رغم اعتراف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه أخطأ في تقدير فرص السلام بمنطقة الشرق الأوسط, يلتقي السيناتور جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي الخاص إلي المنطقة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن خلال الساعات القليلة المقبلة. وتأتي محادثات ميتشل في رام الله, عقب يوم من اجتماعاته مع مسئولين في إسرائيل وكذلك في سوريا ولبنان اللتين قال إنهما تلعبان دورا رئيسيا في التوصل إلي اتفاق سلام شامل في الشرق الأوسط. إلا أنه من غير المتوقع أن تثمر هذه المحادثات عن انفراج مع تجدد الخلاف بين الفلسطينيين والإسرائيليين واعتراف أوباما بحجم الصعوبات. وكان ميتشل قد أجري مباحثات أمس الأول مع المسئولين الإسرائيليين من بينهم بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء ووزير الخارجية تناولت سبل استئناف عملية السلام, ونقلت صحيفة هاآرتس من مسئول إسرائيلي بارز قوله إن فرص استئناف محادثات السلام ضعيفة. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن المسئولين الإسرائيليين يعتقدون أن الإدارة الأمريكية ستضع المسألة الفلسطينية الإسرائيلية في أدني قائمة أولوياتها. وفي رام الله أحبطت الشرطة الإسرائيلية أمس محاولة تسلل يهودي إلي المسجد الأقصي المبارك. وقال مسئول مكتب حراس الأقصي إن أحد الإسرائيليين حاول التسلل إلي المسجد الأقصي من خلال باب الحديد في الجهة الغربية من المسجد وبعد تفتيشه من قبل الشرطة تبين أنه يحمل سكينا بين ثيابه. ونفي مسئول الحرس أن يكون اليهودي قد دخل المسجد الأقصي.. مشيرا إلي أنه لم يتعد نقطة التفتيش الواقعة علي بعد أمتار من باب الأقصي. يذكر أن الشرطة الإسرائيلية الموجودة علي أبواب المسجد الأقصي تسمح للمستوطنين اليهود بدخول باحات الأقصي بشكل فردي. وأوضح أحد حراس المسجد أن عناصر الشرطة اعتدت علي الحارس بالضرب في كافة أنحاء جسمه وتم نقله إلي المستشفي لتلقي العلاج.. وأن الشرطة حرصت علي احتواء الأمر قبل تدفق المصلين إلي المسجد لأداء صلاة الجمعة وعززت من وجودها علي بوابات المسجد. وفي هذه الأثناء أكد الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني أنه لابد من التغلب علي المشاكل القائمة في العملية السياسية وفتح الطريق أمام مفاوضات جادة ومتوازنة وقادرة علي تحقيق الأهداف المرجوة منها والمتمثلة في إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين مستقلة علي حدود عام1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وفي نيويورك, دعا بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في اجتماع للجنة الأممالمتحدة ممارسة الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني في نيويوركالفلسطينيين والإسرائيليين إلي استئناف المفاوضات مرة أخري موضحا أن الفشل في ذلك من الممكن أن يدمر أية فرصة للتقدم في هذا الشأن. وأضاف أن المجتمع الدولي يعارض استمرار إسرائيل في البناء ووجودها في القدسالشرقية العربية, ومن جانبهم, انتقد مسئولون إسرائيليون هذه التصريحات وقال هؤلاء المسئولون إن تصريحات بان كي مون هذه لا تبشر بحدوث تغير علي موقف الأممالمتحدة المتمثل في الرضوخ بصورة تلقائية للدول العربية الأعضاء فيها. وفي موسكو, أعلن سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي أن بلاده ستواصل اتصالاتها مع حركة حماس مؤكدا أن روسيا أجرت الاتصالات مع حماس في العام الماضي وسوف تستمر في ذلك في وقت تتزايد فيه الحاجة إلي الوحدة الفلسطينية, الأمر الذي يقتضي إشراك جميع الأطراف في الحوار. وأضاف أن روسيا تدعم مصر في مسعاها إلي مساعدة الفلسطينيين في رص صفوفهم إذ لا يمكن إلا لوحدة الصف الفلسطيني أن تضمن الظروف المناسبة للمفاوضات التي نأمل أن يتمكن الرئيس الفلسطيني من استئنافها مع الإسرائيليين.