبيرا للاقتصاد الأمريكي, حيث من المرتقب أن يدعو إلي مزيد من خفض الضرائب والتراجع عن كثير من بنود مشروع الاصلاح المالي وربما يطلب التصويت علي إلغاء القانون المعدل للرعاية الصحية أو علي الأقل تعديله بشكل شبه كامل بعد أن اتضح ارتفاع تكلفة متوسطات أقساط التأمين الصحي رغم تمرير القانون الجديد. وكان الرئيس باراك اوباما قد وقف وراء مشروعي القانون بقوة وتمكن من تمريرهما قبل شهور قليلة في المجلسين في ظل اتهامات عنيفة من الجمهوريين بالجنوح في السياسة الداخلية في اتجاهات' اشتراكية' وهو ما زاد من حدة نقد التيار المحافظ لسياسات الإدارة الحالية. ويمكن أن يأخد الرجوع عن سياسات أوباما منحي مختلفا بإعادة الأموال التي لم يتم التصرف فيها من خطة الحفز المالي التي أقرت لإخراج الاقتصاد من كبوته. وفي إطار العودة عن السياسات المالية الحالية يتوقع أن يستقطب النائب الجمهوري داريل عيسي- رجل أعمال لبناني الأصل يمتلك شركة كبري هي أول من اخترع أجهزة إنذار السيارات- الأنظار في محلس النواب, حيث سيتولي رئاسة لجنة المراقبة التي ستعقد جلسات استماع لمراجعة السياسات الحالية للإدارة وسوف تستدعي كبار مسئولي الإدارة للشهادة بموجب الصلاحيات الدستورية الواسعة التي تتمتع بها اللجنة في الشأن الداخلي. والمعروف أن الديمقراطيين شنوا عملية مماثلة لمراجعة سياسات إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش عقب حصولهم علي الأغلبية في إنتخابات عام2008 ويتوق الجمهوريون- وبخاصة التيار المحافظ- إلي جلسات الاستماع المرتقبة والتي يمكن في ظل شخصية داريل عيسي المحافظة أن تتحول إلي واحدة من أكثر المحطات إثارة في التاريخ الأمريكي. وفي حال احتفاظ الديمقراطيين بأغلبية الشيوخ فإن الجمهوريين سيواجهون مقاومة في تمرير اصلاحات الضرائب فيما يمكن أن يبرز زعيم الأغلبية الديمقراطية في الشيوخ باعتباره أكثر الشخصيات أهمية للرئيس الأمريكي في المرحلة المقبلة. -السيناريو الثاني: الجمهوريون يفوزون بالشيوخ والديمقراطيون يحتفظون بالنواب سيناريو أقل توقعا وفي حال حدوثه ستكون نانسي بيلوسي هي أكثر المنتصرين في معركة الثلاثاء فيما ستواجه في زعامة مجلس الشيوخ السناتور ميتش ماكونيل( ولاية كنتاكي) حيث ستكون عملية التفاوض صعبة للغاية ما لم يمتلك الجمهوريون حصة ال60 مقعد اللأزمة لتمرير تشريعات دون معارضة من الأقلية في الشيوخ. وفي ظل نشوة الديمقراطيين في هذا السناريو سوف يصعب الوصول لحلول بشأن قانون إصلاحات الهجرة بينما ستعيد بيلوسي ترتيب أولويات مجلس النواب وإزاحة ضغوط الليبراليين جانبا لإرضاء التيار المعتدل في الجزب الديمقراطي قبل موقعة2012. - السيناريو الثالث: الجمهوريون يفوزون بأغلبية الشيوخ والنواب معا سيناريو محتمل وهو يعني سيطرة شاملة علي التشريعات والقوانين وعامين في غاية الصعوبة لأوباما وإدارته وإن كان' الفيتو' الرئاسي علي مشروعات القوانين- بموجب الصلاحيات الممنوحة للرئيس الأمريكي في ضوء توازن السلطات- يمكن أن يصعد بأوباما ألي مكانة جديدة يظهر فيها مقومات الزعامة في الوقت الذي سيبرز دور قيادات ديمقراطية معتدلة في مجلس الشيوخ للوصول إلي حلول وسط.. لكن المؤكد أن الجمهوريين سيسيرون علي طريق محو بعض سياسات الرعاية الصحية والإصلاحات المالية الجديدة وتعديل قانون الضمان الاجتماعي بما في ذلك رفع سن التقاعد. وفي هذا السيناريو سيقع الحزب الجمهوري في إختبار قوة الأجنحة المختلفة, وما إذا كان التيار الجمهوري الرئيسي- المدرسة المعتدلة التقليدية- سوف تخرج منتصرة في مواجهة التيارات الأيديولوجية الجديدة الأكثر تشددا مثل التيار الديني وتيار' حفل الشاي' الذي أنعش الحزب من الداخل. -السيناريو الرابع: الديمقراطيون يحتفظون بالشيوخ والنواب معا السيناريو الأقل توقعا علي الإطلاق وتكمن فرصه في حصد الجمهوريين لمقاعد جديدة من الديمقراطيين دون الفوز بالأغلبية في المجلسين, حيث تقول التقديرات إن هناك100 مقعد- من أصل435 مقعدا في النواب- تشهد منافسة شرسة بين الحزبين ويحتاج الجمهوريون40 مقعدا للعودة للأغلبية. وأكثر الرابحين من هذا السيناريو هو التيار الليبرالي في مجلس النواب, بينما سيواصل الجمهوريون ممارسة حق المجادلة' الفلابستر' لعرقلة تمرير المزيد من الإصلاحات علي طريقة أوباما وهو الحق الممنوح لحزب الأقلية في حال عدم حصول حزب الأغلبية علي60 مقعدا أو أكثر.