فى ختام زيارته إلى لبنان والتى استمرت لمدة يومين، توجه الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد ظهر أمس إلى منطقة الجنوب، بدعوة من حليفه حزب الله، وسط استقبال شعبى وذلك على بعد كيلومترات قليلة من الحدود الجنوبية. وقد بدأ نجاد الزيارة بالوصول الي بلدة بنت جبيل الجنوبية الواقعة علي بعد نحو أربعة كيلومترات من الحدود, حيث نظم حزب الله احتفالا شعبيا في الملعب البلدي في المدينة التي تعرضت لتدمير واسع خلال حرب يوليو2006 بين حزب الله وإسرائيل, التي ساهمت المساعدات الإيرانية في إعادة بنائها. كما توقف أحمدي نجاد في جولته الجنوبية في بلدة قانا حيث وضع اكليلا من الزهور علي نصب ضحايا القصف الإسرائيلي الذي تسبب في عامي1996 و2006 بمجزرتين قتل في الأولي أكثر من100 شخص ونحو ثلاثين في الثانية, معظمهم من النساء والأطفال. وقد غادر نجاد والوفد المرافق لبنان مساء أمس, بعد لقاء وداعي مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وكان رئيس وزراء لبنان سعد الحريري قد عقد أمس جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في القصر الحكومي بالعاصمة بيروت, وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة, أن المباحثات تناولت التطورات والأوضاع العامة والعلاقات بين البلدين. وأقام الحريري عقب المباحثات مأدبة غداء تكريما للرئيس الإيراني, حضرها الرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري وكبار المسئولين اللبنانيين وأعضاء الوفد الايراني الرسمي المرافق للرئيس نجاد وعدد من الوزراء والنواب اللبنانيين وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدين في لبنان. كما منحت الجامعة اللبنانية الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية الي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد, خلال احتفال أقامته أمس لهذا الغرض. وألقي نجاد كلمة خلال الاحتفال ركز فيها علي أهمية العلم ودوره, مشيرا الي أن تاريخ لبنان البشري كان أحد المراكز الأساسية المشعة لإنتاج العلم ونشره في المنطقة, وقال إن هناك من يريدون حرمان الآخرين من استخدام الطاقة النووية لانتاج الكهرباء. ومن ناحية أخري, انتقدت قوي14 آذار الرئيس الإيراني لعدم قيامه بزيارة ضريح السيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق ووضع اكليل من الزهور عليه. وقال مصدر نيابي لبناني إن قوي14 آذار سوف تجتمع خلال أيام لتقويم زيارة نجاد الي لبنان, وقال الدكتور مصطفي علوش عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل ان التحفظات علي ايران تتركز علي استخدام السلاح الايراني لفريق لبناني( يقصد حزب الله) في الخلافات الداخلية! وفي رام الله, قال المستشرق الإسرائيلي الدكتور مردخاي كيدار ان زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الي لبنان تعكس مدي قوة سيطرة إيران علي لبنان, محذرا من التهوين من أثر وجوهر زيارة نجاد للبنان. ونقل موقع القناة السابعة التليفزيونية الإسرائيلية بالعبرية علي الإنترنت عن كيدار قوله إن هذه الزيارة من شأنها أن تؤثر علي الساحة الاستراتيجية للمنطقة, كما أنها تعبر عن مدي قوة سيطرة ايران علي لبنان, وتؤكد حقيقة أن حزب الله يأخذ تعليماته من طهران. وأضاف كيدار أن زيارة نجاد يهدف من ورائها الي جني ثمار الجهود التي استثمرها خلال السنوات الأخيرة في لبنان. ورأي كيدار أنه حتي لو لم يحدث انقلاب علي السلطة في لبنان, فإن الحكومة اللبنانية توجد بالفعل في أيدي حزب الله, لأن الانقلاب وقع بالفعل, فالحزب له بالفعل أنصار في أوساط المسيحيين بلبنان, وحتي وليد جنبلاط الزعيم الدرزي تبني مواقف الحزب, كما أن الحزب يسيطر علي الرأي العام بلبنان.